نتنياهو يرد على مبادرة الرئيس المصري السيسي ويعين ليبرمان وزيرا للدفاع

بقلم: علي ابوحبله

حكومة نتنياهو الحالية تعد الأكثر تطرفا من الحكومات السابقة ويطلق عليها حكومة المستوطنين ورغبة نتنياهو تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع هي ضربه استباقيه لإفشال التحرك المصري الذي هدف من وراء مبادرته لان تكون طوق نجاه لرئيس حكومة الاحتلال ولشر عنة التطبيع مع إسرائيل ، وان خطوة نتنياهو قطع الطريق على هرتسوغ زعيم المعارضة الاسرائيليه للانضمام لحكومة وحده وطنيه وهي وسيله للتخلص من وزير الحرب الصهيوني يعلون والذي يعد الخاسر الأكبر في التعديل الحكومي القادم

فقد أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، استعداده تعيين رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” افيغدور ليبرمان وزيراً للدفاع. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، نقلاً عن مصادر حزبية لم تسمها، قولها إن “رئيس الوزراء رئيس “حزب الليكود” بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” افيغدور ليبرمان، اتفقا خلال اجتماعهما مساء اليوم، على تشكيل طاقمين لحزبيهما، للتفاوض حول انضمام الأخير إلى الائتلاف الحكومي”.ووفق الإذاعة، أعرب نتنياهو عن استعداده “تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع، خلفاً لموشيه يعلون، لكن ذلك لم يؤكد رسمياً”، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء اتصل هاتفياً بيعلون وأبلغه بأن ليبرمان يطالب بمنحه حقيبة الدفاع. وحتى الساعة 21.05 تغ، لم يصدر عن مكتب رئيس الوزراء أي بيان رسمي حول هذا الأمر.

وخلال الأيام الماضية ظهرت خلافات بين نتنياهو ويعالون حول تصريحات لنائب رئيس أركان الجيش يائير غولان، أدلى في وقت سابق من هذا الشهر، خلال إحياء ذكرى ما تسمى “المحرقة النازية” والتي شبّه فيها “ما يجري في إسرائيل حالياً بما جرى في ألمانيا قبل عشرات السنين”.وقد أيّد يعالون في تصريحات علنية حق غولان في التعبير عن رأيه، ولكن نتنياهو انتقده بشدة، معتبراً أنه ما كان يجدر به أن يدلي بمثل هذه الأقوال.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي التقى مؤخراً رئيس المعارضة اتسحاق هرتسوغ، لضمّه للائتلاف الحكومي، دون إحراز أي تقدم، وفق القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي. ويرأس رئيس الوزراء الإسرائيلي ائتلافاً من 61 عضواً في الكنيست (البرلمان)، المؤلف من 120 عضواً ويأمل توسيعه ليحظى بالاستقرار.وأمام نتنياهو 3 أحزاب لتوسيع الائتلاف، وهي “المعسكر الصهيوني” برئاسة هرتسوغ، الذي يحظى بـ 24 مقعداً في الكنيست (البرلمان)، و”إسرائيل بيتنا” برئاسة ليبرمان، الذي يحظى بـ 6 مقاعد، و”هناك مستقبل” برئاسة وزير المالية السابق يائير لابيد، الذي يحظى بـ 11 مقعداً.

نتنياهو على استعداد لعمل أي شيء للحفاظ على كرسيه والحكم في اسرائيل وبخطوته لتعيين ليبرمان وضم اسرائيل بيتنا للائتلاف الحكومي ليس مستغربا او مفاجئا طالما ان حكومة نتنياهو ترضي المستوطنين وتهدف الى التوسع الاستيطاني وتضرب بعرض الحائط بكل مبادرات السلام .

وبرغم الانطباع الذي ساد إسرائيل، أنّ الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي متحدثًا عن فرصة للتوصل إلى حل سياسي سلمي للقضية الفلسطينية، سيوفر مظلة سياسية لتوسيع الحكومة عبر ضمّ “المعسكر الصهيوني” إليها، لكن يبدو أنّ ليبرمان تلمس جدية نتنياهو بضمّ زعيم “المعسكر”، إسحاق هرتسوغ، ما يعني بقاءه في المعارضة ضعيفًا ومعزولاً. لذلك بادر ليبرمان إلى تليين مواقفه، موجهًا رسالة أعرب فيها عن استعداده للمشاركة في الحكومة في حال تلبية مطالبه.

هذا المستجد السياسي وسّع أمام نتنياهو كل الخيارات و البدائل وحرية ألمناوره ، خصوصًا أنّه بقدر ما تتسع القاعدة البرلمانية للحكومة، يجري توفير المزيد من الاستقرار لها، وخاصة إذا ما كانت تشكيلة الحكومة تنتمي إلى معسكر اليمين المتطرف وترضي غرور المستوطنين . لقد بادر نتنياهو إلى عقد لقاء مع ليبرمان بمجرد المرونة التي أبداها ليبرمان للانضمام للحكومة وقبول إسرائيل بيتنا بمقعدين فقط . وتعبيرًا عن جدية النتائج التي خلص إليها لقاء نتنياهو ــ ليبرمان، اتفق الطرفان على تشكيل طواقم لاستكمال المفاوضات.

وكان نتنياهو قد مهد لخطوته بلقاء مع وزير الأمن، موشيه يعلون، تحت عنوان مشاورات مهنية. لكن من الصعب فصل هذه الخطوة عن العرض الذي قدّمه نتنياهو لليبرمان، رغم أن المحيطين برئيس الحكومة وبوزير الأمن أكدوا أنه لم يُبحَث نقل حقيبة الأمن إلى زعيم “إسرائيل بيتنا”. الخاسر الأكبر من هذه الخطوة هو يعلون، الذي قالت مصادر مقربة منه جدًا، بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إنّه كان على علمٍ بخطوة نتنياهو بتنحيته من منصبه، ولكن بالمقابل، شدّدّت المصادر عينها، على أنّ يعلون لن يرفض تسلّم حقيبة الخارجيّة في حال عرضها عليه من قبل نتنياهو. وكما كان متوقعًا، ترك التقدم الذي جرى في المفاوضات الثنائية بين نتنياهو وليبرمان، صداه في معسكر اليمين الذي فضل انضمام الأخير إلى الحكومة. وكان من أوائل المرحبين بانضمام ليبرمان، “حزب البيت اليهودي”، الذي أعرب عن ارتياحه إزاء تقدم الاتصالات مع “إسرائيل بيتنا”، خصوصًا لناحية إمكانية نقل حقيبة الأمن إلى ليبرمان. ويأتي هذا الترحيب على خلفية الانتقادات التي تعرض لها يعلون من قبل القاعدة اليمينية نتيجة مواقفه المؤيدة لنشاطات الجيش التي استاءت منها الجهات اليمينية المتطرفة. هذا إلى جانب أن هذه الخطوة لو استكملت فقد تقطع الطريق على دخول هرتسوغ إلى الحكومة، كما الأطراف اليمينية المتطرفة. ورأى رئيس كتلة الائتلاف، زئيف الكين، أن ليبرمان طلب ثمنًا سياسيًا مُنخفضًا جدًا، وهو الحصول على حقيبتين، مقارنة بهرتسوغ الذي طالب بثماني حقائب. وأضاف إلكين أنّ من الأفضل إقامة حكومة ثابتة من المعسكر الوطنيّ، وفقاً لوعودنا للناخب، على أن نقيم حكومة وحدة مفتعلة، لن تكون ثابتة، وستمسّ بحزب الليكود وبالمعسكر الوطنيّ، وبشكل عامّ بثقة الجمهور الإسرائيليّ بالمنظومة السياسية.

وقال وزير المواصلات، يسرائيل كاتس: أبارك إعلان ليبرمان استعداده للانضمام إلى الائتلاف. وحزبه شريك طبيعيّ للحكومة برئاسة الليكود، ويجب إجراء مفاوضات مستعجلة بغية إتاحة الانضمام، من أجل دفع المصالح الوطنيّة لإسرائيل. أمّا مُحلل الشؤون العسكريّة في (يديعوت أحرونوت) فقال إنّ تعيين ليبرمان في وزارة الأمن هو رسالة حادّة كالموس للرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي، في حين قالت مُحللة شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة عينها، سمدار بيري، إنّ دوائر صنع القرار في القاهرة فوجئت من هذه الخطوة كثيرًا، وعمّ الغضب في مصر، على حدّ تعبيرها.

اتفاقية نتنياهو مع إسرائيل بيتنا والذي يرئسه ليبرمان في حال تمت تعني القضاء على أي أمل لتحقيق السلام مع إمكانية أن نشهد صيفا ساخنا جدا قد يفجر عدوان جديد على غزه وحرب مع حزب الله خاصة وان ليبرمان يعد من المتطرفين والداعين لاستعمال القوه الغاشمة ضد الفلسطينيين ومن دعاة التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي هذا الاتفاق إن تم فعلا بحسب ما أعلنت عنه قنوات إسرائيليه يأتي ردا على مبادرة السيسي التي أعلن نتنياهو عن ترحيبه بالمبادرة وخطوة كهذه تدلل على مدى التضليل والخداع لحكومة نتنياهو

افغيدور ليبرمان يرفض رؤيا الدولتين ويرفض عقد سلام مع الفلسطينيين وهو يجاهر علانية بالخيار الأردني كوطن بديل للفلسطينيين

هذه الأنباء إن صحت وهذا التعيين إن حصل يعني أن هناك متسع للبحث في مبادرة السيسي ما يعني أن مبادرة السيسي ستتبخر كما تبخرت غيرها من المبادرات والاتفاقات

ويبقى السؤال عن جدية الموقف المصري لدعم القضية الفلسطينية ولعب دور فاعل وداعم للحقوق الفلسطينية في ظل الممارسات الاسرائيليه والتنصل الإسرائيلي لاستحقاق العملية السلمية والتنصل من كافة الاتفاقات والمناورة الاسرائيليه بالترحيب في مبادرة السيسي والتي يأتي الترحيب الإسرائيلي كذر الرماد في العيون .

بقلم/ علي ابوحبله