تساؤلات في قضية مروه المصري:

بقلم: سهيله عمر

بداية نشعر بالامتنان لجهود الأجهزة الأمنية في حفظ الامن بالقطاع. ونعترف انه طرأ تغير في القطاع في اليات حفظ الامن بعد احداث عام 2007 والسبب الرئيسي ان حماس سحبت الأسلحة من العائلات وكافة الميليشيات المسلحة بهدف القضاء على الفلتان الامني الذي يحدث على اثر الخلافات العائلية في قضايا الثأر او الخلافات بين الجماعات المسلحه ومن جهه اخرى لتبقى القوه المسيطره في القطاع.ويمكن لو سافر شخص في جنوب افريقيا او امريكا الجنوبيه او الشماليه سيرى بوضوح معنى انعدام الامن، فهناك الجرائم على اعلى مستوى لدرجة ان جميع البيوت محصنه ومزوده بكافة اجهزة الانذار ولا يجرأ ان يخرج احد من بيته بعد الساعة السادسة مساءا، بل لا تجرأ امراه على لبس أي نوع من الذهب لا نها ستتعرض للاعتداء او أي شخص على ترك سيارته في الشارع بدون حراسه. ومن ثم نحن لا نشكك في الأجهزة الأمنية في القطاع، ونمتن اليها بقدرتها في كشف الجرائم ومنعها وحفظ الامن، لكن هناك بعض التساؤلات العارضة في قضيه مروه مصري وقضايا الاعتقال السياسي بشكل عام.

نحمد الله ان انتهت قضية مروه مصري على خير بعد كم التدخلات من الفصائل والوجهاء والشخصيات للأفراج عنها خاصه انها مع زوجها شخصيات تنظيميه لهم وزن في المجتمع . حتما عندما يخرج شخص من قبضة الأجهزة الأمنية فان هذا اقصى ما يحلم به ومن ثم لا يريد ان يفتح الموضوع مع أي جهة. لكن تبرير النيابه لاعتقالها انه كان لا سباب عسكريه بدون تفاصيل ، كما اعلن احد المتحدثين في حماس ان سبب اعتقالها كانت على خلفيه ليست سياسيه امر توجب مني ان اطرح بعض التساؤلات العارضة:
1. ان كانت مروه مصري عليها مخالفات جنائية او عسكرية، فلماذا لم تستدعى بشكل عادي كما يحدث في هذه القضايا ويتم اعتقالها من على معبر بيت حانون. عندما كان الاحتلال في القطاع لم يكن يجرأ على اعتقال أي فلسطيني خوفا من المقاومة، فيلجأ لنصب الحواجز للاعتقال او الاعتقال عبر المعابر او سياسة الاغتيال من خلال الصواريخ. ايضا معظم الدول تعتقل المطلوبين في المعابر. لذا كل ما ارجوه ان لا تصبح معابرنا كمائن للنساء فمن حق المسافر ان يسافر امنا خاصه انه في بلده.

2. بصراحه لا استطيع استيعاب ان سبب اعتقال امراه في قطاع غزه لا سباب عسكريه. ترى ما هي النشاطات العسكرية التي ممكن تقوم بها امراه من فتح في قطاع غزه الذي تسيطر عليه حماس ؟؟ هل كانت تضرب ابناءها مثلا ام كانت تتخانق مع جاراتها وصديقاتها، فهذا مطلق ما يمكن تخيله عن المراه في غزه ؟ ثم ان زوجها استدعي وافرج عنه في نفس اليوم، فان كان لها نشاطات عسكريه، فمن الطبيعي ان يكون زوجها بنفس الخندق فلا يوجد امراه في قطاع غزه تخرج عن طوع زوجها. اضف اننا نعرف نساء خان يونس البلد من اكثر النساء المحافظات ولا تخرج المراه الا بأذن اهلها او زوجها، فمن اين اتت بالحرية لتمارس امور عسكريه كأعداد ميلشيات او بناء انفاق او اطلاق صواريخ؟؟ ومن جهه اخرى مروه المصري امرأه مقتدرة وزوجة رجل ذا شأن فلا يوجد لها حاجه للتعاون مع الاحتلال. اما التواصل السياسي مع فتح فهذا طبيعي لا نه فصيلها طالما لم تؤذي احد من خلال تواصلها مع أي جهه. علما ان هذه مجرد تساؤلات وليس تشكيكا فنحن لا نعرف الحقيقة.

3. الاحظ ان هناك اسلوب في التحقيقيات يتبع في كل دول العالم بما في ذلك قطاع غزه وبرز بوضوح في فيديو تحقيق الاحتلال مع الطفل مناصره. مجرد استدعاء المواطن او اعتقاله ولو كان ذلك لاسباب تافهه جدا ككتابه تعليق او مقال او شكوى بسبب خلاف بسيط مع شخص، يتم التعامل معه انه مجرم خطر فلا يعطى مجال للحديث للدفاع عن نفسه او حتى تخليص نفسه، بل من رفع الشكوى لا يكون موجود ويتولى المحقق الحديث باسمه، ولهذا تكره الناس الوصول لمراكز الامن ويحاولون حل مشاكلهم بشكل ودي. جل ما اتمناه ان تكون مراكزنا مكان امن للجميع ويسمع للشاكي والمشتكي معا عند استدعاء الشخص قبل المضي في القضيه ويفصل بينهما المحقق.


4. عندما تحدث اعتقالات سياسيه لا فراد من حماس في الضفة تحدث ضجه اعلاميه ، وتستضيف قناة الاقصى اهل المعتقل للحوار معهم ومواساتهم، بينما تبرر السلطة الاعتقال انه لمخالفات جنائية. نفس السيناريو يتكرر في غزه حيث يتم دائما اعتقال أي شخص لاسباب سياسيه ممكن تبريرها على انه لا سباب جنائية او امنيه. الجمهور في جميع الاحوال يبقى مغيب لا يعرف الحقيقة ولا يعنيه الا ان يسود الامن والنظام في بلده ولا يتعرض لاعتقال على خلفية انتماءه السياسي او على رايه باي شان يخص الاوضاع في العالم.

5. عندما كانت السلطة في القطاع لم تمنع قط حماس من التسلح من اجل مقاومة الاحتلال وهذا كان سبب رئيسي لسيطرتها على القطاع في عام 2007 ، فهل يتاح للفصائل اليوم التسلح اليوم او ان النشاط العسكري هو حكر لحركة حماس؟؟


6. في كل مره اطرح قضية للاعتقال السياسي، اجد من يعاتبني وكأن مقالي سيؤثر على اصحاب القرار . وصلني هذا التعليق من احد القراء بعد مقالي "نساء رهن الاعتقال السياسي": (( لو تواصلت مع الجهات المختصة قبل كتابة هذا المقال حتى تستبيني الحقيقة . مقارنتك بين ما حدث ما الأخت خالد جرار والأخت المذكورة مقارنة غير منطقية لان خلفية الاعتقال مختلفة. النيابة لا تستطيع أن تتحدث للإعلام عن فضايا الناس خاصة في القضايا الخاصة ولكن المحامي وعائلة المذكورة يعرفون التفاصيل كاملة ثقي بذلك لا يوجد اعتقال للنساء دون أسباب حقيقية بل ان الكثير من القضايا التي تتعلق بالنساء تحرص الأجهزة المختصة على ابقائها خارج مراكز الشرطة حفاظاً على سمعة النساء ولكن هناك قضايا يصر أطرافها على أن تكون في أقسام الشرطةوالنيابةً))

واعتقد احسن رد على هذا المعلق هو تعليق قرأته لرائد العطل وهو من المقربين لحركة حماس ومطلع على احوال القطاع: ((ن انتقاد الأهل في غزة لاعتقال الأمن الداخلي لاي مواطن يصحبه وشوشة سريعة على الخاص مفادها " اخي هناك أشياء انت لا تعلمها ، اترك الامر ولا تشوش عمل اخوانك"، فيخطر ببالك مباشرة ان المعتقل عميل او ساقط اخلاقي ،فتصمت انت وتلملم بوستاتك،ثم تفاجأ ان الإعتقال كان لأسباب سياسية ،او انه مجرد قرصة ودن،او أشياء اخرى.الغريب بالأمر ان الوشوشات تأتيك تطوعا من المبرراتية، او ربما من مفرطين في حسن ظنهم بإخوانهم. وهذا تصرف طبيعي في مجتمع مثل غزة. لكن لو نظرنا الى الامر من زاوية اخرى ،فهو سلوك خطير ويمنح الأمن الداخلي سلطات غير محدودة. لا أقول فقط سلطات قانونية بل ايضا سلطات اخلاقية ومجتمعية في محيط يرفض خيانة الاوطان والفساد الاخلاقي. سلطات تخيف الناس وتصيبهم بالرعب تماما كأي جهاز أمني عربي. مع اتفاقنا بان وجود الجهاز امر هام وهو بلا شك جهاز مؤثر ويديره شرفاء مناضلون ،حتى لا يتم تأويل المقصد ،لكن لابد بل ومن الواجب تسليط الضوء على كل تجاوز وان يتم مراقبة الاعتقالات والتهديدات الجانبية وتجاوز بعض المتألهين فيه باسم محاربة العملاء او الفساد ، فهم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون ولابد من رقابة على عملهم دون ان يؤثر ذلك على ملاحقتهم للعملاء. لذلك اتركوا النشطاء ليقوموا بواجبهم لفضح كل فاسد ولتسليط الضوء على موضع الخلل كسلطة رقابية هامة ولمحسني الظن بإخوانهم توقفوا عن الوشوشات))


[email protected]