اللام بين النبي، واللنبي، ومغايرة المعنى..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

بينما كنت أطالع الأخبار على احد صفحات المواقع الإخبارية ، استوقفتني.. لافتة عريضة مكتوب عليها.. "أهلا وسهلا بكم في معبر جسر النبي ولأول وهلة تصورت أن نظارة القراءة الخاصة بي قد أصابها الوهن أو الشيخوخة ،فتسبب ذلك في عدم وضوح قراءة تلك اللافتة ،بحثت عن عدة صور تتعلق بذات الموضوع ،فوجدت لافتة أخرى كذلك مكتوب عليها ..أهلا ، وسهلا بكم في محطة جسر الملك حسين ( النبي ) وكلمة النبي مكتوبة بلام ٍ واحدة هكذا بين قوسين ، قمت على عجالة بمسح عدسات نظارتي جيدا، ودققت في الرؤية ،عسى أن أكون قد أخطأت ، ولكن الحقيقة لم تتغير المشكلة أن كلمة " اللنبي "مكتوبة باللغة الانجليزية صحيحة الحروف Allenby..لا أعلم إن كان هناك من هم دوني قد لفت انتباههم تلك اللافتة الخطيرة أم لا ؟!! عموما لو كان الخطأ في كلمة اللنبي غير مقصود ٍ فتلك مصيبة كبرى،وإن كان مقصودا فأني استهجن السكوت ،والصمت إزاء التلاعب بمعاني الألفاظ لأنه استخفاف بعقول الناس ، إزاء بسط سياسة خاصة لها مغزى بعيد ..!! ،فهناك فرقا واضحا ،كما بين البن واللبن..!! فكلمة " النبي" المكتوبة بلام ٍ واحدة مدغمة لأن ليس أولها أساسا لاما أصلية كما لحم اللحم .. فنعرفها جميعا ،لكن كلمة " اللنبي" المكتوبة بلامين فتعني.. اسما آخرا مغايرا تماما للمعنى فاللنبي ، وليس اللمبي تلك الشخصية الساخرة ،والتي يتخذها الممثل الكوميدي ،" محمد سعد"..أما اللنبي ، والذي أقصده عليه من الله مايستحق .. هو " ادموند هنري هاينمان اللنبي " (23 ابريل 1861 - 14 مايو 1936) ضابط ،واداري بريطاني، اشتهر بدوره في الحرب العالمية الأولى حيث قاد قوة التجريدة المصرية في الاستيلاء على فلسطين (بداية أزمة فلسطين) وسوريا عامي 1917 و1918.. ما قصدته هو اللنبي المكنّى ب"الثور الدموي"ـوالذي يـُعتبر رجل كرباج يقود العاملين تحت إمرته بطغيان ..!! عموماً في نهاية المطاف أخاف أن نقرأ عما قريب ٍ لافتة جديدة أكثر تطورا في إحدى بلاد العرب أوطاني ، مفادها " .. انتبه جيدا عزيزي السائق ،واخفض السرعة ..فالجنة على بعد 300م "،والأصل ليس الجنة والتي تكتب بلام ٍ واحدة مدغمة والتي نسأل الله سبحانه أن يرزقنا بها جميعا ، ولكنها "اللجنة " لجنة المراقبة على الطرق ،وما خفي كان أعظم ..!!

بقلم/ حامد أبو عمرة