مروان البرغوثي عنوانٌ لجبرِ الكسرِ

بقلم: فايز أبو شمالة

النقاط العشرة التي طرحها الأسير مروان البرغوثي لجبرِ الكسرِ في المسار السياسي والوطني، والخروج من حالة التيه والفرقة، لم تأت من فراغ، وأصدق ما يقال عن توافق خلف الكواليس بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي من جهة، وبين الأسير مروان البرغوثي على ثوابت وأسس العمل الوطني الفلسطيني في المرحلة القادمة.

إن طرح الأسير مروان البرغوثي للنقاط العشرة من خلال مركز الإعلام الفلسطيني التابع لحركة حماس إشارة إلى مستوى التنسيق الراقي الذي وصلت إليه فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ويشير إلى التجسيد العملي للوحدة، والذي يبشر بغدٍ فلسطيني طاهر وشريف.

لقد تحدثت النقطة الأولى عن الشراكة الكاملة غير المنقوصة بالقرار الفلسطيني من خلال المشاركة بالمؤسسات الفلسطينية الفاعلة، ولا تتحقق الشراكة إلا بعد بإطلاق لقاءات المصالحة بين أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس؛ لوضع مسودة العهد والشراكة، بعيداً عن عجز المندوبين، وأسجل هنا احترامي لجملة (الشراكة الكاملة غير المنقوصة)، والتي يعترف من خلالها الأسير مروان باستلاب القرار الفلسطيني.

النقطة الثانية تقوم على إقرار وثيقة العهد والشراكة من خلال الإجماع الوطني والشعبي والمؤسساتي، لوضع استراتيجية عمل فلسطينية جديدة. وفي هذه النقطة اعتراف ضمني من الأسير مروان البرغوثي بفشل الاستراتيجية التي حكمت العمل الفلسطيني لسنوات خلت.

النقطة الثالثة تتجلى فيها موافقة مروان البرغوثي الصريحة على برنامج المقاومة، حيث أناطت النقطة بالمنظمة كل ما يتعلق بالقرار السياسي والدبلوماسي والتفاوضي بالإضافة إلى المقاومة، وحظرت على السلطة الفلسطينية والحكومة التدخل بالشأن السياسي والأمني. وحصرت دورها في تصريف شئون الحياة اليومية للناس، وهذه النقطة الهامة تشير إلى أن الأسير القائد مروان البرغوثي يقف بكل حزم ضد التنسيق الأمني مع الإسرائيليين.

النقطة الرابعة والخامسة تتعلق بالانتخابات الرئاسية والتشريعية مع ضمان مشاركة الجميع بالحد الأدنى وعلى قاعدة التوافق، وأزعم أن هاتين النقطتين لا تجدان معترضاً إلا من بعض فصائل الحد الأني، والتي ستختفي عن الساحة السياسية.

النقطة السادسة تؤكد على أن فلسطين تمر في مرحلة التحرر الوطني، وهذا يعني الاختفاء القصري لكل المسميات والشخصيات التي تكسبت من القضية الفلسطينية، وأسهمت في تمزيق الساحة، فمرحلة التحرر الوطني تستنهض همم العطاء والتضحية، وتحتمي بقانون القضاء الثوري الذي سيبصق على لحية التنسيق الأمني.

النقطة السابعة تتحدث عن الحريات العامة ولا خلاف فصائلي أو شعبي على ما ذكر.

النقطة الثامنة تؤكد على خيار المقاومة الشاملة، مع اختيار الأسلوب المناسب لكل مرحلة، وأزعم أن هذه النقطة قد جاءت معززة لما سبق من نقاط توافقية، مع الاحتماء بالإجماع الوطني طريقاً لاختيار الأسلوب الأنسب لكل مرحلة.

النقطة التاسعة تؤيد الجهود الدبلوماسية في مواجهة إسرائيل، ومن ضمنها المقاطعة العالمية ولا خلاف على هذه النقطة طالما هي جزء من استراتيجية المواجهة بشكل عام.

وفي النقطة العاشرة يدعو الأسير مروان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لها مهام وظيفية محددة، تقوم بالتحضير للانتخابات لكل الشرعيات الفلسطينية.

النقاط العشرة سابقة الذكر يلتقي عليها كل الشرفاء الفلسطينيين، وهي بداية الطريق لوحدة حركة فتح التي مزقتها أطماع المارقين عليها، وقفزوا إلى المواقع القيادية في غفلة من الوطن، وهي بداية التوافق الوطني الفلسطيني الذي سيحاصر إسرائيل وعملاءها، وهي بوابة الإفراج عن القرار الوطني الفلسطيني، الذي سيرفرف بأجنحة الحرية على ربوع فلسطين.

بقلم/ د. فايز أبو شمالة