دخلت السيارات بدون سائق مرحلة جديدة في التجارب التي تجرى عليها في العالم وسجلت نجاحاً جديداً يدفع إلى الاعتقاد باقتراب ظهورها في الشوارع العامة وطرحها للاستخدام من قبل الناس، حيث نجح هذا النوع من السيارات في أحدث تجارب أجريت عليها في الولايات المتحدة.
وتمت تجربة سيارة بدون سائق في ظلام دامس في صحراء ولاية أريزونا الأمريكية، بينما كانت أضواؤها مطفأة بشكل كامل، على أن التجربة كانت تهدف لفحص نظام الملاحة الموجود في السيارة إضافة إلى فحص أجهزة الاستشعار ومدى كفاءتها في العمل في الظلام، وانتهت التجربة بالنجاح وتبين أن السيارة قادرة على السير في الظلام الدامس ومعرفة الإتجاه المطلوب والسير دون أخطاء.
وتبين من التجربة أن استخدامها في الظلام والشوارع غير المنارة أكثر أماناً من استخدام السيارات التقليدية التي يقودها البشر، حيث أنها أكثر قدرة على تحسس المخاطر واستكشافها ومعرفة الطرق في الظلام.
ويقول منتجو السيارات ذاتية القيادة إن المركبات التي ستشهد انتشاراً واسعاً في العالم قريباً سوف تكون أكثر أماناً على جميع الأحوال من المركبات التقليدية التي يقودها الناس، حيث ستكون مبرمجة كمبيوترياً، وقادرة على استشعار المخاطر في وقت مبكر والتعامل معها بسرعة تفوق سرعة الإنسان وقدرته على الانتباه.
وتمثل اختبارات السيارات ذاتية القيادة مرحلة بالغة الأهمية في هذا المشروع، حيث تشير دراسة صدرت مؤخراً في بريطانيا إلى أن أكثر من نصف الوفيات على الطرق تحدث في حوادث مرورية تتم خلال الليل أو في الشوارع المظلمة.
أما السيارة ذاتية القيادة التي تم اختبارها في الولايات المتحدة فهي من إنتاج شركة "فورد" ومزودة بنظام رادار متطور يعمل بأشعة الليزر وهو النظام الذي يقوم باستشعار الطرق بشكل رئيسي وتحديد المخاطر التي ينبغي تجنبها إضافة إلى تحديد الشوارع والمسالك الآمنة.
ونقلت جريدة "التايمز" البريطانية عن واين وليامز الذي ركب واحدة من السيارات ذاتية القيادة خلال التجارب التي أجريت عليها في الظلام: "داخل السيارة أشعر أنها تتحرك، لكن عندما أنظر من النافذة لا أرى سوى الظلام، أرى مشهداً ثابتاً فقط".
ويطلق على النظام الذي يعتمد على أشعة الليزر إسم "ليدار" بالانكليزية (Lidar System) وهو نظام رادار جديد يتم استخدامه في السيارات ذاتية القيادة التي بدأت العديد من الشركات تصنيعها وتجربتها في العالم، وهو نظام متصل بمجموعة من الكاميرات التي تكون مثبتة على الهيكل الخارجي للسيارة، ولديه القدرة على تتبع وقراءة إشارات المرور والعلامات على الطريق وأي إشارات مهمة يتوجب على السيارة الانتباه إليها.
ومن المعروف أن الكاميرات لا تستطيع في وضعها الطبيعي التقاط الصور أو الاستشعار في الظلام الدامس، حيث تحتاج إلى إضاءة كافية، فيما يعتمد هذا النظام على معدات بديلة أو مساندة للكاميرات في الظلام، ومن بينها أشعة الليزر ونظام التتبع ونظام الـ"جي بي أس" وغير ذلك.
وتقول التقارير إن السيارات ذاتية القيادة تتضمن "عقلا صناعياً" مخزن عليه خرائط ثلاثية الأبعاد تتضمن كل المعلومات المفصلة عن الطرق والشوارع والأماكن المختلفة بما في ذلك المباني والإشارات المرورية والطبوغرافيا وغير ذلك.
سباق بين المنتجين
وتتسابق الشركات المطورة للسيارات ذاتية القيادة على تحقيق إضافات أكبر والإعلان عن مواصفات أعلى وأفضل، حيث كشفت شركة "شيفروليه" الأمريكية مؤخراً عن سيارة بدون سائق تتلقى الأوامر من صاحبها بمجرد إيماءة العين، إذ تستطيع التعرف على السائق من خلال عينه لتبدأ العمل سريعاً وتلقائياً، فضلاً عن أن الشكل المفترض للسيارة يعتبر فريداً وأشبه بالسيارات المستخدمة في ألعاب الأطفال. وأطلقت الشركة الأمريكية على السيارة الجديدة اسم (Chevrolet-FNR) وقالت إنها تمثل رؤيتها للسيارات بدون سائق التي ستغزو العالم في المستقبل.
وتقول الشركة إن السيارة التي تم الكشف عن تصميمها ليست سوى لمحة عن سيارة المستقبل لكنها يمكن أن تشهد لاحقاً مزيداً من التطوير والتحديث.
وقالت: "كان الهدف هو ابتكار مركبة ذكية وفريدة لشباب الغد من خلال استخدام تكنولوجيا مبتكرة" مشيرة إلى أن السيارة تتضمن أضواء كريستالية من الليزر في الأمام والخلف، كما أن أبوابها ملتوية وتفتح إلى الأعلى، أما العجلات فهي مغناطيسية وتقوم بتوليد الطاقة من خلال الحرارة والحركة، وترسلها إلى البطاريات لاسلكياً.
وعلى السيارة من الأعلى أجهزة للإستشعار ورادار من أجل استقراء الخرائط وإعطاء الأوامر للمركبة لأغراض القيادة الذاتية، وتقوم السيارة بالتشغيل فــور التــــعرف على عيون سائقها وهو في طريقه إليها.
أما مقاعد السيارة الداخلية فيمكنها الاستدارة بواقع 180 درجة، حيث يستطيع الراكب أو السائق الإفتراضي الإلتفات للتحدث مع الركاب أثناء القيادة الذاتية للسيارة، كما أن بمقدور السائق والركاب النوم والاسترخاء خلال سير المركبة على الطريق ذاتياً.
يشار إلى أن دولاً عديدة أقرت تكنولوجيا تصنيع السيارات ذاتية القيادة، وصدرت تعليمات للمسؤولين بضرورة مراجعة لوائح السير على الطرق لتنظيم عمليات ترخيص هذا النوع من السيارات، وستشمل هذه اللوائح ضرورة إلتزام السيارات ذاتية القيادة بقوانين السلامة والمرور، وتشمل تغييرات في التعليمات الخاصة بالسير على الطرق السريعة التي تطبق في انكلترا واسكتلندا وويلز.
واستحدثت شركة "غوغل" الأمريكية تكنولوجيا القيادة الذاتية الخاصة بها في سيارات من تصنيع شركات أخرى من بينها تويوتا، وأودي، ولكزس، فيما بدأت شركات تصنيع كبرى أخرى، من بينها بي إم دبليو، ومرسيدس بنز، ونيسان، وجنرال موتورز، في تطوير طرز خاصة بها من هذه السيارات.