كلمتان ذات حساسية عالية ....تصل بالبعض منا .... لحالة من الغضب الشديد .... لكل المطالبين .... والقائليين بضرورة اظهارهما ... والتاكيد عليهما .... والعمل بهما .... وحتي محاولة نشرهما .... البعض منا يتحدث بهما .... من باب الحديث... وليس من منطلق الفعل .... ولا يقر بتنفيذهما ... والقبول بهما .... لوجود حاجز ومانع ما بين دكتاتورية الفكر .... وديمقراطية النقاش .
حركة الحياة ومتغيراتها... وبكل تقلباتها ومنعطفاتها .... كما حركة السياسة ... والاقتصاد ... والمجتمع .... كما حركة الانسان ومحطات حياته ... ومراحل عمره.
ليس هناك جمودا فكريا انسانيا ... اجتماعيا ... اقتصاديا .... بل كل شيء قابل للتجديد... والتغيير .... لان ما هو قائم بلحظة معينة ومحددة ... لن يكون قائما بعد لحظات .
كل شيء بحياتنا ... يحتاج للتجديد والتغيير ... التجديد بفكرنا .. سياستنا ... منهجنا ... منطلقاتنا ... فالمطالبة بالتجديد والتغيير ... لا تعني نظرة سوداوية .... ولا تعبر عن حالة غضب شامل ... كما انها لا تعبر عن سوء الحال الكامل .... لكنها محاولة طبيعية تفرضها الظروف والمتغيرات .... باعتبارها محاولة انسانية ... فكرية ... اجتماعية ... ثقافية ... سياسية ... نحن بامس الحاجة اليها ... كما نحن بحاجة الي تجديد كافة ملامح حياتنا وظروفنا .... ومصادر ثقافتنا .... وعناوين ووسائل اعلامنا .
التجديد ... والتغيير ... سمة انسانية .. اجتماعية ثقافية... لا تعني كراهية احد ولا تعبر عن حالة محبة قائمة لاجل التجديد والتغيير .
فالمقصود ....وما نعني بالتجديد والتغيير ... ان نجدد فكرنا ونمطية سلوكنا ...ومنهجية حياتنا وان نحدث التغيير بسلوكياتنا .... ورؤيتنا ... وان نحدد مسار حياتنا بفكر مستنير ... وبرؤية شمولية ... وبارادة كاملة وقادرة ان تحدث التجديد .... ليس علي ركام القديم ... وليس استبعادا لكل ما هو قديم ....فالتجديد والتغيير .... حالة فكرية ... ومنهجية ادارية ... يراد من خلالها استحداث منظومات حياتنا وفكرنا واليات عملنا .... من خلال سمات وصفات شخصية... ومنظومة ادارية ومؤسساتية .... تحكمها القوانين .... ولا توفر المزاجية الشخصية .... والعصبوية ... ... وجماعات فلان وعلان .... فرصة العمل والتحرك باجندات مختلفة .... ومتعارضة .... تحيد طريقنا .... وتخرج بنا عن درب اهدافنا .
هذا البعض القليل ... الذي يصدر عيوبه ... ويفشي سلبياته ...ويحاول طمس وتغيير الحقيقة ... واضاعة الحقوق ... في لحظات عصيبة .... نفتقد فيها للحكمة والاتزان .... والموضوعية ورجاحة العقل .... وصحوة الضمير .
التجديد .. والتغيير سمة وصفة .... ومنهج فكر انساني ثقافي مجتمعي ... يجب ان يكون ملازما وملتصقا بكل فرد منا ... لان الثبات والتمسك بكل ما هو قائم .... وبما عفا عليه الزمن .... يعتبر حالة من التراجع ... وما للتراجع من خيبات امل ... واضاعة للوقت .... وافساح المجال للمزيد من السلبيات المتراكمة التي تحدث خللا مجتمعيا ثقافيا ... وحتي وطنيا .
ان اهمية التقدم بخطوات صحيحة وصائبة .... وهادفة .... بما يتوافق مع ماتم رسمه وتخطيطه وتجديده .... وفق منظومة الحداثة التي يتم استخلاصها ... ما بعد تجربة طويلة ... تفرض علينا ان نحدث التغيير والتجديد .... من منطلق القناعة والضرورة ... وليس من منطلق التنظير... ومحاولة اظهار اننا نرغب بالتجديد .
التجديد... والتغيير ... واذا ما اتفقنا علي انهما تعبير عن حالة انسانية واعية ومبدعة .... حالة فكرية تفرضها الضرورة ... ومنهج حياة يفرض نفسه لمواجهة تحديات انية ومستقبلية .... حالة من الصراحة ... والمصارحة .... حالة من العمل والادراك .... حالة من الثبات والاصرار ....حالة ثقافية واعية تجدد ذاتها .... وتدلل بمؤشراتها ومعطياتها ...ان الحياة لا تتوقف عند نقطة ثابتة .... بل ان الحياة تتجدد ... وتتغير مع كل حركة ووقت ... ومع كل يوم جديد يطل علينا بما فيه وعليه .
حالة نهوض ... واستنهاض .... حالة ثورة ثقافية ...ادارية ذاتية ... بانهاء ما تراكم بداخلنا من سلبيات عقيمة .... ومظاهر تخلف قاتل .... اصاب الكثير من ايجابياتنا ... سماتنا وصفاتنا .... واخذ ينخر بداخلنا ويهشم دفاعاتنا .... في ظل حالة ماساوية ... وظروف كارثية .... وامال مفقودة .... في ظل حالة احباط عام شملت الصغير والكبير .
نحن بحاجة الي ثورة انسانية .... نعزز فيها اخلاقياتنا وايجابياتنا .... واستخلاصات تجربتنا .... ثورة نجتث فيها سلبياتنا ... وامراضنا ... احقادنا وكراهيتنا .... وغيرتنا القاتلة .
عظمتنا .... فخرنا ... اعتزازنا بانفسنا.... ادخلنا بحالة من الكبرياء الزائف .... والغياب عن رؤية الكثير من سلبياتنا التي لا زالت تتفشي بداخلنا ... وتعكس بسلبياتها علينا .... مما يفرض علينا ان ننظر ... وان نفكر ... وان نحدد طريقنا .... بما يسهل علينا محاربة سلبياتنا .... والفساد بداخلنا ... حتي يسهل علينا ان ناخذ فرصة تعزيز ايجابياتنا .... ورسم ايجابيات صورتنا ... حتي تعكس علينا ... وتوفر لنا مقومات قوتنا ... وقدرتنا علي مواجهة سلبياتنا ... بقدرة واقتدار .... وبحكمة وطنية .
ليس من الحكمة والموضوعية .... ان نبقي علي حالنا ... دون مراجعات نقدية فكرية ثقافية واعلامية وسياسية ... بل الواجب والضرورة الوطنية ... تتطلب منا جميعا ان نحدث التغيير والتجديد .. المنظم والهادف ... والمخطط .... دون ضجيج ودون اصوات خاوية .... تتحدث بما لا تؤمن به ... وترفع شعارات لاجل الشعارات ....وتسليط الاضواء .لان الاهم ... ان ندرك ماذا نقول .... ولماذا نقول ... والي اين نريد الوصول ..... وهل لدينا امكانية المكان والزمان ان نحدث ما نتمني ... ام ان المستقبل... ما زال مفتوحا للمزيد .
بقلم/ وفيق زنداح