ان يراجع الانسان نفسه بما يحتوي ويختزن من افكار وعادات ....سلوكيات مسالة انسانية دينية تفرض علي كل منا احداث المراجعة ...والتراجع عن كل ما هو خاطئ وسلبي...وعن كل ما هو ظلم وانقاص من حقوق الاخرين.
مراجعة النفس في ظل لحظات الصدق من اعلي مراتب الانسانية والصدق مع الذات باعتبارها مسالة هامة وضرورية ....فلا يعقل ان يستمر الانسان بالسير بحياته من المهد الي اللحد دون ادني مراجعة تذكر....ودون ان يحاسب نفسه بما فعل او اقترفت اياديه من ظلم بين..... وما مارس من سلوكيات معيبة ....وما ارتكب من اخطاء غير مقبولة .
مراجعة النفس مسالة غاية بالاهمية والضرورة الانسانية الدينية والوطنية ....حتي نصوب مسارنا ونهذب سلوكياتنا وننهي حالة الاعوجاج في تصرفاتنا ....كما نزيل الاحقاد من قلوبنا ....وحتي نتمكن من شطب كل ما يسيء لنا من افعال واعمال .....شطب كل مفردات وعبارات الفرقة والانقسام ....شطب كل مفردات وعبارات الالتفاف حول الحقيقة ومحاولة الدفاع عن الباطل ...ومحاولة اقناع النفس وما حولها ان الباطل حق ....وان الحق باطل .
شهر رمضان المبارك ...وانت تتقرب الي الخالق بالصيام والصلاة .....الزكاة وقراءة القرءان ...الدعاء والاستغفار ....يحتاج ايضا الي مراجعة النفس الانسانية واحداث نقلة نوعية بمحاولة تصويبها ....وتعديل ما بها ...وشطب ما يختزنها من سلبيات .
شهر رمضان ليس شهرا عاديا ....كما انه ليس شهرا ميكانيكيا ..اوتوماتيكيا ...ماديا يكون الحديث فيه عن الماكل والمشرب ....ويقل الحديث فيه عن تغيير النفس وما فيها.... والقلوب وما سكنها .....فالمراجعات ...وتقييم النفوس وتهذيبها ....والامتثال لقدوتنا وصحابته بما تصرفوا به وبما مارسوه من سلوكيات الحكم ومتابعة امور الناس في غاية الاهمية والضرورة.
المراجعة في شهر رمضان المبارك ليست مختصرة علي الفرد بل الاسرة والعائلة والمجتمع باسره ....بل المراجعة واجبة علي الفصائل والاحزاب والحركات... والقيادات الفاعلة وغير الفاعلة ....القيادات القادرة ...والعاجزة عن القيام بدورها ...كما الفصائل القوية والضعيفة ..الغالبة والمغلوب علي امرها .
راجعوا....وتراجعوا في شهر رمضان ..حتي يغفر الله لكم ما فعلتم ...وما اقترفتم ....وما اخطاتم ....وما ارتكبتم ....وما تجاوزتم ....وما تخاذلتم ....وما كذبتم ....وما نهبتم وسرقتم ....وما اضعتم من حقوق الخلق تحت شعارات الوهم والخداع .
شهر رمضان المبارك ....شهر الصراحة والمصارحة مع النفس ....ولا يجب ان يمر هذا الشهر دون احداث المراجعات ...ودون ان نصوب الاخطاء والسلوكيات والمواقف ...وحتي يتمكن كل منا ان يحدث المراجعة التي تقوي ما بداخله من حق ....وتزيل ما بداخله من باطل ....وحتي تجعل من المراجع والمقيم والمصوب لنفسه وافعاله ....فرصة ذهبية لاعادة ثقة الناظرين ....والمراقبين والمحللين .
نتمني في شهر رمضان المبارك صحوة حقيقية... واصوات عالية تدين الارهاب الاسود اينما حل وفعل بجرائمه ومجازره ....وان يخرج علماؤنا الاجلاء عن صمتهم ....ومواقفهم الخجولة ....وحتي عن مفرداتهم وعباراتهم التي تحمل معاني وتمسك بالعصا من الوسط .
ما يجري من ارهاب اسود ...علي ايدي قتلة ماجورين ...يكفرون ويحاولون ان يصوروا انفسهم وكانهم المصلحين ....والدعاة الصادقين .
نفاق فاضح وواضح ..ومحاولة يائسة لزرع بذور الشك بداخلنا ...وادخالنا بمسارات الضياع ....وارجاعنا الي الماضي ....وتغيبنا عن الحاضر ...حتي يضيع علينا المستقبل .
شهر رمضان المبارك شهر المراجعات والتراجع عن كل خطا وخطيئة ....وعن كل ما هو ضد الانسانية ....شهر الصدق مع الذات ....ومصارحة النفس كما مصارحة من حولها ...وان لا نبقي علي حالة التستر حول المواقف الضبابية ....داخل المناطق الرمادية ....بمواقف غير واضحة يسودها الالتباس .
المواقف يجب ان تكون واضحة ومباشرة ...صادقة بكلماتها وافعالها ....وامينة بتوجهاتها واهدافها ...حيث لم يعد بالامكان استمرار الخداع وفق الاكاذيب ..... ومحاولة اظهارها بانها الحقيقة وهي خارج اطار الحقيقة والحقائق ...لتدخل بحيز الخرافات والغيبيات
شهر رمضان المبارك ...فرصة للمراجعة ...والمصارحة ...لكل من اخطا ولا زال ...لاعادة حساباته ....وترتيب اوضاعه وتحسين صورته ...وحتي لا يبقي أحد في دائرة الاتهام والانحراف ....والادانة .
بقلم/ وفيق زنداح
