إرحل يا ريس ..أتمنى أنه رحل منذ سنوات ...هو وغيره ..!
دعونا من العواطف وما يُسيل اللعاب ويزيد من الأصحاب والأحباب ,فوالله الذي لا إله إلا هو لست عابئاً بمن يحبني أو يكرهني أو من يوافقني أو يعارضني ..لني صاحب رسالة
ولست حامل رسائل ...ويكفيني أن أريح ضميري ..فالقبر ينتظر ..أللهم فانتصر
إرحل ..هي كلمة السر لا بل الشعار الذي تم رفعه في جميع مسارات ما سُمي بالربيع العربي الذي بدأ من تونس مرورا بليبيا ومصر وانتهاءً بسوريا
وفي جميع هذه المسارت التي إخترقت بعض الدول العربية والتي أدت معظمها برحيل زعمائها
كان هناك تفاوت في عدد الكوارث والضحايا التي نتجت عن هذا الشعار
فمنها ما رحل ويا دار ما دخلك شر ومنها ما كان العناد سيد موقفهم فدمر البلد وقتل من شعبه ما قتل وما زال الحبل على الجرار وبقي الأسد في عرينه
إرحل ..هذا الشعار بدأنا نسمعه من جديد في فلسطين
وأصحاب هذا الشعار منهم من إندفع نتيجة دوافع مصلحية نتجت عن قرارات رئاسية خاطئة حتماً مهما كانت الأسباب
ومنهم ممن كانوا يحتفظون بهذا الشعار ولم يطلقوه خوفاً من أن يحدث ما حدث في الجوار
إرحل ...في سوريا مثلاً ومنذ خمس سنوات أطلق هذا الشعار وبطريقة سلمية بداية ومن ثم تحول إلى حرب أهلية
إرحل ....وخلال خمس سنوات لم يتحقق هذا الشعار ورحل الملايين من الشعب السوري
وكأن النداء كان موجهاً للشعب وليس لشخص ..!
أما في فلسطين فالوضع مختلف تماماً ...
وشعبنا الذي رفع هذا الشعار على مدى عقود من الزمن
إرحل ...كان وما يزال إرحل أيها المحتل ..إرحل إيها الغاصب ..إرحل يا عدو السلام ..إرحل من أرضنا
لم يرحل ..ولن يرحل لأننا للأسف لا نستحق الرحيل... والله هو الكفيل
وأقول الله الكفيل في أن يُرحل إسرائيل وملحقاتها عندما يرى أننا نستحق ذلك
بدون أدنى شك أن شعبنا الفلسطيني الذي كان في مقدمة الشعوب في المنطقة الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الحرية والكرامة
هذا الشعب العظيم يقف اليوم حائراً أمام كل ما يجري سواءً على المستوى السياسي أو الأمني أو الإجتماعي
وقبل هذا وذاك ما يتعرض له من قبل العدو الإسرائيلي من عمليات قتل وتدمير وإستيطان ولا رادع ولا مانع ولا من يقول كفى بل مزيداً من التواطوء والمهانة لكرامتنا بدون أدنى شعور بالمسؤولية خاصةما حدث من مهاترات وتصريحات خائبة
إن الصممت والهدوء وحتى ما يقال نومة أهل الكهف التي ربما يعتمد عليها البعض بأنها كفيلة في تمرير أي شيء مهما كان وأن لا أحد يبالي
ربما تكون هذه من باب اليأس الذي أصبح سائداً نتيجة الشعور بالخيبة وفقدان الأمل
فالدعوة التي أطلقها البعض للرئيس تحت مصطلح (إرحل ) لا أعتقد أنها ستجد صداها
في داخل المجتمع الفلسطيني ...ربما يكون هذا تمنيات لدى الكثيرين
وحرق الصور ما هي إلا فشة خلق لا تسمن ولا تغني من جوع بل تزيد الأمر تعقيداً ولا أعتقد أن تصرف حكيم من أبناء الحكيم ..!
ولكن لنتحدث بصراحة وشفافية ...
لو أن الأمر بهذه السهولة وان هناك بدائل تأتي لتصلح ما أفسده البعض ولا أقول الدهر
لكنت أول من رفع يافطة وقلت هيا إلى العمل ..
ولكن ورغم أن الأمر يستحق وأن الأمور زادت عن حدها ولكن علينا
ان نحسبها جيداً بعيداً عن العواطف والأحلام
فعواطفنا وحلمنا أن يزول الإحتلال بين ليلة وضحاها ولكن هل الأحلام والتمنيات كفيلة بتحقيق هذا الأمر ..!
وكذلك حلمنا أن تنتهي هذه الحقبة من التردي والفساد والهيمنة والإستبداد
ولكن هل هذا يتحقق في ظل ما نحن فيه من مجمل الأوضاع والأمور
شعبنا ومنذ ما بعد أوسلو لم يتسلم رغم إتفاق السلام الذي كان من المفترض على الأقل أن يحول حياته لنوع من الإستقرار والهدوء بعد معاناة طويلة
ورغم كل هذا كان السباق لرفع راية الحرية فخاض غمار الانتفاضة الثانية وقاتل واستشهد الالاف
حتى أفراد الأجهزة الأمنية كانت رأس الحربة في معركة غير متكافئة ولكنهم وكما يعرف القاصي والداني أثبتوا أنهم ملح الأرض ولها حين الغارة
اليوم شعبنا كما أسلفت يعيد حساباته بعد أن وجد نفسه وقوداً في مشاريع إستثمارية لأصحاب أجندات ليس لها علاقة لا بفلسطين ولا بتحرير الأرض
والكل يتسائل..إلى متى نقدم أبنائنا ومستقبلهم في معارك خاسرة لا يستفيد منها سوى العدو.!
أرحل ...لن أرحل وبلطو البحر.....!
وليس هناك من رحل هكذا لمجرد صرخة أوشعار أو فكرة..سيقول قائل ما هذا الكلام
وهل الحرية تأتي بلا ثمن ..وهل الشعوب التي تدفع بالدم من أجل حيرتها غبية ..!
أقول ..صحيح ..ولكن هل سيبقى شعبنا حقل تجارب وأبنائنا موزعين بين قوى امنية وقوى وطنية وقوى شبابية وطلاب ومدارس وجامعات ...هل فكرنا بهؤلاء ..!
هل فكرنا بإسرائيل التي اعدت عدتها وعملائها المنتشرين في كل زاوية وخلف كل باب ..!
قبل مثل هذه الدعوة علينا أن نفكر ملياً ماذا بعد ..!
العصياااااااااااان المدني ...
منذ عام ونحن نقول ( العصيان المدني) وليكن شعاركم
(رفض الإحتلال وكل ما له علاقة بالإحتلال ) سواءً من تنسيق أمني أو فساد أو أي شيء له علاقة بالكرامة الوطنية
سيقول البعض هل العصيان المدني هو الحل ...!
نقول نعم هو الحل ..لأنه سيكسب إجماعاً وطنيا وتعاطفا عربيا وعالمياً وسيجر معه كل أطياف الشعب بمن فيهم أبناء الأمن الذين هم من صلب هذا الشعب
العصيان المدني لن يكون مكلفاً كما يخطط البعض لحرق البلد ودمارها
العصيان المدني في ظل غياب القوة ومع ظروف المنطقة هو الحل الأمثل
أيام معدودة وبتفعيل حضاري مؤثر سينتبه العالم لقضيتنا التي ظنوا أنها إنتهت
على الأقل يفهم العالم أننا تحتل الإحتلال والظلم والقهر وليس كما يروج البعض أننا خلاص إخوان وشركاء وحبايب
كل ما ورد وما يمكن ان يتم إقتراحه ....
الحديث طويل حول هذه المسألة .. ويجب أن تخضع لنقاش جاد من قبل المتخصصين
والعارفين والقادرين والحكماء قبل أن نغوص بفوضى الشارع الذي هناك من خطط له
بخبث ودهاء
إرحل ....علينا ان نناقش هذه الفكرة هل هي لشخص نقول له إرحل فيرحل وماذا عن المؤسسات التي أصبح نهجها وثقافتها هكذا ..!
إرحل .. ويا دار ما دخلك شر ..أم أنه حتى ولو رحل فلن تسلم الدار من الشر ..!
إرحل ..من سيأتي بعده وهل من سيأتي بعده صلاح الدين الذي سيضرب الاحتلال بسيفه البتار ويشرق علينا شمس النهار ..!
البدائل أكثر شراً من شره ...وأسوأ من قهره ..وأمر من حنضله
حتى لو كان هناك من يثق الناس بهم ..ولكن هل سيكونوا أحراراً وهل بإمكانهم على الأقل أن يعيدوا للناس كرامتهم في ظل الهيمنة الإسرائلية والأمريكية ..!
ما زلنا في مخاض ولم يحن موعد الولادة ..والقيصرية أدهى وأمر
وكل شيء تحت السيطرة ...وكأنك يا ابو زيد ما غزيت
لا أقول هذا الكلام لغاية في نفسي.. ولا لدنيا فانية ... ولكني أخاف الله
فيا أيها الراحل حتماً ولو بعد حين .. في بقائك شر ٌ وفي رحيلك شر
ولا خير إلا إذا أراد الله ...والله كفيل بشعبنا وبقضيتنا
ولكن أنصحك ان تنجو بنفسك ليس من أحد أو قوة أو عدو يتربص بك
بل أنجو بنفسك من الله
بقلم/ منذر ارشيد