الصراع على سوريا بات مفتوحا على كل الاحتمالات

بقلم: علي ابوحبله

تعدى الصراع الذي تشهده سوريا من دعم للمجموعات الارهابيه الى مشاركة علنيه عسكريه على الارض ضمن عملية الصراع واعادة اقتسام مناطق النفوذ حسي موقع سوريا الجيوسياسي يجعلها محط هذا الاهتمام الدولي ،
لم يعد ليقتصر الصراع على سوريا دول اقليميه بل اخذ يتخذ ابعاد دوليه ضمن عملية مصالح تهم حلف الاطلسي كما يهم روسيا
ادانت دمشق يوم الاربعاء الماضي تواجد مجموعات من القوات الخاصة الفرنسية والألمانية في منطقتي عين العرب ومنبج شمالي سوريا، واعتبرت ذلك "عدوانا غير مبرر" على سيادة سوريا.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله إن "الجمهورية العربية السورية تدين بشدة هذا التدخل السافر الذي يشكل انتهاكا صارخا لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وعدوانا صريحا وغير مبرر على سيادة واستقلال سوريا".
وأضاف المصدر أن "الإدعاء بأن هذا الانتهاك يأتي ضمن محاربة الإرهاب لا يستطيع أن يخدع أحدا، لأن مكافحة الإرهاب بشكل فعال ومشروع تقتضي التعاون مع الحكومة السورية الشرعية والتي يقاتل جيشها وشعبها الإرهاب على كل شبر من الأرض السورية وقدم الكثير من التضحيات لتطهير سوريا من رجس الإرهاب الذي بدا واضحا اليوم بأنه يشكل تهديدا جديا للسلم والأمن والاستقرار الدولي برمته ،
وجود قوات امريكيه فرنسيه المانيه ضمن مهمة استشاريين للمجموعات المدعومة من قبل دول حلف الأطلسي بات يفسر حقيقة وجوهر التدخل التركي والسعودي والقطري كأدوات تنفيذ للمشروع الصهيوني الأمريكي وباتت أهداف المشروع هو في دعم قوات سوريه الديموقراطيه بهدف إنشاء إقليم كردي يعيد تقسيم خريطة المنطقة ،
والمتتبع لمسلسل الأحداث في سوريا ضمن تطور عملية الصراع بين القوى الاقليميه والدولية بعد أن دخلت روسيا إلى سوريا بطلب الحكومة السورية ، نجد أن الغرب بدأ بدس انفه بالازمه السورية خشية على مصالحه الاقليميه والدولية بعد أن تأكد للغرب انقلاب موازين القوى على الأرض لصالح ألدوله السورية ، والجدير بالذكر انه عندما بدأت القوات الديمقراطية السورية عمليتها العسكرية غرب نهر الفرات بدأ التدخل الغربي في الشمال السوري يأخذ شكله العلني، وان كان يقتصر على إعلانه في تقديم المشورة للقوات الكردية إلا أن عبور قوات سوريا الديمقراطية لنهر الفرات والتوجه نحو مدينة منبج سبقه عملية عسكرية لقوات خاصة أمريكية تسللت إلى منطقة جب منبج التي تعتبر أهم منطقة مدنية لتجمع عائلات "داعش" تم التكتم على العملية إلى أن صرح مصدر كردي عن دخول القوات الخاصة الأمريكية إلى محيط منبج وتنفيذهم لعملية دقيقة وعودتهم إلى القاعدة ،لكن الخبر الذي نقله مصدر كردي خاص هو من كشف أسرار العملية الأمريكية وأبعادها حيث نقلت أربع مروحيات عسكرية أمريكية أسرى من "داعش" أحضروهم من منبج عبر مهبط مروحيات شمال عين عيسى إلى جهة مجهولة وهم يحملون جنسيات غربية وبينهم نساء، فيما أكد المصدر انه تم نقلها إلى قاعدة أمريكية في تركيا ومن ثم تم اقتيادهم إلى جهة أخرى ،بعد تلك العملية مباشرة بدأت قوات سوريا الديمقراطية بالتقدم إلى محيط منبج وبدأت عملية تطويق منبج بالكامل، وهنا طلب الفرنسيون من الأكراد على عجل إقامة مهبط للمروحيات في جبل مشتى في محيط مدينة كوباني حيث هبطت مروحيات فرنسية لأول مرة منذ ثلاثة أيام لتتبعها مروحيات بريطانية هبطت في ذات المهبط الفرنسي ولتصل بعدها منذ يومين مروحيات أخرى تحمل على متنها عناصر الاستخبارات الألمانية، كل هذا حدث بعد تطويق المدينة ،وكانت العملية قد توقفت لأسباب إنسانية وصفتها أمريكا بالخوف على حياة المدنيين الموجودين في منبج ولهذا تم تسريب خبر ارتكاب "داعش" لمجازر في قرى منبج، علما أن لا دليل واحد يثبت على وجود هذه المجازر لكن انتشار خبر المجازر رافقه توقف العملية، فيما تستعد القوات الفرنسية والبريطانية والألمانية كما يبدو لذات السيناريو نقل المسلحين الذي يحملون جنسيات تلك البلدان إلى مكان مجهول ،وهنا تشير الوقائع إلى أن الجانب الأمريكي وبموجب تفاهمات مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا استدعى تدخلهم اللوجستي ولاستخباراتي على الأرض في محاولة لإخراج عملية منبج بطريقة تبدو على أنها مشاركة فعلية من التحالف الغربي في تحرير مناطق من الإرهاب، ويبدو باطنها أن تلك الدول لاتريد لأحد أن يستثمر في ملف المسلحين الأجانب المتواجدين في منبج ، ويبدو أيضا أن التكتم الشديد على تلك العمليات يخفي اذرعا شيطانية حول دعم هؤلاء المسلحين الذين يسحبون بهدوء إلى مكان أقّله أقبية الاستخبارات الأوروبية والأمريكية بينما ردت دمشق على هذا التكتم برد دبلوماسي هادئ يفضح اللعبة بشكل غير مباشر، حيث أدانت الوجود الفرنسي والألماني في عين عرب ومنبج، مشككة بأن الادعاء بتواجد مجموعات من القوات الخاصة الفرنسية والألمانية بأنه يأتي ضمن محاربة الإرهاب لا يستطيع أن يخدع أحداً.
وجود قوات من حلف الأطلسي على الأراضي السورية اعتبرته دمشق خرق فاضح لقوانين ومواثيق الأمم المتحدة وتدخل في شؤون سوريه الداخلية وان الشعب السوري والحكومة السورية متمسكون بالسيادة الوطنية واستقلال سوريا ووحدة أراضيها .
وهنا بالدليل القاطع أن حقيقة وجوهر ما يجري في سوريا هو ابعد عن مصالح السوريين والتباكي عليها وان تدخل إسرائيل وإمداد المسلحين بالذخائر والاسلحه وإدخال مواد تموينية في جنوب سوريه وتحيدا في القنيطرة السورية المحررة ضمن حلقه متكاملة للدول التي تستهدف سوريا وتتآمر على ووحدة وامن واستقرار سوريا .
الصراع على سوريا هو ضمن سيناريوا الحرب الشامله التي قد تعصف في المنطقه وقد تتعدى الجغرافيه السوريه ، وهذا على نقيض كافة التحليلات الغربية التي تؤكد الطابع المحدود والتكتيكي للتدخل العسكري الروسي في سوريا وكذلك التدخل لحلف الاطلسي والذي تصفه بالمحدود ،
تكثيف الانتشار المضاد لحلف الأطلسي : أعقب التدخل العسكري الروسي وأدى إلى تكثيف الدول الغربية لانتشارها العسكري في محيط سوريا، حيث أعلنت الولايات المتحدة في مطلع نوفمبر 2015 عزمها نشر طائرات F-15 للمشاركة في الحرب على "داعش" في سوريا، بالإضافة لمشاركة مستشارين عسكريين أمريكيين في تدريب فصائل المعارضة السورية المعتدلة. كما قامت فرنسا في مطلع نوفمبر 2015 بإرسال حاملة الطائرات "شارل ديجول" للخليج العربي للمشاركة في الحرب على "داعش" في العراق وسوريا. كما كثفت تركيا من انتشار قواتها على الحدود مع سوريا، وقامت بزيادة دوريات الرقابة الجوية للحدود، ورفعت مستوى تأهب قواتها.
وفي السياق ذاته، صدقت الحكومة الألمانية في 1 ديسمبر 2015 على تفويض لمشاركة القوات الألمانية في الحملة العسكرية على "داعش" في سوريا، حيث صرح رئيس الأركان الألماني فولكر فيكر بأن ألمانيا قد ترسل 1200 جندي إلي الشرق الأوسط في نهاية عام 2015 لدعم التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة، مؤكدا أن "فرقاطة" ألمانية سترافق حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديجول" التي ستزود طائراتها مقاتلات التحالف بالوقود. كما وافق مجلس العموم البريطاني في 3 ديسمبر 2015 على مشاركة القوات البريطانية في الغارات الجوية على معاقل تنظيم "داعش" في سوريا، وهو ما أعقبه مباشرة قيام مقاتلات بريطانية انطلقت من قبرص بتوجيه ضربات لمعاقل التنظيم.
وقد يؤدي هذا التداخل في العمليات العسكرية إلي احتمالات نشوب مواجهات بين مختلف الأطراف الدولية، خاصة في ظل توتر العلاقات بين روسيا والدول الغربية، منذ التدخل الروسي في أوكرانيا، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على روسيا.

تصعيد القوى الإقليمية اثر التدخل الروسي لدعم وحدة سوريا ومحاربة الإرهاب اعتراض بعض القوى الإقليمية الفاعلة في الملف السوري، خاصة المملكة العربية السعودية. ففي 29 سبتمبر 2015، أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلي أن الرئيس السوري بشار الأسد عليه أن يرحل، أو أن يواجه "خيارا عسكريا".
وتكرر هذا التأكيد خلال لقاء وزير الخارجية السعودي نظيره النمساوي سباستيان كورتس، في الرياض في 16 نوفمبر 2015، حيث أشار إلي أن "الخيار العسكري في سوريا لا يزال مطروحا"، وشدد على دعم المملكة للمعارضة السورية في مواجهة نظام الأسد.
وفيما يتعلق بالتدخل العسكري الروسي، أشار الجبير، في تصريحاته في 22 أكتوبر 2015، إلي أن التدخل الروسي في سوريا "خطير جدا"، لأنه يؤجج الصراع، مضيفا أن المملكة العربية السعودية قد أكدت هذا خلال المحادثات مع روسيا، مؤكدا أن الأسد لن يكون له أي دور في مستقبل سوريا.
إن التدخل العسكري الروسي أثار حفيظة حلف الأطلسي وشرع بإيجاد بيئة إقليمية غير مواتية قد تدفع بعض الأطراف الإقليمية لدعم حلفائها داخل سوريا عسكريا، مما يهدف لاستنزاف القدرات العسكرية الروسية، وإطالة أمد التدخل العسكري الروسي في سوريا، مع توسيع نطاق الانخراط العسكري الروسي فيها.
تواجه روسيا واقع دولي وإقليمي معقد نتيجة خلط الأوراق بالتدخل الروسي ووضع المصالح الاقليميه والدولية أمام محك حقيقي لجهة أهداف الصراع على سوريا ،
فيما نقل عن كيري قوله إن "روسيا يجب أن تدرك أن صبرنا ليس غير محدود، وهو محدود جدا فيما يتعلق بما إذا جرت محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد". وفي وقت سابق، حذر كيري روسيا من أن صبر واشنطن بشأن سورية ينتهي.
وعادت أكدت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء 15 حزيران أن وزير الخارجية جون كيري، لم يقصد تهديد روسيا، عندما قال إن "صبر الولايات المتحدة محدود" في سياق النزاع في سورية.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي في مؤتمر صحفي، "لم يكن ذلك تهديدا. لم يكن ذلك تهديدا على الإطلاق. وقد أعرب وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن استيائه من عدم استخدام الروس نفوذهم، كما فعلوا في الماضي، لتحقيق المفعول اللازم". كما اتهم كيري الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا بتطبيق اتفاق "وقف الأعمال القتالية" بسورية بشكل انتقائي، وقال إن الحكومة السورية تحاول استعادة السيطرة على حلب.
وفي كلمة بالعاصمة النرويجية أوسلو، حيث اجتمع كيري مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإجراء محادثات بشأن سورية والاتفاق النووي الإيراني قال كيري الأربعاء، إن "قوات الأسد لم تلتزم بالهدنة ليوم واحد في حلب".
وقال كيري خلال مؤتمر صحفي "ما لم نحصل على تعريف أفضل لكيفية عمل هذا الاتفاق.. فلن نجلس هنا بينما يواصل الأسد مهاجمة حلب بشكل مهين وبينما تواصل روسيا دعم هذه الجهود".
وتابع الوزير الأمريكي "الولايات المتحدة لن تجلس ساكنة ولن تستغل أداة تسمح لما يسمى بوقف إطلاق النار بأن يطبق بينما يحاول طرف مهم أن يستغله على حساب العملية بأكملها".

وفق التحليلات ومجريات الصراع باتت المنطقة جميعها مفتوحة على كل الاحتمالات وأوجه الصراع بحيث فعلا بات يخشى من ان يعم الصراع دول الاقليم باكمله وبات يخشى من حرب اسرائيليه تستهدف حزب الله في لبنان وقوى المقاومه في غزه وان وجود قوات لحلف الاطلسي في شمال سوريا الخشية من سقوط حلب والهدف حماية قيادات مختلطه الجنسيات تعمل في الشمال السوري وتتبع حلف الاطليس وهو ما يفسر التدخل الغربي لقوات الاطلسي في مساعدة قوات سوريا الديموقراطيه في منبج
ان التهديدات الامريكيه في ان استعادة حلب يقضي على أي امل للحوار وهذا ما يرجحه المراقبون أن تقضي أي حملة حكومية لاستعادة حلب بالكامل على أي أمل متبق في إحياء المساعي الدبلوماسية لإنهاء الأزمة الداخلية المستمرة منذ 5 أعوام بعد انهيار محادثات واتفاق وقف إطلاق نار برعاية الولايات المتحدة وروسيا في وقت سابق من هذا العام.
المنطقه مفتوحه على ابواب جهنم ما لم يبادر الجميع للتوصل الى اتفاق ينهي الصراع على سوريا بحيث يترك امر سوريا للسوريين دون أي تدخل خارجي والا فان الصراع على سوريا عواقبه ستشمل المنطقه والعالم باجمعه بعد ان اصبحت القضيه السوريه والصراع على سوريا اممي تعدى الحدود الاقليميه

المحامي علي ابوحبله