على كامل مساحة الوطن السوري وبمشاعر ملؤها الفخر والاعتزاز يحتفل السوريون بعيدهم الذي أنجزه الآباء والأجداد قبل سبعين عاماً، بعزيمة لا تلين وبإرادة صلبة تكسرت على جنباتها كل قسوة المحتل الفرنسي وجسارة آلة حربه الفتاكة، يوم الجلاء العظيم الذي خلده التاريخ،
سيبقى منارة تشع لكل السوريين الذين آمنوا بهذه الأرض وعشقوا ترابها، وها هم الأحفاد وأحفاد الأحفاد يسطرون ملاحم البطولة اقتداء بصناع الجلاء الذينأبوا إلا أن تكون سورية حرة أبية شامخة الرأس مرفوعة الجبين، ملاحم النصر على مرتزقة جيء بهم من كل أصقاع الأرض ليعيثوا إرهاباً وخراباً وفساداً وتدميراً بمقدرات سوريا العزيزة على كل عربي حر يؤمن بالقومية العربية وبالدور السوري ، امتثالاً لأوامر المستعمر الصهيو أمريكي، ظناً منهم أنهم قادرون على النيل من هذا الوطن العزيز..
سبعون عاماً مضت على يوم الجلاء العظيم إلا أن تضحيات السوريين ما زالت باقية في أذهان كل السوريين، فمدرسة الجلاء رسخت أساسات متينة للوحدة الوطنية الرائعة التي تتميز بها سوريا ، فيوم هب السوريون جميعاً لنصرة بلدهم آنذاك لم يكن في بال أحد منهم أن يسأل عن طائفة أو دين أو مذهب أو انتماء مهما صغر أو كبر، ويومها كان السوريون جميعاً صفاً واحداً وفي خندق واحد، لمواجهة صلف الاستعمار فوحدوا قواهم ورصوا الصفوف وشدوا العزيمة وكان قراراهم الوحيد أن لا مكان للمستعمر على هذه الأرض الطاهرة، فكان لهم ما أرادوا، وحققوا نصراً تاريخياً سُجل بحروف من ذهب في سفر الزمان..وبذلت لأجله الدماء والتضحيات.
ومنذ ما يقارب خمس سنوات يوم بدأت هذه الحرب العدوانية القذرة على سوريا بكل مكوناته، وحتى هذه اللحظة ما يزال الرهان قائم على تفتيت هذه الوحدة الوطنية وخلق شرخ بين السوريين لإضعافهم وتشتيت قواهم..إلا أنهم كانوا في كل مرة يفشلون وكان السوريون يؤكدون في كل مرة أن هذا الوطن للجميع وأن الجميع للوطن..
واليوم..ها هو الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب هذا الوطن الغالي، وتستمر التضحيات ويستمر العطاء لتبقى سورية منيعة حصينة على كل الأعداء، ولتزهر دروب الخير والسلام ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن السوري الجميل.
المحامي علي ابوحبله