أن يحضر مؤتمر هرتسيليا السادس عشر للمناعة القومية مسئولين فلسطينيين بمرتبة عضو لجنه تنفيذيه لمنظمة التحرير الفلسطينية وهي سابقه في تاريخ العلاقة الاسرائيليه الفلسطينية منذ التوقيع على اتفاق أوسلو وهي تصل لمرتبة التطبيع المجاني مع إسرائيل وتنكر للتوصيات للمجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الثوري لحركة فتح ، إن حضور مسئولين عرب على مستوى السفراء وغيرهم من فلسطينيي 48 من قادة أحزاب وممثلين في الكنيست وأكاديميين إلى جانب التنوع الاممي في الحضور يشكل انتصار معنوي للكيان الإسرائيلي ويشكل قفزه نوعيه لإسرائيل في عملية التطبيع والمشاركة الفاعلة والمساهمة في الدراسات التي تساهم في بناء إسرائيل لإستراتجيتها في المنطقة بما يحقق لها المناعة والقوه ،
انطلق مؤتمر هرتسيليا للمناعة القومية" السادس عشر، من مقر الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين، تحت شعار "أمل إسرائيلي رؤيا أم حلم".
وشارك العديد من العرب في المؤتمر عرف منهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الدكتور احمد مجدلاني وسفير مصر لدى إسرائيل حازم خير وعصام زيتون رئيس ما يسمى الجيش السوري الحر وسفير الأردن لدى إسرائيل وليد عبيدات ،رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة، فاديه أبو الهيجا من جامعة تل أبيب، مدير سابق لمركز بروكينغز في الدوحة عاصمة قطر سلمان الشيخ، نائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي الياس زنانيري، ورياض ألخوري أستاذ جامعي أردني، إضافة إلى عدد من رؤساء البلديات الداخل 48.
ويناقش مؤتمر هرتسيليا للدراسات السياسية وال استراتجيه في دورته أل السادسة عشر مجمل التحديات الامنيه والسياسية الماثلة أمام المتغيرات الاقليميه في شرق أوسط ينعدم فيه الاستقرار على حد تعبير العديد من المشاركين .
ويكتسب المؤتمر أهميه من طبيعة المشاركين من قاده سياسيين وعسكريون إلى جانب أكاديميين ودبلوماسيين وخبراء استراتجيين من إسرائيل وخارجها ، حيث يناقش المجتمعون على مدى أيام المخاطر الامنيه المحدقه باسرائيل ،
وزير الخارجيه الامريكي الاسبق مهندس السياسه الخارجيه الامريكي الذي توصل لاتفاقات كامب ديفيد هنري كيسنجر كان ضيف شرف على اعمال مؤتمر هرتسيليا وفي مداخلته قال انا مذعور ازاء الولايات المتحده الامريكيه على مستقبل اسرائيل واليهود في المدى المنظور واسرائيل هي الاقوى في المنطقه ، لكنها ستواجه تحديات كبيره على المدى البعيد الى جانب وجود فرص جديده مع بعض الدول العربيه التي تتعاون حاليا سيما في بعض الجوانب الخاصه .
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي افتتح أعمال المؤتمر ، حيث قدم عرضا لمجمل التحديات الامنيه التي تواجه إسرائيل ، وقال هليفي إن إسرائيل هي الدولة الأقوى عسكريا في الشرق الأوسط، لكنها لم تعد تواجه جيوشا نظامية بل منظمات إرهابية، الأمر الذي يجعل إحراز انتصار أمامها أمرا أكثر تعقيدا". ووصف هليفي حزب الله اللبناني بأنه أكثر هذه التنظيمات تهديدا لأمن إسرائيل من حيث قدراته الصاروخية والقتالية.
مؤتمر هرتسيليا السادس عشر يعد انتصار للكيان الإسرائيلي بتنوع الحضور لينخرطوا في المشاركة وإلقاء المحاضرات في مؤتمر هرتسيليا للمناعة القومية ، هذا الحضور اللافت لمؤتمر هرتسيليا للمناعة القومية السادس عشر والذي يعقد هذا العام تحت عنوان " مواجهة حملة ألمقاطعه الدولية ضد الكيان الإسرائيلي تحت شعار أمل إسرائيلي رؤيا أم حلم " وهو حقيقة أي حلم تعيشها إسرائيل وأربعة دول عربيه تصوت للصالح إسرائيل لتترأس اللجنة القانونية في الأمم المتحدة لأول مره منذ تاريخ إنشائها ، عدا عن المشاركات لمسئولين سعوديين وغيرهم عقدت لدى مراكز دراسات في واشنطن ودول وعواصم أوروبيه بالمشاركة مع الإسرائيليين
إن إسرائيل تمكنت من تطويع بعض من قوى اليسار العربي وكذلك قوى وانظمه عربيه لتنخرط جميعها في إلقاء المحاضرات والدراسات والتي جميعها تسخر لخدمة امن إسرائيل
الغريب في الأمر أن المتتبع للتوصيات التي تصدر عن مؤتمر هرتسيليا للمناعة القومية تبنى عليها ألاستراتجيه الصهيونية لاستهداف الأمن القومي العربي وبالرجوع لتوصيات المؤتمر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر جميعها تناولت دول عربيه مثل مصر وسوريا والعراق والأردن ولبنان وان توصيات هذه المؤتمرات جميعها كانت تدعوا إلى تقسيم وتقزيم الدول العربية وكذلك إضعاف المنظومة الدفاعية العربية وجميعها تنصلت من حل للقضية الفلسطينية ، وهذا ينفي ادعاء البعض حيث أن إسرائيل لا تقيم وزنا لكل الخطابات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية وهي ليست بوارد التفكير لإيجاد حلول أو الاعتراف بالحقوق الفلسطينية أو حتى الإقرار برؤيا الدولتين لان ما يهم إسرائيل استكمال مشروعها الصهيوني التوسعي
فهذا التنوع من الحضور لمؤتمر هرتسيليا للمناعة القومية السادس عشر الذي يصل لحد الاستسلام الفلسطيني والعربي أمام مخططات وأهداف الكيان الإسرائيلي وإلا ما الهدف من الحضور إليه والعرب جميعا في اضعف حالاتهم ومواقفهم والفلسطينيون يتعرضون لهجمة صهيونيه تستهدف وجودهم على أرضهم وتمارس بحقهم أبشع أنواع الممارسات والتنكر لحقوقهم وطيلة هذه السنوات من المفاوضات العبثية لم يحصلوا على شئ يذكر ، أليس في ذلك ما يدعوا للشك والريبة أن نبقى نحن الفلسطينيون معتقدون أن إسرائيل تريد السلام ونعتقد أن التطبيع مع إسرائيل والانخراط في مؤتمراتها القومية ما يحقق لنا الهدف فهل في هذا حفاظ على ثوابتنا الوطنية
لا بد من مراجعه وجلد للنفس ومسائلة من حضر لمؤتمر هرتسيليا السادس عشر وعن الأسباب التي دعت البعض للحضور في وقت تمارس فيه إسرائيل أبشع أنواع العقاب بحق الفلسطينيين وتقتل وتحاصر وتجوع الفلسطينيين وتهدم البيوت وتصادر الأراضي وغيرها من الممارسات
وان الحضور لمؤتمر المناعة القومية يضفي مشروعيه للاحتلال وما يقوم به خاصة وان عنوان المؤتمر يندرج في عنوان مواجهة حملة ألمقاطعه الدولية ضد إسرائيل ، وان إسرائيل بهذا الحضور الفلسطيني والعربي قد انتصرت لمواجهة حملة ألمقاطعه الدولية وحققت أملها وحلمها في تطويع اليسار العربي وتسعى إلى هزيمة العرب واستكمال المخطط والمشروع الصهيوني في العراق وسوريا بدعم الإرهاب الممارس وهي تعد عدتها للعدوان على لبنان وفلسطين
فهل هذا الحضور هو بالفعل تكريس لدعم إسرائيل في توجهاتها العدوانية ، إن المنطق يقول لا بد من المساءلة والمحاسبة ووضع حد لحالة الانبطاح والانهزامية التي يسجلها العرب على أنفسهم وذلك بما يتحقق لإسرائيل من انتصارات والشعب الفلسطيني وقواه الوطنية مطالبه لوضع حد لهذا الانفلات الفلسطيني والتنكر لقرارات وتوصيات المجلس المركزي الفلسطيني والمجلس الثوري لحركة فتح وتوصيات اللجنة التنفيذية الأمر الذي لا بد منه وضع حد لهؤلاء ومحاسبتهم بخرقهم للتوصيات الفلسطينية بحضور هذا المؤتمر الذي وجد فقط لخدمة ألاستراتجيه الاسرائيليه وتحقيق وتمرير أهدافها في المنطقة وضد القضية الفلسطينية
المحامي علي ابوحبله