كافة المبادي والمواثيق الدولية .... كما كافة القوانين والسياسات الدولية ....تقوم علي مبدا السلم والامن العالمي ... كما ان كافة البيانات الختامية بالمؤتمرات الدولية ... وحتي العلاقات الثنائية بين الدول لا تخلوا في بياناتها من تأكيد مقولة السلم والامن العالمي .... باعتبارها من المبادي والشعارات التي تخدم البشرية واستقرار وامن الدول .... وتفسح المجال للمزيد من حرية حركة التجارة الدولية... والامن لكافة الممرات البحرية والجوية .... وتعزيز استقرار الاقتصاد العالمي ... واحداث التطور والنمو...وازدياد معدلات تنمية الدول .... بما يوفر معدلات استقرارها وتطور شعوبها .
قراءة موضوعية ... تاريخية ... واقعية .... للتحقق من صدق التوجهات .... واخلاص النوايا ... وحقيقة المبدا والشعار ... انما يؤكد لنا .... ان العالم بكافة قاراته دوله وشعوبه ... لا يتمتع بذات الصفات والسمات والمميزات ... بل لكل قارة ظروفها وخصوصيتها ... كما لكل دولة خصوصية تحكمها طبيعة مواردها .... قوتها الاقتصادية والعسكرية .... مدي استقرار علاقاتها الاستراتيجية مع اقطاب القوي العالمية المتحكمة بالسياسة الدولية .... والمصدرة لما هو خير وشر لبعض الدول ... بما يتوافق ومصالحها واهدافها .
السياسة الدولية تحكمها المصالح .... وليس العواطف .... المصالح بكل ما تحمله الكلمة من معاني ودلالات ومؤشرات ... يصعب علي الانسان العادي ان يفهم الكثير من المواقف .... والعلاقات .... والمصالح .. التي تصعب عليه احداث القراءة الموضوعية حول طبيعة هذه العلاقات .... ومدي استمرارها .... وتطورها .... ومدي انهائها ... وانقلابها علي اعقابها .
الولايات المتحدة نموذج عالمي .... واحد الاقطاب الرئيسة لسياسة الدولية ..... اميركا قبل سنوات ليست القطب الوحيد .... بل احد القطبين في ظل وجود الاتحاد السوفيتي ... والكتلة الشرقية وحلف وارسوا .... قوة عالمية منافسة في ظل حرب باردة كانت قائمة .... و في لحظة من الزمن .... ونتيجة لما خطط ودبر من مخططات غربية اميركية .... تحت شعارات براقة تجذب العيون .... وتحرك ما بداخل الانسان من انماط سلوكية .... وافكار شيطانية ..... وانفتاح وحريات دون قيود وضوابط .... وما اعلن في حينه حول سياسة البروسترويكا.... والغلاسنوت ...والتي تحمل بطياتها سياسات الانفتاح ... التي دمرت مقومات الدولة السوفيتية ... باستحداث مفاهيم راسمالية واقتصادية واستهلاكية .... وتفكيك جمهوريات الاتحاد السوفيتي .... في ظل قوة دولية ... وقطب واحد... اصبح مسيطرا وقادرا علي فرض ارادته .... وتحديد سياساته الدولية بما يعتقد .... ويخدم مصالحه الاستراتيجية .
انقلاب كبير .... وزلزال سياسي .... احدث تصدعا ...وتفككا.... للكثير من الدول ... وما لهذا الزلزال من ترددات لا زالت حتي يومنا هذا علي صعيد الدول والاحزاب اليسارية والماركسية التي تاثرت بصورة مباشرة وغير مباشرة نتيجة لما حدث من انهيار للاتحاد السوفيتي .
روسيا الاتحادية برئاسة الرئيس بوتين استعادت توازنات السياسة الدولية ... نتيجة اصرار روسيا الاتحادية علي عدم الاستسلام .... لما خطط ودبر.... وبما يميز روسيا الاتحادية من قوة عسكرية نووية واقتصادية .... وما اصاب الولايات المتحدة من تراجعات وانتكاسات نتيجة حروبها وغزواتها من افغانستان مرورا بالعراق ..... والعديد من التدخلات العسكرية في ليبيا وسوريا .... وما اصا ب السياسة الامريكية من انقلابات ملحوظة باتفاقياتها مع ايران... وما جري من انسحاب قواتها من العراق .... وما جري التسليم به لروسيا الاتحادية داخل المنطقة العربية .
حقيقة السلم والامن العالمي يستخدم لتحقيق اغراض ومصالح دولية .... وليست نهجا سياسيا متوازنا وعادلا ما بين الدول .... فاذا كان السلم والامن العالمي مبدا اساسي واستراتيجي يحكم السياسة الدولية ومواقف الدول ... فان ما جري في المنطقة العربية يخرج عن اطار المقبول ... ليدخل في اطار الشك واليقين ...ان مصالح الدول تتقدم علي مصالح الدول الاخري وشعوبها .... وان ما جري بالمنطقة العربية تحت شعارات براقة .... كان محاولة لاضعافنا واهتزاز اركان دولنا .... وتدمير مقومات واساسات دولنا .... باستخدام قلة قليلة من المنظرين والممولين واصحاب المصالح الضيقة... الذين يجدون انفسهم في النكبات والكوارث ... ولا يجدون انفسهم بحالة النظام والاستقرار .
تم التلاعب بنا بالعديد من المبادي والشعارات الدولية ...ومنها السلم والامن العالمي .... وضرورة تحققه وبصورة متساوية وعادلة .... بينما نحن في منطقتنا العربية لا نجد مثل هذا التساوي والعدل....كما لا نجد نحن الفلسطينيون ....عدلا دوليا... باحقاق السلم والامن لشعبنا .... ونيل حريتنا .... وفرض ارادة المجتمع الدولي علي هذا الاحتلال الظالم ....الذي لا زال علي غيه وغطرسته وانتهاكه الدائم لكافة المواثيق والاعراف الدولية .... في ظل الصمت الامريكي .... والغطاء الدائم .... الذي يوفر للسياسة الاسرائيلية الغطاء والحماية داخل المؤسسات الدولية .
مؤتمر باريس للسلام .... ربما يجدد الامال ... ان هناك مجتمع دولي بدا يشعر بعقدة الذنب .... كما بدا يشعر ان شعاراته ومبادئه ترفع في مواقع ودول... وتداس بمناطق اخري .... مما اصاب السياسة الدولية بعدم المصداقية .... والخروج عن قواعد العدل .... وحتي توازن المصالح .... وهذا ما يجب ان يتغير .
الارهاب الاسود .... والذي يتعارض مع السلم والامن العالمي .... والذي تم صناعته بمعرفة احهزة محددة ذات صلات استخبراتية .... لتنفيذ مخططات دولية ....لضرب مبدا السلم والامن العالمي في جذوره .... بعد ان انفلتت الامور .... واصبحت قوي الشر والظلام تتحرك .... والبعض منها يهرب .....من مواقع الضغط العسكري ليجد له مستقرا داخل بعض الدول الاوروبية.... وهذا ما حدث في فرنسا وبلجيكا وتركيا وغيرها من الدول .
التجربة السياسية الدولية .... تثبت ان هناك الكثير من الخداع بمحاولة تبرير الكثير من المبادي والشعارات ....ومن بينها السلم والامن العالمي كما الديمقراطية وحقوق الانسان .... لكن الحقيقة التاريخية والواقعية .... والتي تم استخلاصها من تجارب الاحداث وعلاقات الدول ... بانه لا زالت هناك سياسة قائمة علي العبودية .... والاضطهاد.... وفرض الاراء ... وهذا بعكس كافة الاعراف والمواثيق الدولية ....كما انه بعكس ارادة الشعوب..... التي ناضلت من اجل حريتها .... كما شعبنا الذي لا زال علي نضاله المستمر ... وسعيه الدائم من اجل احقاق الحقوق الوطنية واقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67....التزاما وانسجاما مع قرارات الشرعية الدولية التي نحترمها ونقبل بها .... ولا زالت اسرائيل لا تقبل بها ....وتدوس علي قراراتها .
الكاتب.. وفيق زنداح