الأمل للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين

بقلم: فايز أبو شمالة

لم يكن مفاجئاً ترحب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بما جاء في خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولم يكن مفاجئاً ترحيب زعيم المعارضة الإسرائيلية إتسحق هرتسوغ بالخطاب، فقد اعتبرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن نتنياهو وهيرتسوغ سيوظفان الخطاب للتغلب على المعارضة التي يبديها عدد من قادة حزب العمل الذين يطالبون بالانضمام للحكومة في حال إحياء المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وإن صدور الترحيب بخطاب السيسي من قبل نتانياهو وهرتسوغ في وقت واحد، يدلل على أن هناك تنسيقا مسبقا بين الثلاثة.
وبعيداً عن رأي الصحافة الإسرائيلية بالتنسيق المسبق بين الثلاثة، فقد رحب نتانياهو بما جاء في خطاب السيسي فوراً، وأبدى استعداده لبذل أي جهد مستطاع من أجل دفع مستقبل السلام والأمان بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وشعوب المنطقةـ وأزعم أن هذا الحديث يتوافق مع رؤية نتانياهو للحل السياسي في المنطقة، والذي تقوم على:
1- مشاركة الدول العربية في مفاوضات السلام، وقد سبق وأن قال نتانياهو أمام حزب الليكود، في ذكرى 24 لموت مناحيم بيجن: في 15/3/2006: قال: سابقاً، كان السلام مع الفلسطينيين طريقنا إلى العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، بينما اليوم صارت العلاقات مع الأصدقاء العرب طريقنا إلى السلام مع الفلسطينيين.
2- دعوة الرئيس المصري إلى السلام جاءت على أساس الأمل للفلسطينيين، والأمن للإسرائيليين؛ وهذه الدعوة وافقت هوى نتانياهو السياسي الذي لم يكف عن المطالبة بتوفير الأمل للفلسطينيين بحياة اقتصادية مزدهرة وتحقيق فرص عمل للجميع، وفي الوقت نفسه يطالب بالأمن بالإسرائيليين، ولو سألت ما هي حدود أمن إسرائيل، يجيب أودي سيجل، معلق الشئون السياسية في القناة الثانية، ويقول: إن الاحتفاظ بكل الضفة الغربية هو الضمان الوحيد لأمن إسرائيل.
نتانياهو الذي رفض المبادرة الفرنسية قبل أيام، وضرب بعرض الحائط كل الدعوات الدولية، يرحب اليوم بما يمكن أن نسميه المبادرة المصرية، وأزعم أن ذلك الرفض الإسرائيلي للمبادرة الفرنسية والقبول بالمبادرة المصرية يرجع إلى التجربة الناجحة في رفض نتانياهو حضور الاجتماع الدولي لدعم وقف إطلاق النار الإنساني في غزة" والذي عقد في باريس عشية الحرب على غزة وبالتحديد في 26/7/2014، وقد رفضت مصر حضور الاجتماع في ذلك الوقت، ورفض وفد السلطة الفلسطينية حضور الاجتماع أيضاً، وقد عاد الرفض الإسرائيلي للمشاركة في اجتماع باريس بنتائج إيجابية على أمن إسرائيل، حيث تم بعد ذلك ترتيب لقاء في القاهرة لوقف إطلاق النار، وتحت رعاية مصرية، حضرته إسرائيل وحضره وفد السلطة الفلسطينية، في 11/8/ 2014، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار، وقد تم ذلك دون أن تحقق المقاومة شروطها بموافقة إسرائيل على إقامة ميناء أو مطار لغزة.
لقد استهجن أودي سيجل معلق الشئون السياسية في القناة الثانية، أن يحظى خطاب السيسي بالقبول السريع من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويضيف: "ما لم يقدم عليه زعماء الولايات المتحدة وقادة الاتحاد الأوروبي لم يتردد الرئيس المصري في التطوع بقبوله.
د. فايز أبو شمالة