تستذكرني في هذا المقال اجتماع عقد في السبعينات وكان الأول من نوعه بين الشهيد خليل الوزير ابوجهاد رحمه الله مع شئن لأي وماتسونغ ارفع مسئولان صينيين وبحضور مندوب فلسطين في الصين آنذاك ابوهادي ودار الحديث حينها عن الثورة الفلسطينية ومتطلبات نجاحها وكان رأي رئيس الوزراء الصيني شؤون لآي أن لبلاد الشام والتي تعد فلسطين جزء منها وضعها الجيوسياسي وهي تشكل بوابة آسيا الغربية وان من يسيطر على آسيا عليه أن يتحكم في البوابة الغربية لآسيا وان كوريا بوابتها الشرقية ،
ولا بد لنا وان نتذكر الحديث الهام والتاريخي لهذا الاجتماع الذي يذكرنا بالأحداث المتصارعة التي تعصف في الشرق الأوسط وخاصة الصراع على سوريا نجد أن منطقة الشرق الأوسط ستحظى بتطورات سريعة عسكرياً بعد قرار فاجأ كل المراقبين للأحداث والمحللين حيث أعلنت الصين عن مشاركة 5000 عنصر من قوات النخبة الصينية في قتال داعش.
هذا القرار جعل إدارة أوباما يصيبها الرعب بسبب تمدد العملاق الصيني نحو البحر المتوسط الذي يعتبر من أقدم الخطوط التجارية البحرية حول العالم. هذا وناهيك عن ما سينتجه التدخل العسكري من انقلاب في موازين القوى العسكرية على الأرض في سوريا.
ومن المعروف أن الصين هي دولة حليفة للنظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد وقد رصدت أموال بقيمة 30 مليار دولار لإعادة بناء سوريا. هذا وتعتبر الصين أنها تقوم بالدخول في الحرب الدائرة في سوريا من نقاط ثلاث وهي القانون الدولي والشرعية الدولية. الموقع الاستراتيجي العالمي؛ وأنشطة منظمة "اليوغور" الجهادية، بإقليم شينجيانج في أقصى غرب الصين.
وقد أسهبت الصحافة الأميركية تفاصيل التدخل الصيني الذي إن دل على شيء يدل على قرار دولي وراء الكواليس وهو القضاء السريع على داعش منعاً من تمدده أكثر باتجاه داخل الدول الكبرى وعلى رأسها الصين التي شهدت في العام المنصرم العديد من التفجيرات التي ظهرت إلى العلن بالرغم من الرقابة الإعلامية في الصين ولم تعرف أسباب تلك الانفجارات. لذلك قد يعتبر أنه ما تقوم به الصين ضربة إستباقية لما يخطط لها من ضربات داخل الأراضي الصينية.
وقدم الكتاب السنوي ( التوازن العسكري ) الإستراتيجية IISSالذي يصدره المعهد الدولي للدراسات حول الإنفاق العسكري العالمي صوره واضحة حول وضع القوى العسكرية العظمى حول العالم الآن .واحتفظت الولايات المتحدة بموقعها على قمة العالم، بأكبر إنفاق عسكري بلغ ما يزيد على 600 مليار دولار
واحتلت الصين المركز الثاني وبلغ إنفاقها العسكري 112 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو ما أثار جدلا حول حقيقة هذا الرقم وإذا ما كان يشمل جميع ما تنفقه بكين عسكريا.
وركز المؤتمر الصحفي الذي عقده المعهد على تنامي القدرات العسكرية الصينية ومنافستها للولايات المتحدة، وكانت أحد الإجابات أنه بحلول منتصف أو ربما في نهاية عام 2030 ستستطيع بكين منافسة واشنطن في الإنفاق العسكري .ومن الحقائق التي كشفها الكتاب أيضا تراجع بريطانيا على خريطة الإنفاق العسكري، وبلغ إنفاقها الدفاعي 57 مليار دولار، لتهبط من المركز الثالث إلى الخامس عالميا خلف روسيا التي جاءت ثالثة وأنفقت 68.2 مليار دولار، والمملكة العربية السعودية التي احتلت المركز الرابع بحوالي 59.6 مليار دولار.
وتعني هذه الحقائق أن كلا من موسكو والرياض تعملان على تحديث جيوشهما، في الوقت الذي هبط فيه الإنفاق العسكري لبريطانيا.
ولم تكن منطقة الشرق الأوسط بعيدة عن سباق الإنفاق، ففي ليبيا تجري إعادة بناء القوات الأمنية، والعراق تعيد تسليح الجيش، وهناك زيادة واضحة في إنفاق السعودية وبلدان خليجية أخرى ،ويعد البرنامج النووي المحتمل والقدرات الصاروخية التي تمتلكها إيران، مصدر القلق الرئيسي لدول الخليج، لذلك فإن الحصول على أنظمة الدفاع الصاروخي تمثل أولوية لدول الخليج ،وتحرص كلا من قطر والإمارات والسعودية على شراء صواريخ غربية وأنظمة دفاع وهجوم جوي، لكن تبقى كيفية تحسين التعاون الدفاعي أحد أهم التحديات التي تواجه دول الخليج حاليالار على التسليح العام الماضي لتحتل المركز الرابع عالميا
ومن الحقائق المثيرة فيما يتعلق بالتوازن العسكري في العالم استمرار تحول ميزان القوى بعيدا عن الغرب، وخاصة من أوروبا التي فقدت حوالي 57 في المائة من إنفاقها العسكري العام الماضي، لصالح الدول الأسيوية.
وتسابقت الدول الأسيوية في شراء القدرات العسكرية التي كانت حكرا فقط على روسيا ودول حلف شمال الأطلنطي "الناتو ، ومع هذا لا يتوقف الأمر على الإنفاق العسكري فقط، فعلى سبيل المثال تظل بريطانيا ومعها فرنسا تمتلكان أفضل قدرات للتدخل العسكري السريع بعد الولايات المتحدة
العالم يعيش حاله من الرعب بفعل السباق في التسلح الذي يهدف لتغيير موازين القوى وان الصراع على سوريا هي جزء من الصراع الدولي والإقليمي وان الصين دخلت الشرق الأوسط عبر بوابة سوريا وان روسيا والصين يعيدان صياغة موازين القوى العسكرية في الشرق الأوسط والعالم
المحامي علي ابوحبله