تعديل المبادرة العربية للسلام يحمل معنى تفريغ المبادرة من مضمونها وتعني تقديم تنازلات مجانية لإسرائيل على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها التنازل عن حق العودة وتعديل الحدود التي قد تصل لحد الإقرار بشرعية المستوطنات وتهويد القدس ، وتضمين التعديلات لمقترح يشمل هضبة الجولان السوري المحتل ضمن مقايضات على الأرض مقابل الحصول على تحالفات مع إسرائيل تضمن لإسرائيل حق التدخل في الصراع على سوريا ضمن أولوية الصراع مع إيران ومحاربة حزب الله وإسقاط سوريا وهذا يعني تنازل ممن لا يملك حق التنازل عن الحقوق الوطنية المكتسبة سواء على المسار الفلسطيني أو السوري .
ما تناقلته القناة العاشرة من التلفاز الإسرائيلي مساء ألجمعه ، عن أنباء حول استعداد عدد من دول المنطقة لبحث إدخال تعديلات في المبادرة العربية للسلام بحيث تستطيع تغيير موقفها العلني من إسرائيل. ونقلت القناة العاشرة عن مصادر غربية أن رسائل بهذا الشأن نقلتها دول كالسعودية وبعض الدول الخليجية إلى تل أبيب عبر مبعوثين دوليين منهم رئيس الوزراء البريطاني سابقًا (توني بلير). ووفقًا لهذا التقرير تنتظر الدول المعنية ردّ إسرائيل الرسمي على اقتراح التعديل خاصة فيما يتعلّق بإعادة هضبة الجولان وحق العودة المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية. وذكرت القناة العاشرة أن مباحثات التعديل ستنطلق بقيادة مصرية فور حصول الدول العربية المذكورة على ردّ إسرائيل على أن يتم بالاعتماد على نتائجها استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
ونقلت الإذاعة العبرية عن زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان تعهده بالقضاء على حكم حركة حماس في قطاع غزة والتضييق على قيادات السلطة في الضفة إذا تولى حقيبة "الجيش" في حكومة نتنياهو.وأضاف ليبرمان:" على هنية والسنوار ومروان عيسى البحث عن قبور لهم من الآن إذا توليت وزارة الدفاع".
وقالت الإذاعة العبرية العامة" إن ليبرمان تعهد أمام مقربيه، بتغير طريقة التعاطي مع حماس في قطاع غزة بطريقة جذرية وأن الرد على أي عملية إطلاق صواريخ صوب التجمعات السكنية "الإسرائيلية" سيكون مختلفاً".
وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية في رام الله قال مقربون من ليبرمان إنه تعهد أمامهم الليلة الماضية بأنه سيحرم أي مسئول فلسطيني من بطاقة الـ"vip" في حال مارس ما أسماه بالتحريض ضد "إسرائيل".
كما كشف ليبرمان لمقربيه أنه اقترح على نتنياهو وضع بند في برنامج الحكومة يتضمن القضاء على حكم حماس في غزة وأبو مازن في رام الله واستبدالهما بدحلان.
وفق تلك الأخبار التي يتم تداولها عبر ألصحافه والإعلام أن القضية الفلسطينية والحقوق العربية في الجولان المحتل ومزارع شبعا تخضع لمساومات تتم على مذبح القضية الفلسطينية وهي ضمن مساومات تحكمها مصالح انيه عربيه لجهة تثبيت عروش وانظمه على رضا المحفل الماسوني الصهيوني
المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت 2002 وهي في الأساس مبادرة سعوديه انتقصت من الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية وان اللجنة العربية للسلام حين عرضت مبدأ التنازل عن أراضي أو مبادله أراضي على واشنطن هو عرض ممن لا يملك التنازل لصالح المحتل بغير الرضي الفلسطيني أو العربي .
لقد رفضت حكومة الاحتلال الصهيوني التعاطي مع مبادرة السلام العربية ورمت بها عرض الحائط واستمرت في محاصرة الشهيد ياسر عرفات في ألمقاطعه حيث اغتالته بالسم وها هي الآن تسير على نفس النهج والخط المتطرف برفضها للتعاطي مع استحقاقات السلام .
تهديدات ليبرمان المرشح لوزارة الحرب الصهيوني لها دلالات كبيره وخطيرة وتهديداته بفرض الوصاية الصهيونية على الشعب الفلسطيني وإعلانه وتصريحاته ضد غزه والضفة الغربية لها دلالات خطيرة
وان الدلالات تؤكد أن إسرائيل ترفض التعاطي مع أي مبادرة عربيه للسلام حتى لو كان ثمنها التنازل العربي عن الجولان والضفة الغربية والقدس لان أطماع إسرائيل ابعد من ذلك وهي مستمرة في مخططها التوسعي ومشروعها لإسرائيل الكبرى
إن التغير الدراماتيكي في الحكومة الإسرائيلية والتي ترافقت مع دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإحياء عملية السلام واتبعتها دول عربيه بإمكانية تعديل المبادرة العربية للسلام ، هذا التغير الذي ترافق مع محاولة نتنياهو توسيع حكومته لتشمل وزراء جدد احدث عاصفة سياسية كبيرة في إسرائيل قد تنعكس أثار تلك العاصفة دوليا إذا ما تم احداث تغير ببرنامج الحكومة وتفويض ليبرمان بكامل الصلاحيات ليعمل كوزير الأمن دون الرجوع إلى الكابينت المصغر, استقالة يعلون عن وزارة الأمن جاءت كضربه استباقيه لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ، وتفسير التغيير الوزاري يمثل ائتلاف ايدلوجى إسرائيلي يكتم أصوات البرغماتين في الحكومة وهذا له أهدافه التي يسعي إليها نتنياهو لتحقيقها على المستويين الداخلي والخارجي ، وهو أن نتنياهو يجهز لمواجهة مع حماس في غزة ومواجهة الضغط الدولي وإفشال عقد مؤتمر دولي للسلام يدعم في اتجاه تشكيل تعاون دولي واسع لإنهاء الصراع بقرارات دولية تقر بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 على أن تكون القدس عاصمة للدولتين وهذا ما لا يريده نتنياهو ولا يقبله لان مخططه الاستيطاني لم يكتمل بعد ومازال في منتصف الطريق .
إن ما قام به نتنياهو يقصد به ترويع الفلسطينيين في غزة والضفة وخاصة أن ليبرمان أعلن بعد تلقيه عرض نتنياهو وإعلانه بقبول هذا العرض انه سيعمل جاهدا لإسقاط حكم حماس في غزة والقضاء على أبو مازن في رام الله ,
إن إسرائيل ترفض كل عروض السلام وتعيين ليبرمان أصبح جزء من خطة وضعها نتنياهو لإسقاط المبادرة الفرنسية وإسقاط أي محاولات إقليمية لتوفير الدعم السياسي لهذا المبادرة
ان تعديل المبادره العربيه للسلام تحمل في طياتها الكثير من التاويلات والتفسيرات والتي جميعها تؤكد ان النظام العربي يعطي حكومة نتنياهو طوق النجاة لمخططاته العدوانية والتوسعية وهي برسم التنازلات العربية لإسرائيل بالمجان ضمن عملية الهرولة والتطبيع مع إسرائيل ضمن إستراتجية التحالفات العربية مع إسرائيل على حساب تصفية القضية الفلسطينية لإحداث توازنات القوى على الأرض في سوريا واليمن والمنطقة من خلال التحالف مع إسرائيل ضمن استراتجيه تقود لتغيرات تشهدها المنطقة بتحريف لأولوية الصراع مع إسرائيل ضمن محاولات محاصرة إيران وإسقاط سوريا ومحاربة حزب الله.
بقلم/ علي ابوحبله