خلال العام الحالي قام الرئيس الفرنسي هولاند بزيارتين لمصر الشقيقة..... وهذا ما يعبر عن مدي عمق الروابط والعلاقات التي تربط ما بين البلدين.... ومدي المصالح المشتركة التي تجمع بينهما .
مصر بحكم موقعها الشرق اوسطي .... وقربها من القارة الاوروبية .... تزداد باهميتها وحيوية دورها ... وهذا ما نلمسه من تطور العلاقات المصرية الفرنسية .... وحتي المصرية الاوروبية .... وبشكل دائم ومستمر ..... برغم كافة المحاولات التي تستهدف تلك العلاقات ... وتحاول التخريب عليها.... ومحاولة حرف مسارها ... والتي لا زالت تواجه بالفشل الذريع ... وعدم القدرة علي المساس بامن ومصالح تلك الدول مع مصر .
اتفاقيات التعاون .... والتبادل التجاري ... وزيادة حجم الاستثمارات .... وازدياد المشاريع التنموية ... وابرام الاتفاقيات العسكرية .... ومشاريع البنية التحتية .... وتعزيز الروابط الثقافية... وازدياد التبادل السياحي ما بين البلدين الصديقين .... خير رد ...ودليل قاطع علي مدي حرص القيادتين والبلدين ....علي تعزيز اواصر العلاقات الاستراتيجية ....بما يخدم مصالح البلدين .... وبما يعزز من مقومات قوتهما لمواجهة كافة الاخطار المحدقة بامنهما من قبل الجماعات الارهابية والتكفيرية .... وقوي الشر والظلام .
مصر تزداد باهمية مكانتها ... وحيوية دورها .... ومركز ثقلها العالمي .... كما اهميتها الاقليمية .... وهذا ما نشاهده بحركة الزيارات المتتالية.... وازدياد عدد الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ...وبالعديد من المجالات وتطوير البنية التحتية وتبادل الخبرات ... والاستفادة القصوي بكافة مجالات العلوم والتكنولوجيا .
مصر التي تتقدم بخطي ثابتة وواثقة .... وتتطور بعلاقاتها الثنائية مع الجمهورية الفرنسية .... واستمرار محاولات تعاونها الاستثماري والاقتصادي كما سعيها لتطور علاقاتها السياسية والامنية .... مما وضع مصر امام المزيد من الضغوط التي يقوم بها حفنة صغيرة ممن يسمون انفسهم بالنشطاء والنخب وبعض الاعلاميين .... والذين يرفعون شعارات كاذبة ... لا علاقة لها بمجريات الواقع .... وحقيقة الاسباب المصنعة بخيالات فكرهم المريض .... وتمنيات احقادهم بان لا يروا هذا التقدم .... وان لا يشاهدوا هذا النجاح... وان لا تستقبل القاهرة المزيد من الزعماء والرؤساء الذين يكنون لها كل محبة واحترام .... كما ويقدرون لها دورها واهميتها داخل المنطقة .... باعتبارها من الخطوط الدفاعية لمواجهة هذا الارهاب الاسود ..... وهذا الفكر التكفيري الذي يهدد المنطقة .... كما يهدد القارة الاوروبية ... والامن العالمي .
محاولة هذه الفئة الصغيرة لتصدير صورة سلبية ...بمحاولة عزل مصر عن اطارها العربي والاوروبي .... ومحاولة بث الشائعات .... ورفع الشعارات البراقة ... تحت مسميات حقوق الانسان .... وكان هذا البلد العربي الكبير .... بلد القانون والمؤسسات ... يسير علي راسه وليس علي قدميه .... كما حالهم ... وافعالهم .... وصورتهم المشينة والتي تؤكد علي مدي احقادهم .... وارتباطهم بقوي خارجية لا تريد الخير لمصر ..... ولا تريد الامان لهذا البلد العربي .... وللمنطقة باسرها .... وهذا ما يتاكد من خلال ما يجري في سوريا والعراق وليبيا ....وما يجري في فلسطين من احتلال وعدوان ....وانتهاك دائم لحقوق الانسان .... كما انتهاك كافة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني .
مصر الداعمة والمساندة لكافة الحقوق العربية .... هي ذاتها مصر دولة القانون ... والمؤسسات ... دولة الوضوح ....والصراحة... والمصارحة .... والمكاشفة مما وفر وميز هذا البلد العربي.... بالمزيد من المصداقية بسياساته الخارجية والداخلية .
مصر التي تحارب الارهاب بالاسود ... وتواجه التطرف الفكري التكفيري هي ذاتها مصر التي تحارب الفقر والمرض والازمات الاجتماعية والاقتصادية .
مصر بكافة تحدياتها والاخطار المحدقة بها .... وما يخرج من بعض حثالات هذه الفئات من تصرفات وكلمات انما تعبر عن فئة ضالة .... لا زالت تعيش اسر فكرها المريض .... ولا زالت ترضي علي نفسها ان تمول ... وان توجه ....وان تخرج عن اطار الوطن ومصالحه .
ما يجري من ارهاب اسود والذي اكتوت بناره فرنسا .... كما غيرها من الدول الاوروبية ..... وما اتخذ من إجراءات امنية واحترازية .... وما اعلن من حالة طواريء .... وما جري من مداهمات وقطع للاتصالات التكنولوجية ....وما جري من اعتقالات ومطاردات .... واغلاقات لا تخرج عن اطار الإجراءات الامنية التي يمكن ان تتخذ بحالة الخطر الشديد ....وهذا ما قامت به فرنسا كما بلجيكا كما العديد من الدول الاوروبية .... ولم نسمع ... ولم نشاهد من يتحدث عن حقوق الانسان .... بل كافة الاصوات والتوجهات ... وحتي وسائل الاعلام .... عملوا جميعا علي مواجهة الارهاب واعادة امن البلاد .... وتعزيز الاستقرار .. وهذا ما يجب ان يكون ملزما للجميع .... كما انه ملزما ....وذات اهمية قصوي لكل مواطن محب لوطنه مهما كانت جنسيته .
قوي الشر والارهاب ... لا زالت تلعب دورا تخريبيا مدمرا ...اما بالقتل واسالة الدماء .... واما ببث الشائعات واحداث الفوضي ..... فالارهاب واحد... والوسائل متعددة ... ومهما بلغت بلاغة المتحدثين .... وشعاراتهم المرفوعة.... الا ان خبث اهدافهم واضحة ومعلومة .
امام الارهاب ومكافحته والعمل علي القضاء عليه ...وما يحتاجه لتعاون دولي وعدم افساح المجال لتلاعب المؤسسات ...وكتاب التقارير..والكتائب الالكترونية.... والمموليين ممن يسمون انفسهم نشطاء او نخب او بعض الاعلاميين ... الذين يرتزقون باموال الاجانب علي حساب وطنهم ومصالحه .
هذه الفئات القليلة والمكشوفة والتي تحاول الزج باشاعاتها ... واتهاماتها .... وهي بالحقيقة تمارس الانتهاكات للوطن ومعانيه النبيلة .... ومؤسساته الحامية لمقدراته ومصالحه ....انما هم من يمارسون بافعالهم هذا القدر الكبير من محاولات التخريب والعبث .... والذي يفرض عليهم ان يراجعوا انفسهم... اذا ما استطاعوا .... وامتلكوا الشجاعة والقدرة علي اتخاذ القرار الذي يحفظ لهم خط الرجوع للوطن .
لا احد يستطيع ان ينكر ان هناك ازمات اقتصادية واجتماعية متوارثة منذ عقود .... لكن هذه الازمات تعالج بخطوات ملموسة ... وبخطة مدروسة .... وبفعل ملموس .... وبتحركات سياسية .... وبلقاءات داخل مصر وخارجها .... وبتوقيع العشرات من الاتفاقيات وزيادة الاستثمارات والمشاريع الاستراتيجية.... والتي لا نشاهد الكثير من وسائل الاعلام التي تسلط الضوء عليها وعلي اهدافها واهميتها .....وكل ما شاهدنا مجرد خبر... تم تناوله دون تحليلات للابعاد .... ودون متابعة مستمرة لمجريات العمل والانجاز ..... وهذا ما يتطلب من الاعلام ان يستمر بمتابعته وتحليله .... حتي لا يوفر المزيد من الفرص لهذه الفئة الضالة باستمرار بث شائعاتها .... واستغلال بعض حالات الفراغ... كما استغلالها لبعض الازمات .
القمة المصرية الفرنسية .... قمة سياسية ... اقتصادية .. امنية جاءت بتوقيتها المناسب ....وردها الواضح .... والذي يؤكد ان مصر لا زالت علي تقدمها .... وقوتها ...واهميتها كما لا زالت مصر تسير علي خطاها الثايتة ... والتي تؤكد علي عمق العلاقات وروابطها .... كما وتؤكد ان محاربة الارهاب ... ودعم الاستثمارات ..وفتح افاق التعاون .... وتعزيز العلاقات السياسية ...الاقتصادية ... والعسكرية ... ستبقي من المحاور الاساسية التي تعزز العلاقات بين البلدين .
مصر .....بحاجة الي شعبها .... والي اعلامها الوطني ... بحاجة ليكافة المثقفيين ورواد الفكر والي النخب السياسية والي رجال الاعمال المخلصين....مصر بحاجة الي كل عامل وفلاح والي كل امراة ورجل... بحاجة الي كل طالب .... مصر بحاجة الي كل فئاتها وشرائحها .... امام ما يتهددها .... لان تقدمها... وتطور علاقاتها .... وتعزيز مكانتها واهميتها... يزيد من تكالب الاعداء عليها .... وليس امام المصريين.... الا سواعدهم ... وطاقاتهم .... وقلوبهم المحبة لوطنهم .... وان كافة الداعمين والمحبين لهذا البلد العربي ...انما هم اضافة نوعية يجب الحرص عليها ... لكنها ليست الاساس ...الذي اعتدناه وخبرناه عن تاريخ مصر وشعبها العظيم ...والتفافه الدائم حول دولته ومؤسساته الوطنية .
بقلم/ وفيق زنداح