تعقيبا على تقرير امجد ياغي عن التحرش

بقلم: سهيله عمر

كنت اتمنى ان ارى كاتبه فلسطينية تعلق على مقال امجد ياغي الذي اثار المواقع الاجتماعية، الا انني فوجئت بعدم جراه أي كاتبه بالتعقيب على المقال. وانا هنا احب ان اسجل ملاحظاتي على الموضوع ككل:

1. اولا برايي ان الموضوع ككل كان من المفترض ان يطرح من فتاه وليس رجلا باعتبار ان الضحايا كانوا فتيات وستستطيع أي كاتبه ان توصل الفكرة جيدا.

2. اعتقد ان التقرير استخدم الفاظ صارخه ومواقف لا يعقل ان تصدر من مسئولين كبار، فلا اتصور ان يقول محامي لفتاه انه سيكون راتبك اعلى لو بسطتيني في مقابله رسميه للعمل. كما انني لا افهم لماذا يتم تفادي ذكر اسماء الفتيات بينما يتم التلميح عن هويه الرجال. واي دعوى ممكن تفيد للنائب العام اذا كان اصحاب الشكوى مجهولون.

3. دائما المرأه هي من تضع حد للرجل في محاولات التحرش ويلعب مظهر الفتاه دور كبير. سؤال لفتيات فلسطين في الضفه وغزه، ما هو السبب لوضع الكحل والمكياج بالصورة الصارخة التي نراها، هذا غير الملابس الضيقة التي ترتديها بعض الفتيات، بل حتى الكثير من المنقبات تستخدمن الكحل بشكل جدا مثير.

4. خلال اقامتي في عدد من الدول الأجنبية التي تتمتع بالحرية في اقامة علاقات غير شرعيه، الا انه لم يكن يجرأ أي رجل ان يقول لي كلمه خارج النص وذلك لان لدي الدول الأجنبية قناعه ان المراه المسلمة المحجبة كالراهبة لا تسمح لاحد الاقتراب منها. لذا استطيع ان اقول ان اقل بلاد رأيت فيها التحرش هي الدول الأجنبية سواء في اوروبا او افريقيا او اسيا. هناك لا تحكمهم عادات او تقاليد والعلاقات اللا شرعيه مسموح بها ولا حاجة لهم بالتحرش.


5. اما ملاحظتي بالنسبة لدول الخليج، فانه بسبب الثراء الفاحش ببعض الطبقات تكثر بها العلاقات السرية بين الرجال والنساء، ويتم في احسن الظروف تحليل هذه العلاقات تحت مسمى الزواج العرفي في اوساط السنه او زواج المتعة في اوساط الشيعة كما تكثر بها الخيانة الزوجية. الا انه لا يتم تسليط الضوء عليها في الاعلام. ويكون ذلك بموافقه المراه، أي بدون أي تحرش فظ من الرجل.

6. اما في الاردن فحدث ولا حرج، فلا يمكن لفتاه ان تمر بشارع الا وتلاحقها عشرات المعاكسات. وفي مصر نفس السيناريو، محجبات بمكياج صارخ وملابس ضيقة، لكن تقل ظاهرة المعاكسات شيئا ما عن الاردن.

7. عندما نأتي الى فلسطين سواء غزه او الضفة، حيث لا يسمح بالزواج العرفي او المتعة في عاداتنا وتقاليدنا كما من الصعب ان تقام علاقات سريه في غزه بسبب صغر المساحة ومراقبه الاهل وحكم حماس الاسلامي، يفجر بعض الرجال عن رغباته بأساليب اخرى، اما بالأنترنت، او بالتحرش بالنساء خلال العمل او الجامعة عن طريق الكلام ليستشف مدى قبول المراه له. وللأسف ان الرجل الفلسطيني فظ، أي انه يستمر في حديثه حتى لو وبخته المراه بشكل صارخ، لا نه واثق ان المراه في غزه خجولة ولن تجرأ ان تفتن عليه، كما ان الفتاه لو فتنت عليه سينعكس ذلك بعلاقتها معه في العمل وتضع عليها الإدارة علامات استفهام وتنقلب الامور ضدها. ويستشري ذلك في كل مكان سواء العمل او الجامعات او الحياه العامة. بل هناك رجال يحاولون ان يسجلوا رد فعل المراه لتهديدها به. للأسف هناك رجال تفكيرهم جدا شاذ عن المراه وهوايتهم صيد النساء، بل حتى رد السلام يؤولونه على انه ميل لهم. لكن استطيع ان اقول ان نسبة هؤلاء الرجال جدا قليله لان الغالب في معظم الرجال الفلسطينيين الالتزام امام المراه. بل لو ذهبت امراه تبحث عن عامل يصلح لها شيء بالبيت يرفض ويطالب ان يتفق مع رجل. برأيي الغالب في الوسط الفلسطيني هو الاحتشام في العلاقة بين الرجال والنساء .

8. ظروف وسط العمل تتسبب كثيرا في استشراء مظاهر التحرش، فماذا يتوقع من رجل يجلس مع زميلته بالعمل في نفس المكتب لا كثر من 8 ساعات وجها لوجه ؟؟ لذا ارى انه يجب ان تفصل النساء عن الرجال في اوساط العمل في مكاتب مختلفة .

9. ملاحظتي الخاصه ان معظم المنتمين لحماس خاصه شيوخهم ينزلون اعينهم للأرض عند تعاملهم مع الفتاه، واتمنى من كافة الرجال انتهاج نفس هذا النهج.

10. من الغرابة بالنسبة لي ان ارى قادة حماس صمتوا على كاركتير بهاء ياسين المهين للمرأه في الضفة واعترضوا على تقرير امجد ياغي وهو تقرير صحفي مهني اخذ تصريح بالنشر من النقابات المهنيه.

11. باعتقادي ان قبول الجنس الاخر يلعب دور في كافة مقابلات العمل للنساء في العالم. فما الهدف من المقابلة في العمل ولماذا يرفض تعيين شخص مع وجود سيره ذاتيه قويه وشهادات علميه وخبرات ، اليس لا سباب تتعلق بالقبول بالمرأة من ناحية المظهر الشخصي. معظم جهات العمل تفضل الرجل للعمل لا نه بنظرها انشط من المراه وسهل التعامل معه وايكال أي نوع من العمل الخارجي اليه، اما فرص المراه بالنسبة لهم تقف عند مظهرها الخارجي.

12. الرغبة في الفتيات الصغار بمواصفات معينه ليس من الضروري ان يكون بصورة تحرش مباشر، فقد تكون بشكل لا مباشر ورسمي وبدون أي معارضه من السلطات العليا. على سبيل المثال، ماذا يسمى اشتراط شركة الكهرباء للتوزيع والبلديات ومعظم المؤسسات الحكومية ان يكون سن المتقدم للعمل اقل من 30 عام وكأنهم يبحثون على عرسان وعرائس ؟؟ وما معنى ان تشترط شركة جوال عمر المتقدم للعمل اقل من 23 سنه ؟؟ وما معنى ان تقصي الجامعة الإسلامية النساء من التدريس وتترك تدريس الفتيات للرجال كما حدث معي، ترى هل اهذا توجه شرعي ؟؟ وما معنى ان تقصي الجامعات والمؤسسات اخرى كسلطة الطاقة وشركات الكهرباء في غزه امراه من العمل بها مع ان مؤهلاتها عاليه فقط لانها مش داخله مزاج القائمين في الاداره ، كما حدث معي ؟ ترى ما هي شروطهم لادخل مزاجهم ؟؟ وما سبب ان نجد الرجل في غزه تجاوز عمره ال 60 ويبحث عن عروسه اقل من 30 سنه ؟؟
سهيله عمر
[email protected]