رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مصلحه إسرائيليه استراتجيه

بقلم: علي ابوحبله

تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير برحيل الرئيس السوري بشار الأسد سلما أو حربا تتقاطع مع ألاستراتجيه الاسرائيليه التي ترى برحيل الأسد مصلحه إسرائيليه .
فقد كتب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق ورئيس مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب اللواء احتياط عاموس يدلين، مقالا في صحيفة يديعوت احرونوت تتطرق فيه بصورة استثنائية إلى الأسباب التي تجعل من رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مصلحة إسرائيلية والإستراتيجية التي يتعين على إسرائيل اعتمادها لهذه الغاية ، بما في ذلك التدخل العسكري المحدود والمساعدة الاستخباراتية.
رأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق ورئيس مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب عاموس يدلين أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مصلحة إسرائيلية معتبراً أن الإستراتيجية التي يتعين على إسرائيل اعتمادها لهذه الغاية تتضمن التدخل العسكري المحدود والمساعدة الاستخبارية.
كلام يدلين جاء في مقاله له في صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "الأسد يجب أن يذهب" قائلاً "هناك من سيقول إن التهديد الناجم عن داعش ليس أقل خطورة، وذلك يجب الاستعداد له أولا. يجب عدم الاستخفاف بهذه المسألة، لكن معالجة مسار طهران – بغداد – دمشق – بيروت، يجب أن تحظى بالأولوية الإستراتيجية، وهذا لسبب بسيط وهو أن المجتمع الدولي تجند لمواجهة ظاهرة الدولة الإسلامية، بل إنه ينجح بوقف تقدمها" على حد تعبيره.
وتابع يدلين "إن نهاية نظام الأسد ستضعف، باحتمال كبير، جاذبية داعش – سيكون للغالبية السنية في سوريا بديل سني معتدل. بينما في المقابل، ستبقى إسرائيل لوحدها تقريباً أمام المسار الإيراني، وليس لديها من تعتمد عليه باستثناء نفسها. ولذلك عليها العمل بأولوية مطلقة أمام تعزز مسار طهران، الأسد ونصر الله. إيران وحليفاتها أخطر على إسرائيل عشرات الأضعاف من داعش".
أما كيف يتحقق رحيل الأسد وفق يدلين فمن خلال بلورة إسرائيل لإستراتيجية تتركب من عدة أمور هي: إقامة تحالف إقليمي، حتى لو لم يكن معلناً مع جهات في العالم العربي، وعلى رأسها العربية السعودية، دول الخليج، تركيا، الأردن ومصر، وذلك بالشراكة مع الولايات المتحدة، وربما التوصل الى تفاهمات هادئة مع روسيا، التي، وخلافاً لإيران، لا ترى في الأسد عاملاً ضرورياً في الاتفاق المستقبلي في سوريا.
يدلين عرض سبع نقاط في إطار "استراتيجية شاملة لإضعاف المسار الراديكالي وطرد الأسد" بحسب تعبيره على الشكل التالي:
أولاً: يجب تشجيع خطوة سياسية ضد نظام الأسد والمساعدة على تقديم مسئوليه للقضاء على دورهم في الحرب يمكن لإسرائيل المساهمة في كشف غالبية المعطيات ذات الصِّلة.
ثانياً: يجب الدخول في حوار مع الولايات المتحدة، حول الحاجة إلى ضرب الأصول الهامة للأسد.
ثالثاً: من المهم أن تثبت إسرائيل بأن لديها أيضاً خطوطاً حمراء ومبادئ أخلاقية، وتدرس هي أيضاً القيام بعمليات عسكرية محدودة، كتدمير المروحيات. يمكن تنفيذ عملية عسكرية كهذه دون الدخول في معركة جوية واسعة.
رابعاً: يمكن مواجهة تهديد داعش في جنوب الجولان، على شاكلة تنظيم شهداء اليرموك. هكذا سيثبت بأن محاربة الأسد يمكن أن تتم بالتوازي مع اجتثاث داعش.
خامساً: تشجيع وتحقيق الاستقرار الإنساني في جنوب سوريا على امتداد الحدود مع إسرائيل والأردن، بدعم إقليمي ودولي.
سادساً: بلورة تفاهمات مع روسيا لدفع هذه الخطوات، من خلال الحفاظ على المصالح الإستراتيجية لروسيا في شمال سوريا.
سابعاً: تشجيع الخطوات العربية ضد حزب الله وإيران ودعمها قدر الإمكان.
وختم يدلين بالقول "إن إسرائيل تملك مصلحة عميقة بألا تكون إيران وحزب الله القوى التي ستعزز في الشرق الأوسط الجديد" مضيفاً "انتهت الأيام التي يمكن فيها لإسرائيل مراقبة ما يحدث من الجانب وتمني النجاح للطرفين، ومن المفضل ألا تفوت فرصة إضعاف أشد أعدائها مرارة".
كلام يدلين يتقاطع مع الخطوات التي أقدمت عليها السعودية من خلال قرار ألجامعه العربية باعتبار حزب الله منظمه إرهابيه ، واقدام العديد من الدول العربيه بقطع علاقاتها مع طهران على خلفية الاحتجاجات الايرانيه ضد اعدام النمر الامر الذي عدته السعوديه تدخل في شؤونها الداخليه وتدخل ايران وحزب الله في الشؤون الداخليه العربيه ،
المملكه العربيه السعوديه بسبب فشل اجتماع فينا الاخير لمجموعة دول ما يسمى اصدقاء سوريا التي اجتمعت ما يقارب 22 دوله بقيادة امريكا وروسيا حيث فشلت الدول في اتخاذ قرار يلبي تطلعات السعوديه وحلفائها ضد الرئيس السوري بشار الاسد وتحميل سوريا لمسؤولية خرق وقف اتفاق النار وعدم التوصل لموعد يحدد استئناف المفاوضات بين اطراف الازمه السوريه
أكد البيان الختامي لاجتماع فينا لأصدقاء سوريا يوم الثلاثاء الماضي على ضرورة إعطاء الأولوية للسلام، وتجنب أي تصعيد عسكري،
خرج السيد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي على الصحافيين، مؤكدا أن الوقت قد حان “لتطبيق (الخطة B) في سورية”، مكررا تصريحاته وهي “ان الرئيس السوري بشار الأسد بات أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الذهاب من خلال عملية سياسية، او بالقوة العسكرية”.
ورئيس الوفد السوري اسعد الزعبي المفاوض في جنيف قال ان تحالفا “إن تحالفا عسكريا سوريا جديدا جرت إقامته في الشمال السوري على غرار نظيره الجنوبي لتطبيق ألخطه بي في حال فشل عملية جنيف التفاوضية لما سماه
، لانقاذ الشعب السوري، وان الجهود مستمرة لتوحيد الفصائل الاخرى، التي بقيت خارج التحالف الجديد، وازالة الخلافات التي ادت، وتؤدي، الى المصادمات الأخيرة بين فصائل الفوطة الشرقية.
تصريحات الجبير والزعبي التي ادلى بها الى صحيفة الشرق الاوسط)، تؤكد مجددا ان مستقبل الرئيس الاسد ما زال العقبة الرئيسية التي تقف في طريق اي تقدم في العملية السياسية، فروسيا ما زالت تعارض بقوة اي محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية تقوم على أساس رحيل الأسد، وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي نحن لا نؤيد شخصا بعينه.. نحن نؤيد الحرب ضد الإرهاب، ولا نرى أن هناك بديل أفضل لتحقيق هذا الهدف غير الجيش العربي السوري
إن تصريحات وزير الخارجية السعودي حول الخطه بي جاءت مترافقه مع تحركات سعوديه مصريه باتجاه اعادة المبادره العربيه للسلام مع امكانية تعديل المبادره العربيه لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين تحت غطاء ما يخطط ضد سوريا مع تضمين التعديل للخطه العربيه امكانية التنازل العربي عن الجولان والاعتراف بشرعية المستوطنات ويبقى مصير القدس معلق ،
مصر التي دفعت لها السعوديه مبلغ خمسة وعشرون مليار دولار تنسجم في مواقفها مع توجهات الرياض كاثبات حسن نوايا بعد ان ثبت للسعوديه ابتعاد مصر عن محور سوريا ايران وانخراطها في المخطط الذي يستهدف سوريا
فالخطة التي يتحدث عنهاوزير الخارجيه السعودي عادل الجبير ، تتضمن تزويد المعارضة السورية المسلحة، ومن ضمنها فصائل اسلامية متشددة بالصواريخ المضادة للطائرات والدبابات، الامر الذي قد يواجه بمعارضة امريكية شرسة، ورد فعل روسي غاضب جدا، قد يترجم على شكل تزويد الجيش السوري بصواريخ “اس 300″ المضادة للطائرات الامريكية والسعودية والتركية ايضا، وتعيد القصف الجوي “النوعي” لفصائل المعارضة السورية، اي امكانية تدخل روسي اكبر واشمل في عملية الصراع على سوريا
يبدوا من حدة المواقف والتصريحات ان الازمه السوريه تدخل لمنعطفات خطره باتت تهدد امن المنطقه برمتها ، اذا اخذنا بعين الاعتبار التصريحات الاخيره لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وتهديده لاسرائيل في حال اعتدت على قيادت وعناصر حزب الله ان يكون الرد ابعد من مزارع شبعا
إن تهديدات عادل الجبير المرتكزة بالتنسيق والتعاون مع إسرائيل في جنوب سوريا ما يعني أننا بتنا على أبواب الأرض المحروقة في الصراع على سوريا وفق خطة يادلين والتي يبدوا من خلالها انها تتقاطع مع خطة الجبير بي
السعودية التي فشلت في تحقيق أهدافها في اليمن وسوريا وهي تتعرض لضغط داخلي وخطر امني يتهددها ما لم تتدارك أخطائها وتتراجع عن مخططاتها فان إسرائيل اعجز من مساعدتها في حال عم الصراع المنطقة
وان كل المؤشرات تشير إلى أمكانيه نشوب حرب مدمره بعد التغيير الوزاري الإسرائيلي المرتقب وتعيين ليبرمان وزير للأمن الإسرائيلي
يبدوا أن المنطقة وفق التقاطعات الاقليميه والتحالفات التي تتقاطع مع إسرائيل وإستراتجيتها للتخلص من الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت على أبواب التغيير الاستراتيجي وقد تدفع مستجدات الأحداث وتلاقي المصالح للسعودية وإسرائيل إلى التصعيد بعد خيبة الرياض من مؤتمر أصدقاء سوريا في فيينا وعجز السعودية وحلفائها عن تمرير أجندتها على مؤتمر أصدقاء سوريا
وان المعركة القادمة ستكون حاسمه لجهة التغير في موازين القوى والذي ستدفع ثمنه شعوب المنطقة بفعل الإمعان السعودي التركي الإسرائيلي وحلفائهم لتصعيد الصراع العسكري والتي تؤكد مؤشرات الميدان عن خسارة محققه للسعودية وحلفائها وإسرائيل والذي سينعكس على المنطقة برمتها وتحالفاتها
فهل ألخطه بي ستنعكس على السعودية وأمنها ويعرضها لمخاطر أمنيه وتصعد الحرب في الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله وتصعيد على الشمال السوري بحيث تشتد وتيرة الصراع بين تركيا والأكراد
بانتظار نتائج حدة الصراعات وسياسة حافة الهاوية والتي ستشمل كل دول المنطقة بلهيب الحرب الاقليميه الكبرى التي ستحدد خريطة المنطقة برمتها والتي أصبحت تعرف في سيكس بيكو 2

المحامي علي ابوحبله