لعل هذا العنوان اللافت يثير دهشة القارئ ، والتفسير ببساطة ، أن الدكتور رامي الحمد الله بصفته رئيس حكومة التوافق ، من المفترض ان يكون مسؤولا عن متطلبات حياة ومعيشة كل مواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والله لو تعثرت بغلة في العراق لخفت ان يسألني الله عنها.
والموضوع ببساطة يا رئيس الحكومة ، موقف حكومتك الغريب من موضوع فرض ما يسمى بضريبة البلو – ضريبة البلوة - على وقود محطة كهرباء غزة ، وكأن غزة كوكب اخر ، تعيش أعلى درجات الرفاهية ورغد العيش ، ولا تشتكي من الحصار والفقر والبطالة ، وكأن ما ينقصها ، فرض مزيد من المعاناة في ازمة الكهرباء ، فربما نظام الثماني ساعات بالنسبة لحكومتك الغراء هي رفاهية وترف يستوجب ان تقلص الى 4 ساعات .
ولو تفحصنا حقيقة ازمة الكهرباء ، التي كان الجميع يحملها لحركة حماس في غزة ، فان الامور بدأت بالوضوح ، فاللجنة الوطنية المكلفة من الفصائل الفلسطينية بمتابعة أزمة الكهرباء في غزة، حملت الحكومة برام الله مسؤولية الازمة بسبب فرض الحكومة ضريبة البلو على وقود محطة التوليد كما سلّمت مذكرة احتجاج لوزراء الحكومة بغزة تنص على إعفاء السولار الصناعي الخاص بتشغيل محطة توليد الكهرباء بغزة من ضريبة البلو بشكل كامل ، وهددت بأن قادة الفصائل سيتخذون موقفًا بناء على نتائج رد الحكومة عليهم.
ومما يستدعي المزيد من الغرابة أن أزمة كهرباء قطاع غزة قد غابت عن طاولة اجتماعات حكومة الوفاق برام الله في اجتماعه الاخير، للأسبوع الثالث على التوالي، وكأن مواطني غزة من مرضى واطفال وعجزة وطلبة مصيرهم الامثل ان يغرقوا بالظلام كـأمر طبيعي .
وللعلم فإن قطاع غزة يعتمد على ثلاثة مصادر للكهرباء، محطة الكهرباء الموجود في غزة، والشبكة الإسرائيلية التي تمد القطاع بالكهرباء ويدفع لها الفاتورة شهريًا، والمصدر المصري الذي يمد القطاع ب 22 ميجا واط.
وحسب رئيس سلطة الطاقة في غزة فتحي الشيخ خليل فإن حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد الله تأخذ ضرائب على الوقود اللازم لتشغيل المحطة ثلاثة أضعاف ما يأخذه الاحتلال ومصر مقابل تزويد القطاع بالكهرباء.
ويضيف : تم تقديم سلطة الطاقة عرضًا على رئيس الحكومة رامي الحمد الله بالمشاركة في مجلس إدارة سلطة الطاقة في غزة، للعمل على حل أزمة الكهرباء ووقف كل الضرائب وتزويد القطاع بالكهرباء بما يغطي جميع مناطقها ، ولم نتسلم أي رد من الحكومة تجاه عرضنا السابق، وهذا يدلل على أن الأزمة متعمدة ومفتعلة من عدة أطراف تريد ذلك.
وأكد الشيخ خليل أن المسؤول عن انقطاع الكهرباء عن القطاع هو ذاته من يحرص على عدم وصول الوقود لقطاع غزة ويمارس " الإرهاب في الكهرباء" لتحقيق أهداف سياسية.
هذا ما ورد على لسان الشيخ خليل والغريب ذلك الصمت المطبق من حكومة الحمد الله ، وكأن الازمة تدور في بلاد واق الواق ، فهل كلامه صحيح ؟ وهل هناك توضيح من الحكومة ؟ وماذا سيحدث بخصوص ضريبة البلوة ؟
ولا يسعني في ختام هذا المقال الا ان أذكر رئيس الحكومة بأنك يتقف امام الله فردا عاريا ، لن تنفعك دهاليز السياسة ، ولا تلافيف الدبلوماسية ، سيسألك الله ليس فقط عن مواطني غزة المحاصرين المغلوبين على امرهم ، بل ايضا ، عن بغال غزة .
انتهى
كتب علاء المشهراوي