الأردن والمعابر المشتركة مع فلسطين ضمن العلاقات الترابطية

بقلم: علي ابوحبله

ما يتم الترويج له من قبل وسائل إعلام إسرائيليه وكتاب ومحللين إسرائيليين يزعم من خلالها تهديد الأردن بإغلاق معبر الكرامة كما هو الحال مع مصر بإغلاق معبر رفح هو ضمن سياسة التشكيك وضرب وشائج العلاقة الاردنيه الفلسطينية التي تعد علاقة ترابطية تكاملية ضمن المصير المشترك الذي يربط الأردن في فلسطين ،

في أسوأ الحالات التي مرت فيها العلاقة الفلسطينية الاردنيه في السبعينات لم يقدم الأردن على خطوة قطع العلاقات التي تربط البلدين ولم تغلق الجسور والمعابر ،

إن الترويج لانفصال الخليل عن رام الله والانضمام إلى عمان هو ضمن سياسة الترويج لسياسة الكنتونات التي تحاول سلطات الاحتلال تجسيدها على ارض الواقع علما أن الضفة الغربية تخضع للاحتلال الإسرائيلي وان الأردن لن يقبل بأي حال لأي إعادة ارتباط بالضفة الغربية دون تحرير للأرض الفلسطينية ونيل الفلسطينيين لحقوقهم كاملة غير منقوصة وان شرط الأردن لإقامة علاقات كونفدراليه مع فلسطين مشروط بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وان إجراء وحدوي بين البلدين مشروط بالشرعية الشعبية للشعبين الأردني والفلسطيني ،

ما يتم الترويج له من قبل الباحث الإسرائيلي الذي يدعي انه الخبير في الشؤون العربية بنحاس عنباري إن العلاقات السياسية بين المملكة الأردنية والسلطة الفلسطينية تتسم بالتدهور، في حين توجد زيادة ملحوظة في العلاقة القائمة بين فلسطينيي الضفة الغربية والأردن.

وأشار عنباري - في مقال له على موقع المعهد الأورشليمي لشؤون الدولة، إلى أن التدهور زاد عقب طرد مسئولين أردنيين من الحرم القدسي العام الماضي، ثم الرفض الفلسطيني للمقترح الأردني الأخير بتركيب كاميرات تصوير في المسجد الأقصى.

وهنا نتوقف في فحوى تقريره بالقول " أن مبادرة السلطة الفلسطينية في منظمة اليونسكو بنفي أي صلة لليهود بالمسجد الأقصى أثارت غضب الأردنيين، بسبب أن السلطة خرقت الاتفاق الموقع معهم بمنح الأردن الحق ألحصري في تمثيل القدس في المنظمات الدولية.

عن أي غضب أردني يتحدث وهل نصب نفسه ليتحدث عن الغضب الأردني للقبول بحق المحتلين اليهود في المسجد الأقصى " فالقاصي والداني يعلم الموقف الأردني من عروبة وإسلامية المسجد الأقصى ، وان الأردن هو صاحب الولاية على الأماكن ألمقدسه في القدس " ففي الاول من ابريل 2013 / قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الاثنين) إن الاتفاقية التي وقعها أمس الأحد مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بشأن وصاية الملك على الأماكن المقدسة بالقدس لن تمس بالسيادة الفلسطينية.

وتابع "عام 1988 عندما أعلن فك الارتباط تحدثنا مع المرحوم الملك الحسين بن طلال عن هذا الأمر وكيفية متابعته، واتفقنا على أن مسؤولية الأوقاف الإسلامية تتبع الأردن، وهي في الأصل كذلك، والأردن سيستمر في تحمل مسؤولياته، وهو مستمر في ذلك إلى الآن". وأضاف الرئيس محمود عباس "نحن والأردن ننسق مواقفنا معا في ما يتعلق بالأوقاف".

ووقع الرئيس الفلسطيني والعاهل الأردني الاتفاقية في عمان دون إعلان مسبق.وتؤكد الاتفاقية على الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس منذ عام 1924، والتي انعقدت بموجبها الوصاية على الأماكن المقدسة للملك الراحل الشريف الحسين بن علي.ونصت خصوصا على أن العاهل الأردني هو "صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس". وكان ملك الأردن حسين بن طلال أعلن عام 1988 فك الارتباط مع الضفة الغربية، لكنه أبقى الوصاية على الأماكن المقدسة بالقدس.وظل الأردن يواصل الاحتفاظ بما يسميه ولاية هاشمية على الأماكن الإسلامية المقدسة وبـ640 موظفا بأوقاف القدس مازالوا في عداد موظفي وزارة الأوقاف الأردنية.

هذا الاتفاق يفند عدم صحة ادعاء بنحاس عنبري في مقالته عن الغضب الأردني لان الأردن لا يعترف بأي حق لليهود في المسجد الأقصى ، وان المجتمع الدولي لا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.

وفيما نقل عن بنحاس عنباري عن أوساط فلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أن وفدا سياسيا فلسطينيا شعبيا ينوي الذهاب إلى الأردن لتجديد التواصل بين المملكة والضفة، عقب خروج وفد اقتصادي فلسطيني إلى عمان ولقائه بنظرائهم الأردنيين من أصل فلسطيني لتقوية العلاقات الاقتصادية بين الخليل والأردن.

وفق ذلك فان بنحاس عنبري يحلل وفق استراتجيه تخدم اهداف الاحتلال الاسرائيلي وتكريس لسيساة الاحتلال ضمن سياسة فرق تسد وضمن اهداف اسرائيليه تجسد الكنتونات على ارض الواقع سيما وان الخليل شهدت اول مستوطنة اسرائيليه سميت كريات اربع وان اسرائيل تحكم قبضتها على الخليل ، وان الخليل جزء من الجغرافيا الفلسطينيه فكيف لاهل الخليل ان يقرروا مصيرهم بالاردن واسرائيل تحكم قبضتها وهيمنتها وسيطرتها على الخليل وهل بمقدور اهل الخليل الانفصال عن واقعهم وجغرافيتهم الفلسطينيه وهل لسلطات الاحتلال ان تخلي مستوطناتها من الخليل وهذا ما يؤكد ان ما يقوله بنحاس عنبري سوى تضليل وبيع اوهام من خيالاته لا تستند لدليل واقعي ملموس والهدف هو التضليل والتعمد في شق وحدة الفلسطينيين وزيادة خلافاتهم والعمل لمزيد من الانقسام في الجغرافيه الفلسطينيه ،

وفيما طرحه بمقال اخر مستندا للخطاب الذي القاه جلالة الملك عبد الله الثاني في ذكرى الاستقلال الواحد والسبعين للمملكه الاردنيه الهاشميه مشيرا في ذلك الى مقتطفات من الخطاب بخصوص القضيه الفلسطينيه

"، مشيرا إلى أن حديثه عن القضية الفلسطينية ينبغي أن يثير انتباه الإسرائيليين، فقد أشار إلى أن فلسطين جزء عربي من الثورة العربية الهاشمية الكبرى، وإلى مركزية المسجد الأقصى بالنسبة للأردن باعتباره المسئول الأول عنه، وفقا لما نقله موقع "الجزيرة نت".

وأضاف أن الخطاب الملكي الأردني غض الطرف عن الحديث عن المسألة الفلسطينية كدولة، أو ذكر كلمة القومية الفلسطينية، وركز على أن فلسطين جزء من العرب، وليس لها خصوصية فلسطينية، وهو خطاب يأتي بعد تدهور في علاقة الأردن بالسلطة الفلسطينية، أدت إلى شبه قطيعة بين الملك عبد الله والرئيس محمود عباس.

وهنا لا بد لتذكير بنحاس عنبري وغيره من الاسرائيليين ان فلسطين هي بالفعل جزء لا يتجزأ من الوطن العربي وهي جزء لا يتجزأ من بلاد الشام وان القضيه الفلسطينيه تبقى هي مركزية الصراع في المنطقه واولويته وان هذا ما قصده جلالة الملك عبد الله في خطابه وعلى الاسرائليين ان يدركوا انه لا يوجد أي انتقاص من الحقوق الوطنيه والتاريخيه للشعب الفلسطيني بحقه في فلسطين والتي هي تبقى مسؤولية العرب الاولى وان هذا الخطاب في دلالته ومعانيه تاكيد لعروبة فلسطين ،

يخطئ بنحاس عنبري في تحليلاته وتشخيصه للعلاقه الاردنيه الفلسطينيه وهي بحكم التاريخ والجغرافيه علاقه تاريخيه ولا يمكن لايا كان فصم عرى العلاقه الوثيقه التي تربط الاردن بفلسطين وان تقديرات عنبري بامكانية " ان تلجأ عمان إلى إغلاق جسر الأردن مع الضفة الغربية على غرار إغلاق مصر لمعبر رفح، وهو ما هددت به عمان إثر طرد ممثليها من المسجد الأقصى العام الماضي، وهو تهديد ما زال قائما على الطاولة.

هو محض اوهام وخيال في ذهن عنبري وغيره من الاسرائيليين الذي يهدفون بكل الطرق والوسائل لاحداث قطيعه بين الاردن وفلسطين وان هذا لن يحدث لانه لم يحدث على مر التاريخ وستبقى العلاقه الاردنيه الفلسطينيه علاقه تكامليه تاريخيه لان فلسطين تعد عمق جغرافي وتاريخي للامن القومي الاردني كما الاردن الذي يشكل صمام امان للامن القومي الفلسطيني ،

بقلم/ علي أبو حبله