من قال ان فلسطين كانت ارضا بلا شعب؟ تنساب مياه امطارها وينابيعها وجداولها نحو البحر؟
الفلسطينيون ولدوا قرب البحر،وفي اعالي الجبال لاب ارامي صلب ،ولأم كنعانية حاول سبيها كل الجيوش والغزاة.
جيوش وغزاة تسللوا الى الجغرافيا بعدما اعتقدوا ان بمقدورهم تزوير التاريخ.
شعب فلسطين عصيّ على الكسر، لاشيء يكسره ،يتكسر الغزاة فوق اصابعه مثل طين يابس.
مجموعة "فلسطينيات"بقيادة الثنائي هزار حجازي وزوجها جهاد ابو ريا ، مع فريقهما المثابر يفتحون شبابيك بيوتنا العتيقة ، ويؤنسون الارض ، كي لايموت الامل، يفتحون جرحا لازال اخضر لن يدركه اليباس ولو ظل لسنوات طوال قصيا عن الندى.
يجولون الارض المهددة في مدن وقرى فلسطيننا ،هنا يرممون بيت قديم،وهناك يقفون بصلابة ضد مصادرة حق،وفي مكان آخر يزرعون زيتونه لشاعرنا الراحل"ابوعرب" ويروون اخرى للخالد فينا ابن البروة محمود درويش،او يخلدون ذكرى لاكثرنا صلابة ناجي العلي،ولا ينسون انساننا الجميل غسان كنفاني.
لاتيه سنوات في عمرنا كالآخرين، تنسينا بيوت عكا القديمة وسورها ،ولا وادي النسناس، او الطنطورة، ولا كرمل حيفا،نحن البداية ووردة السور الطويل والمعنى الأعمق لتاريخ الانسانية ،جذورنا ضاربة في عمق الارض،وفروعنا تلامس عنان السماء.
نحب الحياة ولو لم نستطع اليها سبيلا،ونحب ارض بلادنا اكثر مما كنا نتوقع نحن ،واكثر مما كان يتوقعه الغزاة شذاذ الافاق، رغم مامورس بِنا علينا من تطهير عرقي لامثيل له في التاريخ المعاصر ، في غفلة من الزمن،وبفعل انتداب بريطاني اسود،فتح ابواب القتل والقلع "والسلبطة"على مصرعيه للعصابات الصهيونية.
رسالة فلسطينيات: كنا هنا وسنبقى نحرس الحلم ،ونسقي الامل،ونعشق زهر اللوز واريج زهر الليمون، ورائحة اشجار الصنوبر والسرو وجلنار الرمان.ونطرب لغنّة الحجل،وزقزقة العصافير.
نستظل بظل زيتونة،ونزرع تحتها احواض البصل الاخضر.والفرفحينا ،والهندباء،ونشم رائحة قهوة ام درويش وخبزها الطازج الخارج للتو من طابون بيتها.
مجموعة فلسطينيات /هزار وجهاد/والرفيقات والرفاق من خلال نشاطهم الدؤوب والمثابر يرسخون الحقيقة ،باننا شعب سليل سلالة طيبة،تفجرنا مع ينابيع بلادنا ومن صخورها في اعالي الجبال، وحفرنا بالعرق والدم مجرى المياه نحو الساحل والسهول،لزرع النبت الطيب في هذه الارض وعليها.
لن تموت زيتونة على ارضنا آوت ذكريا ،والمسيح وامه "ع" وسنبقى احياء عليها وسندفن برحمها ، وننعم بدفء عظام اجدادنا.
يوسف شرقاوي