على الشعب الفلسطيني ألاّ يبتهج لكثرة المبادرات الدولية ، لأن هذه المبادرات وقياساً على ما سبقها من مبادرات ، لا تعدو كونها مليء لفراغ انشغال الإدارة الأمريكية في ملفات تعتبرها أولوية تتقدم التسوية والمفاوضات الفلسطينية - " الإسرائيلية " ، وواحدة من أهمها في هذه المرحلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، وفي المرتبة الثانية الملف السوري .
والمبادرة الفرنسية تأتي في هذا السياق . ولكن اللافت المبادرة السويسرية الداعية إلى عقد لقاء دولي من أجل المصالحة الفلسطينية ، هي في توقيتها ودوافعها . في التوقيت تأتي المبادرة على وقع تطورات متصلة بالملف الفلسطيني ، حيث المبادرة الفرنسية ، والحديث عن مبادرة للرئيس السيسي ، وما أنجزه " نتنياهو " من إعطاء ائتلافه دفعة جديدة بضمه " ليبرمان " إلى هذا الائتلاف بدل " هرتسوغ " ، ومضافاً لذلك ما أبداه رئيس السلطة في اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية عن استعداده لضم حماس إلى حكومة فلسطينية شريطة أن تلتزم بالبرنامج السياسي للحكومة ، والقائم على خيار المفاوضات . أما في الدوافع ، فلطالما سعت سويسرا من أجل إقناع الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية ، بأن الانفتاح على حماس ، والعمل على احتوائها وإقناعها بالانضمام إلى العملية السياسية أفضل وأقل كلفة من محاربتها ، واستمرار الحصار قد يؤدي إلى انهيار الحركة وتشظيها إلى مجموعات تشكل خطراً على الأمن الدولي . وكان قد سبقه إلى ذلك طوني بلير الذي التقى السيد خالد مشعل أكثر من مرة في إطار مساعي سياسية تفضي إلى تهدئة مستدامة مقابل سلة من التقديمات تتعلق بالميناء والإعمار ومن ثم رفع الحصار التدريجي وفتح معبر رفح ، وهذا ما مهد له روبرت سيري من خلال خطته لإعمار غزة بعد العدوان " الإسرائيلي " عام 2014 .
هل الدافع من وراء القمة المصالحة الفلسطينية هي احتواء حماس وحمايتها من التشظي إلى مجموعات إرهابية ؟ ، أم أن وراء الأكمة ما ورائها من استدراج سياسي ، في ظل هذا الحشد الدولي لكل من اللجنة الرباعية الدولية والمفوضية العليا للاتحاد الأوروبي والنرويج والصين وروسيا ومصر والسعودية ، في ظل عدم معارضة أمريكا على انعقاده .
بقلم/ رامز مصطفى