شن عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية أو المتحدثين باسمها , ومنظمات وجمعيات وجهات فلسطينية , ورواد ( الفيسبوك ) حملة شرسة ضد الدكتور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية , الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني , لمشاركته في مؤتمر "هرتسيليا للتخصصات المتعددة " , في دورته السادسة عشر , والذي تحضره عشرات الشخصيات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية من اسرائيل , بالإضافة إلى مدعوين كبار من أوروبا والولايات المتحدة , وتوجه الدعوة أيضا للسلطة الوطنية الفلسطينية , ومنظمة التحرير الفلسطينية لإلقاء كلمة في المؤتمر .
هذا العام شارك الدكتور أحمد مجدلاني إلى جانب نائب رئيس " لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي " , الياس الزنانيري , بعد أن أصدر وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد المتطرف أفيغدور ليبرمان , أمرا بسحب تصريح دخول الأراضي الاسرائيلية من رئيس اللجنة محمد المدني( أبو يافع ), قبل ساعات من انعقاد مؤتمر هرتسيليا , بعد أن وجه له اتهامات بمحاولات شق المجتمع الاسرائيلي , وتهديد الأمن القومي الاسرائيلي , من خلال اتصالاته بأحزاب المعارضة , وشخصيات اسرائيلية , تعمل ضد توجهات الحكومة اليمينية في اسرائيل .
وبالعودة إلى مشاركة الدكتور مجدلاني , فيمكن القول , إنه لم يشارك في هذا المؤتمر باسمه الشخصي , أو باسم الفصيل الذي يمثله - وإن كان رحب بدعوته للمشاركة وقال في بداية كلمته , أنه لم يتردد مطلقا في المشاركة - بل شارك بناء على تكليف من رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية , رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية , وكانت كلمته في المؤتمر باسم منظمة التحرير , وهو ليس أول مسؤول في منظمة التحرير يشارك في مؤتمر هرتسيليا , فقد سبق مشاركات للدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حاليا , ولكن بصفته السابقة ككبير المفاوضين الفلسطينيين , ومن قبله شارك أمين سر اللجنة التنفيذية السابق ياسر عبد ربه , بالإضافة إلى المشاركة الدائمة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح , رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيل محمد المدني , الذي منع هذه المرة من المشاركة , بأوامر من ليبرمان , كما أوضحنا سالفا .
كلمة الدكتور مجدلاني في مشاركته في المؤتمر , لم تكن تطبيعا , كما حاول البعض وصفها , بل كانت كلمة وضعت الحضور , في صورة اسرائيل العنصرية الفاشية , والتي تمثل آخر استعمار استيطاني في العالم , مطالبا بتحقيق السلام العادل , الذي يحقق للشعب الفلسطيني , اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف , وإزالة الاحتلال والاستيطان , وفقا لقرارات الشرعية الدولية , مذكرا بالقرار 194 , الذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين , منتقدا ضم ليبرمان لحكومة نتنياهو التي وصفها بأكثر الحكومات الاسرائيلية تطرفا , والتي ترفض كل مبادرات السلام , بما فيها اتفاق أوسلو , والمبادرة العربية للسلام , التي اعتمدتها القمة العربية , والقمة الاسلامية , وأصبحت جزءا من أي مشروع للسلام , بما في ذلك اعتمادها في قرار الأمم المتحدة , الذي اعترف بالدولة الفلسطينية , في حدود الرابع من حزيران 1967 . فعن أي تطبيع يمكن الحديث في كلمة الدكتور مجدلاني.
وأخير لا أقول " ليس دفاعا عن مجدلاني والمدني " , بل دفاعا عنهما , فهما يقومان بمهمة وطنية , من خلال الاشتباك السياسي داخل المجتمع الاسرائيلي , وهما مناضلان كبيران منذ اندلاع الثورة الفلسطينية عام 1965 , ولا يمكن لأحد المزاودة عليهما , أو اتهامهما بالخيانة أو التطبيع , مثلما حاول البعض سابقا تشويه صورة محمد المدني , عندما قام بالمشاركة في مناسبة اجتماعية للمواساة في موت ضابط درزي كان يرأس الادارة المدنية في الضفة الغربية المحتلة , والحملة التي تعرض فيها للتشوية من قبل البعض .
هذه كلمة " حق " في اعتقادي , وانا أعلم أنها لن تعجب البعض أو الكثير , ولكن لا بد من وضع النقاط على الحروف , بشأن الرجلين , لأنهما عندما يقومان بأي مهمة , فهما يمثلان اعتباريا القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير, ويؤكدان أنهما يقومان بمهام وطنية خدمة للقضية الفلسطينية.
د عبد القادر فارس