خليل ابراهيم محمود الوزير .... احد رجالات فلسطين .... واحد قادة ثورتها المعاصرة ... ابن غزة البار .... ابن بني عامر احد مناطق غزة الاثرية والتاريخية ..... واحد ابناء عائلة عريقة تتسم بوطنيتها وانتمائها لوطنها ولشعبها ....وزوج الاخت المناضلة ام جهاد ...وشقيق الاخت المناضلة المرحومة زينب الوزير .
شخصية غامضة بحكم عملها ... تتسم بالسرية والصرامة.... شخصية صامتة لا ترغب بالكلام في غير موضعه ..... ولا تحب الظهور لاجل الظهور والتفاخر .... ولا تتعاطي مع الاعلام الا ما ندر .... وبما تستلزمه الظروف .... يعمل بصمت وخفاء ..... ويرغب بالانجاز قبل الكلام ..... محب للجميع .... ولا خلافات شخصية مع احد ... مقياس محبته وقربه.... يرتبط بمدي محبة الوطن والعمل من اجله .
درس التاريخ بجامعة الاسكندرية .... التي كان يحبها ....ويعشق بحرها وجمالها لقربها ..... من جمال غزة ويافا .
علمت باغتياله كما غيري الملايين من ابناء غزة الذين كانوا يخوضون انتفاضتهم الشعبية .... انتفاضة الحجارة .... والتي جعلت الارض تلتهب نارا ....تحت اقدام الصهاينة بمجرد سماع خبر استشهاد القائد ابو جهاد.... ومدي محبة اهل غزة لهذا القائد الفلسطيني .... ومدي قربه .... بحكم موقعه قائدا للقطاع الغربي .... واضطلاعه علي كافة القضايا.... بكافة تفاصيلها .
علمت باغتياله اثناء سفري بالقطار من القاهرة الي الاسكندرية.... وزيارتي لاحد الاصدقاء الذي كان له صلة قرابة من جهة والده بالشهيد القائد ابو جهاد ..... حيث كانت الصدمة كبيرة والخسارة اكبر .... والحزن شديد .... والمصاب جلل .... لكنها النهاية .... والشهادة التي يتمناها كافة الشرفاء والمناضليين .... المخلصين لوطنهم ولشعبهم .
الشهيد القائد ابو جهاد.... من المؤسسيين الاوائل لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ..... ومن اوائل المؤسسين والعاملين علي بناء الجهاز العسكري .... تسليحا وتدريبا وتعبئة.
الشهيد القائد ابو جهاد من اقرب المقربين لمفجر الثورة .... وقائد الحركة الشهيد القائد ابو عمار .... كما كافة شهداء الحركة والثورة والتي كانت تربطهم علاقات اخوة ومحبة بالشهيد القائد ابو جهاد لطيبته المعهودة ..... وخلقه ومحبته للجميع.... وحرصه الدائم علي الوحدة الوطنية.... ووحدة الموقف ... ووحدة القرار واستقلاليته .
وهنا ما يستلزم ....ضرورة ان يتاسس مركزا توثيقيا وطنيا فلسطينيا لكافة الاجيال .... وحتي يستفاد من تجربة تلك الشخصيات القيادية ....وسيرة حياتهم ومحطاتهم النضالية .... والتي كان لها بصمة كبيرة بتاريخنا الوطني ....وحتي نعزز ثقة الاجيال بتاريخه الوطني .... وحتي يجدون ما يفخرون ويعتزون به .... وان لا نختصر الذكريات بتواريخها .... والحديث عنها .... من خلال سطور وكلمات وبعض المواقف التي لا تعطي كامل الصورة ... ولا توفر شمولية المشهد .... والحقبة الزمنية .... والانجازات التاريخية والوطنية ....لان كل هذا من حق الاجيال علينا .... ومن واجبنا ان نوثق وان نؤكد الحقائق.... وان نفند الاكاذيب والاقاويل .
الشهيد القائد ابو جهاد نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية .... واحد القادة المؤسسيين لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ..... القائد الذي وقف بجانب اخوانه من القادة والمناضليين في معركة الكرامة بمارس 68 كما كان احد القادة البارزين بمواجهة قوات الاحتلال بعملية الليطاني بالعام 78 ....كما كان من ابرز القادة الذين واجهوا وقاوموا الاجتياح الاسرائيلي بالعام 82 ..... القائد الشهيد ابو جهاد وقف مقاتلا صامدا ثابتا ....كما وقف مخططا بارعا ومناورا قادرا .... استطاع بحنكته وحكمته ....علي مواجهة اعتي قوة غاشمة...لما يقارب تسعة وثمانين يوم ..... اراد العدو انهاء وجود الثورة .... واسر قادتها او اغتيالهم .... وانهاء ثورتنا المعاصرة .... بل تاكد ان سرقة القرار الوطني المستقل وانهائه وتفتيته .... وضرب وحدة الحركة والثورة .... هدفا استراتيجيا ....من هذه الحرب القذرة ....التي لم تنتهي بمذابح صبرا وشاتيلا .... ولكنها ارادت ان تنهي ما تبقي من خلال معارك طرابلس .... والتي وقف فيها القائد الشهيد ابو جهاد ومعه اخوانه من القدة والمقاتلين لمواجهة جماعة المنشقين بقيادة ابو موسي .... حيث لحق الرئيس القائد الشهيد ابو عمار ....مفضلا الموت والشهادة .... علي ان يكون بمقر اقامته بتونس .... لادراكه بمدي خطورة المخطط الذي كان يستهدف استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ...ووحدة الموقف الحركي .... والوحدة الوطنية الفلسطينية .
استقر الحال بالقيادة الفلسطينية في تونس الخضراء ....مما وفر الاختراقات الامنية .... وسهل الوصول لاغتيال الشهيد القائد ابو جهاد .... كما الشهيد القائد ابو اياد وغيره من القادة .... وكما كانت المحاولات المستمرة لاغتيال الشهيد القائد ابو عمار .
حركة فتح التي قدمت خيرة قادتها داخل الوطن وخارجه ... لا زالت علي عهدها ووفائها... لا زالت علي تضحياتها ووفائها .... لا زالت علي ثوابتها واهدافها الوطنية.... ولا زالت علي خياراتها الوطنية التي لم تسقط أي منها ... طالما ان فلسطين لم تتحرر ... وطالما ان الدولة الفلسطينية المستقلة لم تشيد... بعاصمتها القدس الشرقية .
فكل التحية بهذه الذكري ...ذكري استشهاد القائد ابو جهاد... وذكري استشهاد كافة قادتنا .... وعهدنا لهم عهد الاوفياء والمخلصين .... ان نبقي علي العهد سائرون... حتي تحقيق النصر.
بقلم/ وفيق زنداح