تابعت انتخابات بير زيت عن كثب ، كوني أفنخر اني كنت طالبا بها في حقبة الثمانينات من القرن العشرين ، تابعت مناظراتها الانتخابية ، ودعايات كتلها الطلابية ، ورفعت قبعتي احتراما للجامعة وادارتها ونهجها الديموقراطي ..
ادركنا ان طلاب الجامعة كغيرهم من كل فئات الشعب الفلسطيني، ما زال لديهم أمل في أن النضال بكل أشكاله؛ سيحقق لهم الحرية الموعودة، والتحرر المنتظر من طغيان الاحتلال وغطرسة المنقسمين ..
في الواقع:
إن الشبيبة دفعت ثمن أخطاء حركة فتح وقياداتها والتداخل الخاطئ بين الحركة والسلطة ، بمعنى آخر ان أي خطأ يرتكبه اصغر عنصر في السلطة سينسحب على حركة فتح باعتبارها الراعي الاول للمشروع ، والطلبة في الجامعة وبالطبع عائلاتهم لم ولن يميزوا بين الشبيبة الطلابية في الجامعة، وبين المستوى الرسمي الفتحاوي الذي يبرر اخطاءه في كثير من الاحيان بخطأ اكثر فداحة ، وهذه التجربة لها خبرات مأساوية على الحركة في قطاع غزة عام 2007م ، ولم تستفد منها الحركة بل توغلت بأخطائها ، وللأسف تم تكريم وترقية من كانوا مسئولين عن تلك الاخطاء والشواهد كثيرة .
المتوقع .:
افراز مخرجات و نتائج تعد رفضا لمنهجية عامة متبعة لدى الحركة المتماهية مع السلطة بشكل كامل وتبهيت دورها الريادي التاريخي وحصرها وتقزيمها في اتصالات سياسية، هذا بالتالي يخلق حالة من تميع الفعل الفتحاوي الفلسطيني تجاه المحتل، والمؤامرات الدولية التي تحاك ضده ، ان تكرار الاخفاق في اكثر من مرة تقع فيها تحت خيار الشعب بكل شرائحه ، الذي بالطبع ببصمته او بعلامات قلمه الانتخابية يعلن تمرده على السياسة الاستجداء العامة للحركة ورجالاتها المستنفذين ، واقصاء القاعدة الجماهيرية وعدم الرجوع لفعاليتها واستغلالهم ثقافيا واجتماعيا .
. وبتقديري ان النتائج التي افرزت وستفرز ستكون تكرار لسيناريو ضعيف مرت به الحركة في العام ٢٠٠٥ و ٢٠٠٦ في انتخابات المجالس البلدية والتشريعية وبعض الجامعات الهامة مثل الجامعة الامريكية وبيرزيت،.
ونتوقع بكل موضوعية واخص بالذكر الاطار الطلابي انه بشكل مقصود اراد جلد حركة فتح حاملة المشروع الوطني تاريخيا ، وخلق روح جديدة قادرة على التفكير بصوت عال والتعبير عن ذاتها بالرفض الصامت عبر صناديق الاختراع، وبالأخص الانتخابات الطلابية في جامعات نزيهة وشفافة كبيرزيت، حيث تتوفر الحرية والنزاهة والشفافية..
الاسباب الكامنة وراء إخفاقات حركة فتح وشبيبتها :
رغم الامتداد الجماهيري لحركة فتح باعتبارها الحركة الام للفلسطينيين ، وبالتالي ، فان نتائج الانتخابات لا تمثل بالطبع الحالة الحقيقة للجامعات والتجمعات والنقابات الى ان هناك اسباب وراء تلك الاخفاقات المتكررة :
- الفكر الموسمي لدى قيادة الحركة ، بمعنى انها تبحث عن القاعدة والاطر التنظيمية والخلايا وتدعمهم ، فقط قبل شهر او شهرين من الموسم الانتخابي ، ثم يعودون للبيات الشتوي الى حين يبدأ موسم الخروج او الهجرة ..
- تعزير مبدأ الفزعة في المواسم الانتخابية دون وضع خطة استراتيجية قادرة على مواجهة التحديات المحلية والاقليمية ..
- عدم الاستفادة من أخطاء الماضي المتكررة ، وتصوير الخطأ انه فجائي ومرحلي ممكن تجاوزه بعد حين قصير ، وهذا ما يقع به المبررين واخص بالذكر الناطقين الاعلاميين ..
- حالة الانقسام بين ابناء الحركة التي لا مبرر لها ، لان الانتماء يجب ان يكون لحركة ثورية اسس أركانها ثلة من شهداء قدموا ارواحهم لفلسطين ، فبرفض ثلة التوجه للانتخابات لابد ادراك انه يجلد حركة من المفترض انه ينتمى لها وليس لأشخاص ، والمستفيد الوحد المنافس والخصم السياسي ..
- فقدان الثقة بين القيادة والجماهير العريضة بسبب سياسة التدوير المتبعة بالحركة ، والنتقلات الشطرنجية بين مؤسسات الحركة وجمع الشخص الواحد اكثر من مسمى وكان الحركة لم تنجب غيرة من 1965م وعدم ضخ دماء جديدة في كافة المواقع ، عكس بعض الحركات المنافسة واخص بالذكر حماس ، و التغيرات التى احدثتها الجبهة الشعبية ..
- عدم التوفيق في اختيار المرشحين في الانتخابات للحركة ، فيتم الاختيار على اساس عائلي اومعرفة احد المتنفذين ، او بسبب قربه من زيد او عبيد، واحيانا ان كان من الاثرياء والتجار ..
- عدم الاهتمام بالعنصر النسائي في العمل الجماهيري والطلابي والشعبي وهذا كان احد الاسباب الرئيسة في فشل الحركة في أي انتخابات سابقة...
تأسيسا لما سبق المطلوب :
- تحقيق المصالحة الفلسطينية لإعادة الثقة الشعبية بالحركة ، وفى حال رفض حماس للمصالحة فعلى الكوادر المثقفة والواعية ابراز ذلك جماهيريا عبر خطابات وبيانات متسقة وواضحة ومقنعه للراي العام بكافة شرائحه .
- ابتعاد حركة فتح ونشطائها عن مؤسسات السلطة سواء على وخاصة الدعم المادي ، وفسخ حالات التداخل والزواج الكاثوليكي بين الجسمين باعتبار ان السلطة الوطنية للكل الفلسطيني ..
- ان بدأ الدعايات الانتخابية قبل بشهرين من العملية الانتخابية، واغداق الاموال الطائلة عليها امر عقيم وغير مجدى ، فالأمر يحتاج الى مجهود يبذل على مستوى العام من خلال خدمات ملموسة تحاكى احتياجات كافة الشرائح .. (أمين عام مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين)
بقلم د ناصر اسماعيل اليافاوي