يبدو ان بعض الفاشلين ... المهزومين .... الخاسرين لأخر انتخابات ديمقراطية .... ومعهم مجموعة ممن يسمون انفسهم النشطاء ورجال حقوق الانسان .... المفلسين بتقديراتهم .... وافكارهم ... وحساباتهم ... الذين عاشوا الوهم والسيناريو المصنع من خلال قلة قليلة من الاعلاميين والكتاب .... و اعتقدوا واهمين ان ذكري تحرير سيناء سيكون يوما لإسقاط الدولة المصرية .... في اطار وهمهم وخيالهم المريض الذي ادي بهم الي تحريك كتائبهم الالكترونية .... لإطلاق دعايتهم وشعاراتهم ... وكأنهم القادرون الخارقون الممسكون بمفاتيح البلاد والعباد .... والقادرون علي اثبات ارادتهم وتحقيق رؤيتهم وحلمهم باللحظة التي يرونها مناسبة .... وكان التوقيت مصنع بفعل ازمات مفتعلة ..... فكانت المفاجأة ليس لنا نحن المتابعين للشأن المصري .... كما لم تكن مفاجأة لشعب مصر العظيم... ولمؤسسات الدولة المصرية ... وللقيادة المصرية .... الذين يدركون جميعا صغر الناعقين .... وعدم قدرة المطالبين .... واستحالة ان يسمعوا صدي صوتهم .... او ان يروا ما يتمنون رؤيته .... لانهم وقد اضحوا اقزام المرحلة .... والمضللين ... المخادعين .... المفترين علي الحقائق .... والعاملين علي قلب الصورة .... دون ان يحققوا ادني نجاحا يذكر .... لان ليس لهم ومعهم ما يمكن ان يحرك... او يغير .... او يحقق ما يطمحون به .... وما يطمع الممولون لهم برؤيته .... بعد ان تم كشف زيفهم .... وكشف حقيقة وجوههم ... والتي تعبر عن انانية مفرطة ... واحقاد متراكمة ثبت كراهيتها ... وعدم قدرتها علي تحمل رؤية الوطن المصري يتعافى ويتقدم .... وينتظم بأمنه.... وبعجلة انتاجه. جماعة لا تريد ان تري ... لكنها تصر علي رؤية صورة ذاتها .... وما تتمني .... وما تحلم برؤيته من اوهام عاشوا فيها وصاروا علي هديها .... وفشلوا في نهاية مطافها .
تضليل الراي العام ... ومحاولة استغلال حدث هنا اوهناك .... وحتي محاولة استغلال المناسبات الوطنية من قبل جماعة من المرتزقة .... المعتاشين علي حساب الام الاخريين .... والقابضين .... الممولين .... الذين اكتشفوا .... وظهرت حقيقتهم ... وسقطت شعاراتهم .... واصبحوا عراه خارجين عن السياق والنص .... بعد مطالبات عديدة .... بان يعودوا الي رشدهم .... والي وطنهم الحاضن لهم .... اْلا انهم اصروا ان يلعبوا داخل الوطن .... بمحركات وتغذية من خارج الوطن وباعلام مضلل ... لم يستطع بكافة ادواته التضليلية وتزويره واثارته .... من ان يحرك ما كانوا يتمنون وما يحلمون برؤيته .
المشهد المصري بذكري تحرير سيناء اكد بالملموس وبصورة قاطعة لا تقبل الجدل والتاويل .... ان شعب مصر العظيم يعيش صحوة وطنية .... ويقظة واعية .... وادراك تام .... لحقيقة ما يجري من مخططات واهداف خبيثة ... ارادت اسقاط الدولة .... وتدمير مؤسساتها ... وتقسيم البلاد والعباد.... وتهجيرهم .... وتطبيق نماذج دول اخري لا زالت الدماء تسفك ..... لكن الدولة المصرية .... ومن خلال مؤسساتها السيادية .... وشعبها العظيم .... ادركوا المؤامرة وخيوطها واهدافها .... وحتي شخوصها الذين لا زالوا يظهرون بشعاراتهم البراقة .... وكلماتهم الحماسية .....بمحاولة خداع الناس مرة اخري ..... لكن الرد المصري الشعبي كان قويا ومباشرا .... وصادقا وامينا مع الجميع .... ان مصر ليست ساحة للتلاعب بها .... وان تاريخها وواقعها ...مؤسساتها ودولتها ...نظامها وشعبها .... لا يقبلون .... بل يرفضون ان تكون مصر ملعبا للاعبين .... ومسرحا للممثلين .... وتجربة لمن يريدون ان ينفذوا سيناريوهاتهم .
بعض القوي السياسية والشخصيات التي مل الاعلام وجمهوره من مشاهدتهم .... انتهي دورهم علي خارطة السياسة الداخلية المصرية .... كما انتهي تاثيرهم ... وقدرتهم علي الحشد ... ولم يعد هناك قبولا لدعواتهم وذلك لاسباب عديدة اهمها
اولا : الشعب المصري متمسك بخياراته الديمقراطية التي توصل اليها بانتخاباته الرئاسية والبرلمانية ودستوره الجديد ما بعد ثورة 30 يونيو.
ثانيا: الشعب المصري وبحكم تجربته بالسنوات الخمسة الماضية قد استخلص العبر والدروس حول بعض جماعات المصالح التي سعت لتحقيق مأربها علي حساب مصلحة الوطن .
ثالثا: الشعب المصري وصل الي قناعات ثابتة وراسخة ان دماء الوطن وطريق مصر المستقبل ..... يحتاج الي وحدة وطنية والي مناخ اقتصادي استثماري يوفر عوامل الجذب للمستثمرين من الخارج والداخل .... لزيادة عدد المشاريع الانتاجية التي ستنهض بالاقتصاد المصري وتزيد من معدلات التنمية .
رابعا: مصر مقدمة علي مرحلة اقتصادية استثمارية انتاجية ستحدث تغييرا بالخارطة الاقتصادية الداخلية وبالعلاقات التجارية الخارجية ... كما ستحدث تغيرا ملحوظا في الارصدة النقدية وميزانية الدولة والتي ستنعكس بالإيجاب علي معدلات دخل الفردي والقومي.
خامسا: الشعب المصري متمسك بمؤسسات دولته وقيادته ويحترم ارادته ... ويعي ما يجري داخل الوطن وخارجه .... كما يدرك حقيقة المواقف الداخلية والاقليمية والدولية .
المشهد المصري الذي يتجدد ما بعد ثورة 30 يونيو انما يؤكد على حرص الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية كما يعبر المشهد عن يقظة شعبية مصرية واعية واثقة بدولتها وقيادتها .... كما انها واثقة من قدراتها ومدي امساكها بزمام امورها .... كما يعبر المشهد المصري عن قدرة فائقة لكشف كافة المخططات الهدامة التي تحاول بث روح الياس والاحباط ...وتضخيم الازمات ... وحتي محاولة التشكيك بمصداقية ونزاهة ووطنية مؤسسات الدولة .
اصحاب المصالح الضيقة .... وما اصابهم من عمي سياسي .... وعدم قدرة علي رؤية الحقيقة .... من خلال اصوات شعب مصر العظيم ... يحتاجون الي هيكلة انفسهم ....ومعالجة امراضهم .... وما تخفي نفوسهم .... وما تمتلي به قلوبهم .... حتي يختاروا ما بين وطنهم والعودة الي احضانه .... وما بين الشيطان الذي يلعب بعقولهم ونفوسهم وانهاء تاريخهم .
الكاتب : وفيق زنداح