أبو مازن يحمل رشاشه ويطلق الرصاص بكل الاتجاهات، حتى بدت فتح اليوم تهابه اكثر من ما تهاب الكيان الصهيوني، فهل هناك من يجروء بالحركة على الوقوف بوجه ابو مازن؟ الجبهة ما زالت تمتلك هذه الجرأة,
ما ميز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واعطاها قاعدة واسعة من الجماهير ليس فقط عملياتها العسكرية النوعية فقط، وانما مواقفها المبدئية من الثوابت والحقوق الوطنية والشرعية والتاريخية للشعب الفلسطيني وتصديها الحازم لتهافت القيادة المتنفذة للتنازلات والتسوية والمفاوضات مع الكيان الصهيوني، لم تكن الجبهة الشعبية يوما ما تنظيما ثانويا، تواجدت بكل المواقع، خاضت كل المعارك والمواجهات، حاولوا النيل من الجبهة ولم يتمكنوا، الجبهة خرجت من بعد كل ازمة اقوى.
ابو مازن يعتقد ان قضية الجبهة الشعبية هي قضية مالية بامكانه ان يشتريها ويشتري مواقفها بكذا الف دولار، مخطأً من يتوقع ذلك، ابو مازن وهو يحمل رشاشه ليطلق النار بكل الاتجاهات، ليبيع الوطن والقضية بابسخ الاثمان، صرخت الجبهة بوجهه وقالت له قف، لن نسمح لك بذلك ولن نسمح لك، مواقف الجبهة سبقت قرار ابو مازن بايقاف صرف حصتها المالية، نعم سبق ذلك فشعر ابو مازن ان الامور تأخذ باتجاه التصعيد، فقرر المواجهة، فهو يسعى الى اسئصال القوى التي تشكل عائقا امام مشروعه الرامي الى تهميش المشروع الوطني الفلسطيني على طريق تصفيتها.
يعتقد ابو مازن ان استمرار الجبهة الشعبية ضمن دوائر واطر المنظمة هي نقطة ضعف عندها بامكانه ان يحتويها لصالح سياسته او التشهير بالجبهة الشعبية امام الجماهير الفلسطينية، وانه يمكن ان يضعها بمكانة الشك، فليس هذا مقياس، فالجبهة التنظيم الوحيد بالساحة الذي تجرأ امام الملأ وداخل اطر المنظمة وبجلسة المجلس المركزي ليقولوا له أن اتفاق اوسلو هو خيانة، الم يكن كذلك؟ ماذا تقول الفصائل الاخرى عن اتفاق اوسلو اليست غارقة حتى اذنيها بمستنقع اوسلو؟
لا احد يستطيع ان يتجاوز الازمات والمحطات الفاصلة التي تمر بها الثورات وفصائلها والجدل التي تخلقها كل مرحلة او محطة بكل سهولة، فالجبهة ما زالت قوية وقوتها معتمدة على علاقاتها والتحامها بالجماهير، وما زال امام الجبهة هذه الفرصة التي تعزز قوتها من خلال العلاقة بالجماهير وليس فقط من خلال اتخاذ القرارات الصائبة الي تدافع عن الثوابت والحقوق الفلسطينية والتصدي لنهج التسوية والاستسلام، وانما ان ترى الجماهير بالجبهة البديل الحقيقي لهذا النهج الاستسلامي والتفريطي الممثل بأبو مازن وكل من يقف معه من حركته والفصائل الفلسطينية الاخرى، فالجماهير ثقتها كبيرة بالجبهة ورفاقها من اجل ان تضع حدا لهذه السياسة.
ابو مازن يريد من الجبهة ان تلتزم بخطه التفريطي والانهزامي، يريد منها ان تبارك له التنسيق الامني وجرائم السلطة، يريد منها ان تسند ظهره وتحميه من غضب الجماهير، يريد منها غطاءا سياسيا لحركاته ومواقفه، فما حصل لم تكون اولى المواجهات ولن تكن اخرها، ولكن شكل المعركة اليوم يختلف عن الاشكال والطرق الماضية، اليوم الجبهة مطالبة ان تعري هذه السياسة التفريطية، القضية ليست مالية كما يحاول ان يصورها ابو مازن او ان تفهمها الجماهير، فقط من خلال مراجعة السنوات الاخيرة لمواقف الجبهة التي اصطدمت بها مع ابو مازن حول عقد المجلس الوطني وتاجيله لاحقا، مواقفها بالمجلس المركزي، تجميد عضويتها باللجنة التنفيذية، مواقف ابو مازن بحق تيسير قبعة، دور السلطة بقضية الشهيد عمر النايف، وغيرها من المواقف التي عبرت عنها الجبهة رافضه تصريحاته وتحركاته وتوجهاته السياسية، مراجعة هذه المواقف يكتشف المواطن العادي ان القضية اكبر من ما يحاول ابومازن ان يصور الموضوع.
ستبقى الجبهة كما عاهدت الجماهير منذ انطلاقتها، وفية ومخلصة للثوابت والحقوق وعلى راسها حق العودة، ماسكة على مبادئها كالجمر لانه هذا العهد، مراهنة على الشعب والجماهير لانهم هم اصحاب القضية، لن تسمح بالتنازل لو كلفها ذلك الكثير، الجبهة تؤمن بالجماهير تعيش بوسطها تتعلم منها وتعلمها، تصمد وتصبر وتواصل المسيرة بثبات وعزم واصرار، مراهنة على التفاف الجماهير حول حقوقها الوطنية والتاريخية ومن هنا تستمد الجبهة قوتها، فنهج التسوية وسياسة التفريط لن يمروا ومصيرهم الفشل، وأن البديل والقوة تستمد من العلاقة المتينة بالجماهير.
جادالله صفا - البرازيل
14/نيسان/2016