الأخ غسان الشكعه معروف بمواقفه الوطنية وهو مشهود له بالمواقف الوطنية المسؤوله والحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية ، إن أطروحات الأخ غسان الشكعه حول تطبیق قرارات المجلس المركزي تدلل على الصراحة في عدم جاھزیة السلطة الوطنیة الفلسطينية لاتخاذ موقف عملي في تطبيق توصيات قرارات المجلس المركزي ، حقيقة التمعن في حديث الأخ غسان الشكعه للوهلة الأولى يتصور البعض أنها تصريحات تنبئ عن خطاب انبطاحي وانهزامي وتعبير عن حالة اليأس لكن وبحقيقة وجوهر الحديث أن ما قصده الأخ غسان الشكعه في حديثه تدلل على أن التصريحات تعبر عن الحالة المستعصية التي وصل إليها الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية والتي تصطدم بالواقع العربي المنقسم على نفسه والحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل الانقسام وهي انعكاس لحالة الوضع الدولي والإقليمي بحيث لم تعد القضية الفلسطينية لتتصدر الاولويه
وان فحوى الخطاب والمقصود مما تداوله الأخ غسان الشكعه في حديثه أن الخطاب تعبير للبحث عن الخيارات البديلة وما هية الخيارات التي قصدها الأخ غسان الشكعه
حين نستمع لفحوى تصريحات البعض وأقوالهم ونتمعن فيها ونحللها تحليل منهجي وعلمي بعيد عن العواطف والانفعال نصاب بالصدمة والدهشة
خاصة وان التصريحات والأحاديث تصدر من قيادات فلسطينيه تتبوأ مراكز قياديه متقدمه ، تقول التصريحات أن توصيات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية عاطفيه تعبر حالة رد الفعل للممارسات الاسرائيليه وهي بفحوى التصريحات تفتقد للواقعية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال ، جرأة التصريحات تشكل وبحق صدمه عصبيه تصيبنا بالذهول والإحباط واليأس
حقيقة إذا كانت قرارات القيادة الفلسطينية عاطفيه معنى ذلك أننا نفتقد للنهج الواقعي ونفتقد لاستراتجيه وطنيه منهجيه وواقعيه تتوافق والواقع العربي والإقليمي والدولي
لا احد ينكر أن اتفاق أوسلو كبل الفلسطينيين وحول الصراع مع إسرائيل من صراع على حقوق إلى تنازع على أراضي ، وان اتفاق أوسلو المرحلي أصبح بحكم الأمر الواقع مزمن وأمر مفروض مع انه كان من المفروض التحلل من هذا الاتفاق بفعل تحلل إسرائيل من التزاماتها بموجب الاتفاق والتوصل لحل نهائي بنهاية 1999 ، ما تتضمنه اتفاق أوسلو افقد الفلسطينيون ألقدره على ألمناوره السياسية وافرغ القضية الفلسطينية من مفهومها الوطني وجعلنا نفتقد للخيارات والبدائل التي من المفروض أن تكون جزء من ألاستراتجيه الوطنية لمواجهة الاحتلال ومناهضته حتى تتحقق المطالب الوطنية الفلسطينية التي تقودنا للتحرر ، وبحسب نصوص اتفاق أوسلو وملاحقه وبدلا من الانفكاك السياسي والاقتصادي عن سلطة الاحتلال جعلنا الاتفاق ندور في فلك الاقتصاد الإسرائيلي وجعل سلطات الاحتلال تتحكم في كافة مناحي الحياة أليوميه ، وان اتفاق باريس الاقتصادي حول الاقتصاد الفلسطيني لاقتصاد خدمات غير منتج ويدور بفلك عجلة الاقتصاد الإسرائيلي وان سلطات الاحتلال باتفاقاتها الاذعانيه واحتكارها لمكونات الاقتصاد الفلسطيني باحتكارها لمكونات الحياة الفلسطينية جعلها تتحكم بالاقتصاد الوطني الفلسطيني التي حالت لغاية الان من ألقدره على بناء اقتصاد وطني مستقل بفعل الاحتكار الإسرائيلي لأهم مكونات البناء الاقتصادي من كهرباء وماء وهواء وحول مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية لسوق استهلاكي للمنتجات الاسرائيليه حيث تجني إسرائيل أرباح سنوية بفعل تحكمها بالاقتصاد الفلسطيني ما يقارب ثلاثة مليار ونصف مليون دولار سنويا
إن التنسيق الأمني فرض على شعبنا وان السلطة لا تستطيع تامين أية حماية لأي مواطن إذا قصدت إسرائيل اعتقال أي مواطن فلسطيني حتى لو كان لدى السلطة ودليلنا ما حدث في أريحا فقد اعتقلت القوات الإسرائيلية أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات
واعتقال الرفيق سعدات وإخوانه من سجن أريحا وهم تحت حماية امريكيه وبريطانيه
وفق كل ذلك ورغم كل ذلك هناك حالة إحباط بفعل تصريحات الأخ غسان الشكعه تدلل العجز عن اتخاذ قرار يرقى لمستوى التحدي الإسرائيلي إذا كانت القرارات والتوصيات نابعة عن عواطف
وهنا تستوقفنا تساؤلات كثيرة هل نستسلم أمام الأمر الواقع ونقبل بما تقوم به سلطات الاحتلال من عدوان واعتقال واستيطان وتهويد ورفض للحلول والقبول بحلول مجتزئه
وما معنى التفاوض الشعبي وماذا يعني التفاوض الشعبي
لا شك أن تصريحات الأخ المحامي غسان الشكعه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن لم تكن تعبير عن حالة اليأس من التغيير أو الوصول لحاله تنفذ فيها القرارات فإننا أمام حالة عجز تتطلب مصارحة ومكاشفه عن حقيقة ما نعانيه وما وصلنا إليه وإذا كان الأمر كذلك بحسب تصريحات الأخ غسان الشكعه فلا لزوم للإبقاء على سلطه كل همها توفير الرواتب وعلى حسابات أخرى في ظل انعدام التنمية ألاقتصاديه وفي ظل الحالة التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني من بطالة مستشرية ومن حالة ركود وتدهور اقتصادي وانعدام أي أفق للتسوية التي وصلت إلى طريق مسدود
وحقيقة القول فنحن في ظل الحالة ألراهنه ووفق التوصيف وخطاب اليأس والانقسام فلا حاجة لنا للإبقاء على السلطة ويجب حلها والبحث عن خيارات تمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته ومطالبه
وهنا مكمن تصريحات الأخ غسان الشكعه عضو اللجنة التنفيذية التي قد يقصد منها عن البحث عن خيارات لأننا وصلنا إلى طريق مسدود وهنا لا بد لنا من البحث عن الخيارات التي قصدها الأخ غسان الشكعه التي عبر عن قناعاته وبطريقه عبرت عن حالة اليأس وأوصلتنا لقناعه أننا أمام خطاب انبطاحي انهزامي في ظل الوضعية الفلسطينية ألراهنه.
بقلم/ علي ابوحبله