موت وانتحار وحرق ؟ماذا بعد

بقلم: هشام أبو يونس

نحن نعيش في وطن فرقته السياسة كما تفرق الذئاب قطعان الأغنام....بين الأحزاب المعتوهة تفترق وعلي الإيديولوجيات تجني "تدعي القومية وهي منها براء" ..و"تلبس ثوب الإسلام وهو منها براء" ...وتتبني "اليسار ولهم منه جفاء"…." قوميون متغطرسون"، "إسلاميون ينافقون"،" يساريون"،"علمانيون متشددون" فلا هم يتملكون عزة القومية وشهامتها ولا هم يثبتون إسلاميتهم وخصالها..... ولا هم يساريون كادحون من أجل الإنسان المهمش المحروم... هذه أخرتها يا وطن نموت حرقاً وانتحار وهجره ؟

أية أفكار هذه يا وطن ؟ في وطن تعلو فيه أنات المرضي الذين لا يجدو حبة دواء تريحهم من عليل الألم ومعبر مغلق في وجههم إذا خرجو لاستنشاق هواء وعلاج يأتون في توابيت الموت اللعين نهيك عن أصوات المهمشين والمحرومين التي تبكي فيه شرائح حقوقها الضائعة وبطالة متدحرجة ومستدامة من خرجين لم يفي الأب المسكين نصف ما علية من ديون صرفها علي ابنة لعلة ينفع الآخرين وتلك البطالة تلد أخري كما ولدت حواء من سيدنا آدم.. وعجز اقتصادي في مؤشر منحدر وارتفاع أسعار يعجز المواطن فيه عن خبزه يسكت بها صفيراً أمعائه فلا الناس أطعمته ولا النخبة السياسية سألته عن قوته وتدعي له الفكر والقضية وتوزع علية المبادئ صباح مساء.. يا سعدتك ياهناك يا وطن ......؟

في وقت كان الشباب تبكي من سمع كلمة وطن فألان يا وطن هناك ناس تحترق وتنتحر وعقول وأدمغة بشرية هاجرت وتهاجر منك هذه أخرتها نهاجر وتهجرنا يا وطن ؟....

بقت عقول التي تغتصب وطناً بأكمله وشعباً بأكمله واقتصاداً برمته .... أية بشر تهدم لتبني , وتبني لتهدم؟ كتلميذ تعلم تحت الثري لأنور يضيء كتاباته ولا شمعة تنير مستقبلة القاتم "بل شمعة تحرق فلذة كبده" .. هل قدر لنا أن نظل ننتظر حاكماً أو أميراً أو خليفة ينزل علينا من السماء ؟ هذه أخرتها يا وطن ؟أما كان لكم أيها السادة أن تعتذروا لهذا الشعب المسكين الأعزل اليتيم في تاريخه في مكانته ومن كل شيء مبتور ؟أم قدرنا أن نظل وطن له شعب وأرض وعلم ونشيد لكنه بانتظار نخبة تقدس الأرض والعلم وتعيش واقع شعب أعزل فمتي تصرف الأقدار عنا أمثال هؤلاء من الوجوه السياسية الذين نهبوا البلاد والعباد , ونهبوا فوق الأرض وتحت الأرض حتي نجوم سمائها بدئوا التفكير في نهبها ... فأية نخبة هذه التي توالي كل نظام قادم وتنتقد كل مغادر توالي علي حساب الشعب وتعارض علي حسابه ..تتاجر بهموم العباد وأحزان العباد وأفراح البلاد تنتصر بنفاقها , وتنهزم بمواقفها وأزمة تلو أزمة ومصيبة تلو مصيبة وفن الكذب ومناكفة بآخري وهذه النخبة لاتموت ولاتقضي نحبها وتنتقم من ما أنتقدها وبين عيباً من عوراتها..... فمن انتقدها إما كافر أو ملعون أو فاسد أو مجنون فعشنا زمن المغول والتتار...وتمنينا زمن عروة ابن الورد والصعاليك بما كان يقوم به عروة بن الورد من السرقة من مال الأغنياء وإنفاقه على الفقراء والصعاليك الذين كانوا يتضورون جوعا ولكن الذي يختلف فيه عروة عن بعض النخبة لدينا إن هولاء يسرقون الوطن وممتلكات الشعب فوق وتحت الأرض لصالهم ولا يطعمون احد لا علاقة لها البتة بأعمال الخير والتصدق وهم بذلك يحطمون شعبا بكاملة ويدمرونه ويقضون على أية فرصة له في الحاضر والمستقبل .هذه أخرتها ياوطن؟

وفي الوطن تعيش أسر علي أنين أحزانها جوعا وتسافر أرواح علي سرير المستشفي ألما وترحل..لم يجدوا من يطعمهم ولا المرضي وجدوا من يعالجهم . وتموت حرقاً مثل كل ما حدث ويحدث يومياً صورة قاتمة قدمتها الحياة السياسية في بلادي علي مدي سنوات من الانقسام المرير ولا تزال تزيد في صورة بشعة تجعلنا نتساءل ما ذنب هذا الشعب الذي يملك هذه الخبرات ولا يزال المواطن فيه يعجز عن خبز صباح وحبات أرز وموزه لصغير يإن جوعاً ...وصرخات الساسة تعلوا أن البلاد بخير وأن العباد بخير وأن الأرض علي خير وأن تلك الأحياء وتلك الوجوه البائسة ليست هنا بل صورة عابرة كانت هنا ذات يوم ،فأية وطنية.. فسحقا لنخبة كهذه وأفكار كهذه ووطنية كهذه أما آن لنا أن نعي أن نعقل أن نعتبر ونفكر بالأجيال القادمة ماذا سيكتب التاريخ ياوطن وماذا يكتب أبناءنا عنا يا وطن ؟ فالتاريخ ماذا ينبغي أن يكون!!!!! لان كل شخص لدينا به وله وعنده مشكلة ولو جمعنا كل مشكلنا لبنينا مدينة الألم والإحزان هل هذه أخرتها ياوطن؟

بقلم/ د. هشام ابويونس