أعمل في الصحافة من دون انقطاع منذ كنت أودع المراهقة، وتابعت إرهاب حكم البيض في جنوب افريقيا والمجازر في رواندا وأيضاً في سربرنيتسا بعد تفكيك يوغوسلافيا، لكن كل هذا يتضاءل مع إرهاب اليمين الإسرائيلي وحكومة مجرمي الحرب المستوطنين التي يرأسها أحقر أهل الأرض بنيامين نتانياهو، وليكود اميركا الذي يحمون آخر دولة آبارتهيد في العالم.
الرئيس باراك اوباما تحدث في قمة الأمن النووي في واشنطن عن تدارك "قنبلة قذرة" لداعش. هو لم يتحدث عن ترسانة نووية لإسرائيل، مع أن داعش وإسرائيل تتنافسان في الإرهاب. انحياز الرئيس الأميركي إلى دولة الجريمة لم يفده، فقد كنت أقرأ في الوقت نفسه مقالاً لواحد من ليكود اميركا عنوانه: الحل الأخير من اوباما لإسرائيل.
الحل الأخير هو وصف المحرقة النازية لليهود، وأوباما آخر مَنْ يفكر في محرقة، مع ذلك المتطرفون الإرهابيون من إسرائيل الى الولايات المتحدة يصفونه بما فيهم، وبما يرتكبون كل يوم ضد الفلسطينيين.
هم يهاجمون الرئيس محمود عباس، وحذاؤه القديم أشرف منهم جميعاً، ويتحدثون عن إرهابيين فلسطينيين، والإرهاب اسرائيلي، بل انهم يزعمون أن السلطة الوطنية أحبطت جهود نائب الرئيس جو بايدن لبدء عملية سلمية جديدة.
لا سلام مع حكومة نتانياهو. هي حكومة تضم غلاة اليمين من ارهابيين يعيشون على خرافات توراتية لم توجد يوماً على أرض الواقع. البلد اسمه فلسطين، وهي محتلة، أما اسرائيل فخرافة كتِبت بعد قرون من أحداث مزعومة.
عندما لا يتهمون اوباما بمحاولة إبادة اليهود في محرقة جديدة، يهاجمونه لأنه يقول إن الإسلام ليس دين عنف. أقول إن التوراة دين عنف، تضم عشرات الأمثلة على إبادة الجنس، وعشرات المومسات. أتحداهم الى مناظرة تلفزيونية، أو مواجهة في محكمة بريطانية لنقارن بين نص القرآن ونص التوراة.
لا نص إطلاقاً في القرآن الكريم يقول: اقتل الرجال والنساء والأطفال. اقتل الجمال والبقر والحمير. احتفظ بالذهب والفضة والحديد. هذا ما يقول سفر يشوع وأرى أن القائل تاجر يهودي وليس رب العالمين. هل يعرف القارىء أن أسوار أريحا استعصت على جيش يشوع. هي قرية زراعية، ولا أدري من أين جاءت الأسوار. مع ذلك نفترض أن فيها أسواراً فكيف هُدِمَت؟ قال الرب ليشوع أن يأتي بالكهنة ينفخون في أبواق من قرون الكباش والشعب يهتف هتافاً عظيماً فتسقط الأسوار... يعني أنها سقطت بالزمامير والصراخ. وطبعاً فهناك زانية لأن يشوع أرسل جاسوسين أقاما في بيت الزانية راحاب، وقتل الغزاة كل سكان أريحا باستثناء الزانية وأهل بيتها.
هناك أسوأ مما سبق ولا أريد أن أنقل تفاصيل عن التوراة.
وعدتُ نفسي يوماً بأن أرد على حملاتهم، وقد فعلت وسأظل أفعل. كنت أعتقد بأن طرفاً، دينه يقوم على إبادة جنس ومومسات، لا يهاجم أديان الآخرين إلا أنهم يفعلون كل يوم.
أخيراً، اليمين الإرهابي في اسرائيل ليس كل الإسرائيليين أو اليهود، فهناك جماعات يهودية كثيرة تعمل للسلام وتدافع عن الفلسطينيين، وهي تستحق الشكر والتقدير.