النكبة.. والتاريخ المفتوح!!!

بقلم: وفيق زنداح

ايام قليلة ...ونعيش ذكري النكبة التي المت بشعبنا الفلسطيني بالعام 48 ....هذا العام الذي هجرنا فيه من ارضنا الي حيث المنافي ومخيمات اللجوء ...بعد ان عشنا سنوات طويلة من عمليات ارهابية صهيونية ....وما تم من سلب ارضنا واعلان قيام الكيان الصهيوني بقرار اممي ....علي حساب حقوقنا الوطنية ....وحقنا باقامة دولتنا الفلسطينية ....وعودة اهلنا وابناء شعبنا الي ارضهم التي هجروا منها ....ومحاسبة هذا الكيان المجرم علي كافة جرائمه ...وعنصريته وارهابه المنظم والمستمر حتي يومنا هذا ....من خلال احتلال جاثم علي صدورنا....واستيطان غاصب لارضنا ....ومايجري علي ارضنا من ممارسات تعسفية ....وقتل للابرياء ....وحصار جائر ....ومنع واعاقة منظمة لممارسة حقوقنا الوطنية والانسانية .

نكبة مستمرة ....ومتعمقة بجذورها وازماتها ....ولا زالت تتصاعد بوتيرة الامها وماسيها ....بنخر عظمنا ولحمنا ....وانتهاك حقوقنا الانسانية والوطنية ...والتي وصلت باجرامها وارهابها حد القتل والحرق وهدم المنازل ...وسفك دماء الابرياء وتدنيس المقدسات ....ومحاولة الدفع بنا الي مربعات الياس والاحباط ...وتبديد الامال ...بامكانية احداث الصحوة .....لهذا العالم وضميره .....الذي لا زال يراوح مكانه ....في ظل جمود سياسي ودبلوماسي ...نتيجة الانحياز الاميركي والتعنت الاسرائيلي .

لا زالت ارادة المجتمع الدولي.... لم تجتمع علي قوة فعل واحدة ....كما لازالت منقسمة بجهودها ....ومتضاربة بمواقفها .... رغم الاغلبية الساحقة والداعمة لحقوقنا الوطنية الثابتة ....وحقنا بتقرير المصير ...واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 .

جهود دولية وعلي راسها المبادرة الفرنسية والجهد الفلسطيني السياسي والدبلوماسي ....وما يبذل من جهد مصري عربي لعقد مؤتمر دولي للسلام ....وعدم ترك القضية بحالة فراغ .....وضياع .

العالم مطالب وبالحاح ان ياخذ قضية فلسطين الي طاولة القرار والحسم ....بضرورة انهاء هذا الاحتلال الظالم ....واعادة هذه الحقوق المسلوبة.... واقامة دولة فلسطين بسيادتها الكاملة وبمقدساتها ولكل ابناء شعبها .....دولة حرة وذات سيادة وقابلة للحياة ....وقادرة علي التطور والنمو لتحقيق معدلات تنموية واقتصادية ....تحقق لابناء شعبنا مدخولات مناسبة ....ومستويات معيشية تلبي المطالب الانسانية والحياتية ....وحتي ننهي هذا الفصل الماساوي ....من هذا التاريخ الظالم..... الذي ظلم شعبنا ....وافقده الكثير من مناحي حياته الانسانية والسياسية والوطنية .

شعب فلسطين بكل قدراته ومقدراته... خبراته ومهاراته...وتجاربه الطويلة ...لا زال يمارس بحقه كافة الممارسات التعسفية ....في ظل حالة من الصمت .....تبرر لهذا المحتل المجرم ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر ....والاستيلاء علي المزيد من الاراضي....لاقامة المزيد من المستوطنات ....وتعزيز الوجود الاحتلالي ....وانهاء فكرة حل الدولتين ...وحتي انهاء فكرة الحل السياسي ..والتسوية السياسية داخل المنطقة .

ذكري النكبة ...التي نقف علي ابواب تاريخها بعد ايام قليلة ...كما كل عام ومنذ حدوثها ....وايقاع الاذي بنا ...بضياع حقوقنا ...لا زالت النكبات تلاحقنا ....والعذاب يلازمنا ...والحرمان يقهرنا ....والاحتلال يجرم بحقنا ....ويغتصب المزيد من ارضنا .....ويحاصرنا ...ويشن العدوان علينا في الوقت الذي يحدده ....ليفعل بنا ما يشاء.... وليقتل منا من شاء ....وليهدم منازلنا كما شاء ....وليفرض علينا شروطه واشتراطاته ....التي تزيد من همومنا ....بمحاولة اقناع العالم اننا نعتدي عليه ...ونهدد امنه ....مع ان المشهد .....والنكبة التي المت بنا .... وما تبعها من سنوات عذاب والم ...وعدوان مستمر ....دليل قاطع وحاسم ان هذا الاحتلال ومن خلال هذا الكيان الغاصب والمجرم ....قد ارتكب العديد من المجازر والجرائم دون ان يحاسب ....وعلي مرئي ومسمع العالم باسره .

ذكري النكبة......وضرورة وضع ملفاتها علي طاولة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ...وعلي ارضية قراراته وشرعيته..... مطالب بتغيير اليات المعالجة وعدم ترك القضية تحت الرعاية الامريكية ....ولا حتي تحت رعاية الرباعية الدولية رغم موقفها الايجابي الاخير....ولكن العودة الي جذور تاريخ النكبة ...وما صدر من قرار التقسيم .....والذي اعطانا حق اقامة الدولة الفلسطينية ....يجب ان يشكل مع مجمل القرارت الصادرة عن الامم المتحدة السند السياسي والقانوني علي طاولة المؤتمر الدولي للسلام الذي يجب ان يأخذ باعتبارأن ابقاء القضية الفلسطينية وبهذا المستوي الضعيف من التفاعل ...ربما يهدد امن المنطقة والعالم ....ويعزز من دوافع الارهاب الاسود .

ذكري النكبة ...اضافة لمخاطبتنا لهذا العالم وللامتين العربية والاسلامية .....ولكافة الاحرار ...والمطالبين بحرية الشعوب ....ورفع الظلم عن الانسان يجب ان نطالب انفسنا .....بل ان نخاطب انفسنا ....بل ان نحاور انفسنا ....وبعيدا عن المسيرات ورفع الاعلام ....واطلاق الهتافات ...ورفع الشعارات... يجب ان توضع علي الطاولة الفلسطينية كافة القضايا بصورتها الحقيقية ...وان يتم النقاش بصورة جادة وصادقة ...وان تمتلك كافة القوي والاحزاب السياسية الارادة الحقيقية ...لاحداث مراجعة وطنية شجاعة ....نحاسب فيها انفسنا ....ونصوب فيها اخطائنا...... وان لا نحاول خداع انفسنا ....وايجاد المبررات والذرائع لنا.... لقصورنا وعجزنا ...وحتي لانقسامنا الاسود الذي اضر بنا ...وشتت جهودنا ....وزاد من نكباتنا ....نكبة جديدة ....لتضاف الي النكبة التاريخية ....التي اوصلتنا الي ما نحن عليه .

يجب ان تتم المراجعة الوطنية بكل شفافية ومصداقية ....وان لا نستمر علي اعتاب التاريخ ....لنندب حظنا ...وما ضاع منا ....وماحدث لنا من نكبة.

بقلم/ وفيق زنداح