المنطقة أمام تغيرات وصيف ساخن ملئ بالمفاجآت

بقلم: علي ابوحبله

باتت منطقة الشرق الأوسط في ظل الصراعات المحتدمة بين التمحورات الاقليميه والدولية أمام مواجهة تحتدم فيها الصراعات والمصالح بحيث ينتظر المنطقة برمتها صيف ساخن حبلى بالمفاجآت .
السؤال الذي يطرح نفسه ؟؟؟؟ ماذا يخطط للمنطقة وما هي التمحورات المستجدة ومن هي الدول العربية المستهدفة ؟؟؟ وهل هناك حرب ساخنة طاحنه في صيف ساخن تهدف لتحديد مسارات التسوية وقبل الانتخابات الامريكيه . وضمن مؤشرات ذلك حديث الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق ورئيس وزرائها السابق في الحديث المطول الذي أدلى به إلى صحيفة “الفايننشال تايمز″ ونشرته ويعد الحديث الأول من نوعه بعد أن خرج من السلطة في قطر، وكان جريئا وصريحا ويكشف من خلاله حقيقة المؤامرة التي استهدفت المنطقة ضمن التغيرات التي هدفت الصراعات لإحداثها ، ويتناول الحديث في بعض فقراته العديد من الحقائق التاريخية والسياسية ولا يستطيع احد من تجاهلها او المرور عنها او تجاوز مضمونها اذا ما اراد الوصول للحقيقه المفجعه التي تعيشها المنطقه العربيه حيث بين بدايات الأزمة السورية عندما قال “عندما بدأنا التحرك في سورية عام 2012 كان لدينا ضوء اخضر بأن دولة قطر هي التي ستقود، لان المملكة العربية السعودية لم ترد في ذلك الوقت الجلوس أمام مقعد القيادة، ثم حصل تغيير في السياسة، ولم تخبرنا الرياض أنها تريدنا (قطر) في المقعد الخلفي.. وانتهى الأمر بان نتنافس مع بعضنا البعض، وهذا لم يكن صحيا”. في الثانيه اعترف الشيخ حمد بن جاسم ان دولة قطر دعمت فصيلا في ليبيا (فجر ليبيا وحركة الإخوان) بينما دعمت الإمارات فصيلا آخر (كتائب الزنتان)، وكان الفصيلين متناحرين، وفي النهاية كان هناك الكثير من الطباخين ولذلك أفسدت الطبخة. في الثالثة: أكد أن الإيرانيين أذكى من العرب كثيرا وأطول صبرا منهم قائلا “انظر كم سنة تفاضوا مع القوى العالمية.. هل تعتقدون أن دولة عربية يمكنها أن تفاوض كل هذه المدة”.في الموقف الرابع لموقف الأمير حمد بن جاسم فقد انحاز إلى جانب الرئيس باراك اوباما وبرأه من أي لوم فيما يتعلق بإحباطه من العرب الذي عبر عنه في لقائه المطول مع مجلة “اتلانتيك” وقال “أنا أيضا محبط، ولا ألومه، فنحن العرب لم نظُهر أننا حليف يمكن الاعتماد عليه”، وتزامن نشر الحديث مع زيارة اوباما للرياض وتفاقم خلافه معها. وفي وصفه للعلاقات الخليجية مع أمريكا بين بأنها لم تكن متوازنة، فعلى مدى 30 عاما ظلت منطقة الخليج تتحكم في أسعار النفط من اجل مصالح أمريكا والغرب، ترفع الأسعار وتخفضها حسب هذه المصالح، فماذا جنت الدول الخليجية في المقابل؟ هذه الاعترافات للامير حمد بن جاسم تضعنا امام حقائق الوضع العربي وحقيقته ودقائق الامور التي تفسر لنا حقيقة التامر الذي يستهدف الامه العربيه وامنها القومي ، هذه الاعترافات للشيخ بن جاسم يجب أن تكون قاعده اساسيه لابحاث ودراسات العديد من المؤرخين والدارسين لحقيقة وجوهر وتفسير الاحداث التي تعصف بالمنطقه ، وتستدعي الاحداث هذه لتشكيل لجنة تحقيق عربية أو دولية لمعرفة كل الظروف والملابسات التي تعرضت فيه دول عربيه للتدمير وما زالت، ومئات الآلاف قتلوا.
هذه النقاط والمفاصل التي كشف عنها الشيخ حمد بن جاسم تصلح مدخل لحقيقة التمحورات والصراعات التي تشهدها المنطقة فهل هناك طلاق سعودي قطري منتظر وكذلك تمحور خليجي يبتعد في سياسته عن السعودية وذلك ضمن عملية الصراع الذي تشهده المنطقة والتحالفات المتغيرة وفق المصالح التي تحقق للانظمه أهدافها ضمن المخطط المرسوم للمنطقة
الاتفاق المصري السعودي والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافر وربط خط بحري يربط السعودية بمصر " فهل الاتفاق يقود إلى تفجير الوضع الداخلي المصري لتخريب العلاقة والتحالفات المصرية السعودية وما هو الدور القطري في ذلك بعد تصريحات الشيخ القرضاوي وموقفه الداعي لتحريض المصريين ضد عملية التنازل عن أراضي مصريه لصالح السعودية
أين الموضع الأردني في ظل تجاهل مصالح الأردن ألاقتصاديه وحتى السياسية وتضرر ميناء العقبة في حال الشروع في الجسر البحري الذي يربط السعودية في مصر
لماذا لم يدعى الأردن إلى قمة مجلس التعاون الخليجي مؤخرا كما دعي الملك المغربي
فهل الأردن مستهدف علما أن الأردن في خطوة استباقيه سحب السفير الأردني من طهران مبررا ذلك تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية
في مقابل ذلك تنشط إسرائيل وتجري استعداداتها ومناورات عسكريه تجريها على الحدود اللبنانية والسورية وتهديد نائب رئيس الأركان الإسرائيلي يائير جولان بتدمير لبنان وتوجيه إنذارات إلى قطاع غزه
ضمن كل المؤشرات وفق كل التحليلات والتصريحات والت محورات والتحالفات هل بتنا أمام تصعيد الصراع على سوريا ونسف أي جهود للحوار والتسوية
وهل هناك تسويه في اليمن يكون الحوثي فيها مصدر التحالف المستجد أو الحليف للسعودية وهل تنجح محادثات الكويت بعد أن فشلت السعودية بتحقيق أهدافها بالحرب على اليمن وما يقال عن خلاف سعودي إماراتي وسحب القوات الاماراتيه بعد عزل هادي لرئيس وزرائه خالد بحاح القريب من الإمارات ، وفق كل المعطيات هل بتنا بانتظار صيف ساخن
وهل نحن على أبواب حرب تستهدف حزب الله والمقاومة في غزه
وهنا يبرز السؤال الأهم أين تتموضع القضية الفلسطينية من كل تلك المخططات فهل تلك المؤشرات بعد أن أعلن نتنياهو عن أن الجولان إسرائيلي ولن يتم التنازل عنها ، فهل يعلن عن فلسطين التاريخية دوله يهودية وهنا تكمن المعادلة في أن تجاهل الأردن يخضع لمخطط تآمري مما قد يعيدنا إلى الخيار الأردني لحل القضية الفلسطينية وان الأردن هو الوطن البديل بحسب المخطط الصهيوني التآمري المرسوم للمنطقة
فهل هناك وعي عربي لعمق وخطورة المخطط التآمري الذي يستهدف المنطقة خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار استنادا لتصريحات الشيخ حمد ابن جاسم أن العرب هم أدوات تنفيذ لمصالح الغرب وإسرائيل فهل هناك مخطط تآمري يستهدف الأردن مما يتطلب مزيد من اليقظة والحذر ورفع وتيرة التنسيق والتفاهم الاردني الفلسطيني لإفشال المخططات التي تستهدف الأردن وتصفية القضية الفلسطينية وفق ما يؤكد أن مؤشرات الصراع الذي تشهده المنطقة تشير إلى ذلك وهنا مكمن وخطورة ما يستهدف المنطقة الذي هدفه تصفية القضية الفلسطينية ضمن مسعى تحقيق امن إسرائيل وسيطرتها وهيمنتها على المنطقة
المحامي علي ابوحبله