خرابيش (18) هي غزة

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

هي غزة بكل مكوناتها بشوارعها العتيقة وازقتها .هي غزة بالماضي السحيق الذي طوته  .وطوت من مروا هنا كما يطوى كتاب تاريخ بين جنبات مكتبتة عتيقة ينظر له في المواسم ويقول الجميع من هنا عبروا وهناك كانوا وهنا كان لهم أثر قد اندثر مع عوامل التعرية .هي غزة لوح صفيح لا تستقر عليه أقدام غزات او طغاة فلم تنسجم مع الخنوع والانبطاح ..هي غزة التي كان اهلها على الدوام عنوان في رأس الصفحة الأولى دون منازع .كان حضورهم وهم في البيوت بملء الشوارع; .زئير.. أسد اذا ما صرخوا يوقظ المضاجع .هي غزة على الدوام للرجال مصانع ،ما بها اليوم تستكين من كلب طامع ،هبي وطهري نفسك من عار بات لاشلاء اطفال قامع ،فلم يعرف رجالك يوما الخضوع والخنوع ولم يكونوا مرتع لطامع ،هزي جنباتك ودعي الماء يفور من تنور الظلمات القابع واغسلي. هذا ألعار فلم تعتادي عليه منذ كنتي ولكن غزاك حينما كان جائع يرتدي الثوب الأبيض ويرفع الشعار رغيفا لكل جائع ،كان يغني سمفونية العشق لوطن ضائع ،فصدق البعض منا على امل ان يكون لنا رافع ،قاصبحنا فتات على موائد لئيم جائع.
في كل يوم يلتقي الجمعان وشعارهم إعادة الكينونة لوطن ليس لظلمهم شافع ولكن دون جدو فالكل يدعي بأنه لحاجيات اليتيم جامع ،لا ينام ليله إلا واليتيم في الدفىء. قابع ،ويخرج الصدق عن صمته ويقول للجميع كلكم مخادع ،فهل يعقل أن يطعم جوعان جائع ،
التوجيهي نهاية لمرحلة بها الكثير ولها الكثير ،وبداية لمرحلة بحاجة إلى الكثير ،لكنها حقيقة مرحلة حرب ونفير تشتد ألاعصاب وكأن أبواب الغد المشرق الكل ينتظره كما الإشارة الضوئية لحظات حتى يزول زمان الانحطاط وألتيه وكأنه لا يوجد على قائمة الانتظار مئات آلاف وكأن أبواب الجنة ستفتح على مصراعيها أمام آلاف الشباب الذين أمضوا أعمارهم ما بين جنبات الكتب والدفاتر ،على أمل أن يكونوا بناة الغد لوطن انهكه; المحتل بظلمه وبجهله أعاده إلى عشرات السنوات إلى الخلف دون ورع وهو يرفع شعارات زائفة وقد غير كل المفاهيم البشرية والوطنية وأراد أن يعيد الزمان إلى عصر الظلمات ذاك الزمان الذي كأن فيه رجال الدين ينصبون أنفسهم مكان الله في الأرض فيرفعون ويخفضون البشر كما يطيب لهم ،ويدخلون ويخرجون الناس من; جنان النعيم التي يمتلكون مفأتيحها ،فهل تلك العقول قادرة على إدارة شأن البلاد والعباد ،؟؟؟
سويسرا يا للعجب ضاقت بنا البلاد فلم يعد فيها متسع بقاعة تجمع الاحبة والأخوة من أجل إزالة غمة عمت العقول والقلوب تاه بين دهاليزها شعب ضحى بالكثير ولم يقصر يوم عن موعد النفير فسجل الكثير من قصص البطولة والتضحية في الموسوعة الإنسانية دون منازع ،حتى بات نبراس للحرية يشار له بالبنان وله حجم كبير في البيان .
والسؤال اليوم هل من موقف لجند قائد في طريقه إلى تحرير البلاد؟
هل من موقف لمن يعمل على إضاءة شمعة لشعب لكي يتخلص من الظلمة التي يحياها؟
هل من موقف لمجموعة المشاريع المنوي القيام بها من أجل القضاء على سرطان البطالة الذي بات ينهش في جسد شباب الوطن؟
هل من موقف لغول العنوسة الذي يهدد أبناء وبنات شعبنا؟
هل على هذا مختلف المختلفين ولهذا ذهبوا إلى هناك؟

نبيل البطراروي