رسالتنا لمن حضروا مؤتمر هرتسيليا السادس عشر"للمناعة القومية الاسرائيليه " من الفلسطينيون والعرب "

بقلم: علي ابوحبله

تبريراتكم ومحاولاتكم إيجاد الأعذار لا تعفيكم من مسؤولية جريمة ما اقترفتموه بحق ألامه العربية والقضية الفلسطينية وإسرائيل ما زالت تحتل فلسطين وتشارك بالإرهاب على سوريا والعراق وهي تعمل ضمن المنظومة الاقليميه ضد الأمن القومي السوري وتخطط لتدمير القدرات العربية ،
يناقش مؤتمر هرتسيليا للدراسات السياسية وال استراتجيه في دورته السادسة عشر مجمل التحديات الامنيه والسياسية الماثلة والتي تواجه الكيان الإسرائيلي في ظل المتغيرات الاقليميه في شرق أوسط ينعدم فيه الاستقرار على حد تعبير الكثير من المتداخلين
هذا التبرير والحضور من الفلسطينيين والعرب غير مقنع للغالبية العظمى من ألامه العربية والشعب الفلسطيني ، وحضوركم دليل ضعف وفقدان للثقة بالموقف العربي وضعف للاستراتجيه العربية في مواجهة إسرائيل والوقوف أمام طموحاتها وأطماعها في المنطقة خاصة في ظل استمرار احتلال إسرائيل لفلسطين والصراع على سوريا والعراق والحرب على اليمن والتدخل في شؤون لبنان ، وان استجداء السلام في ظل الضعف هو فقدان لمبررات القوه وبفقدانها لا يمكن أن تتحقق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني ولا حتى تطلعات ألامه العربية لبناء قوه عربيه يكون بمقدورها الحفاظ على الأمن القومي العربي
الترويج للمبادرة العربية للسلام بحسب تصريحات ومبررات البعض لحضوره لمؤتمر المناعة القومية الاسرائيليه التي تم إقرارها في مؤتمر القمة العربي في بيروت 2002 ورفض إسرائيل للتعاطي مع المبادرة وإمعانها بالتوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتدمير لرؤيا الدولتين هدف إسرائيل كدولة احتلال تسير فيه للنهاية والدليل أن حكومة الاحتلال غير عابئة لانتقادكم وبياناتكم
حضوركم مؤتمر هرتسيليا يزيد في ضعف الموقف الفلسطيني ودليل عجز الموقف العربي
حضور مؤتمر هرتسيليا في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة وفي ظل استمرار تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني والذي يهدف لتغذية الصراعات وتغذية الحروب المذهبية الطائفية ورفض حكومة الاحتلال للسلام يعني أن خطاباتكم ورؤية حكوماتكم عن السلام لا يقدم ولا يؤخر
هذا الحضور الفلسطيني انتقاص للحقوق الوطنية الفلسطينية وتطبيع مجاني مع الاحتلال الإسرائيلي وإعطاء حكومة الاحتلال مبررات سعيها لفك ألعزله الدولية عنها
الحضور الفلسطيني والعربي خطأ استراتيجي يتطلب المحاسبة وإعادة الحسابات لان هذا الحضور هو خنجر يستهدف القضية الفلسطينية وانبطاح عربي أمام المخططات والمؤامرات التي تستهدف الوطن العربي وان استجداء السلام في ظل الضعف العربي لا يمكن أن يتحقق بل العكس الحضور الفلسطيني يعبر عن حالة استسلام أمام المخطط الصهيوني للتوسع الاستيطاني وتهويد القدس وشرعنة الإجراءات الاسرائيليه بحق الشعب الفلسطيني
على المجلس المركزي الفلسطيني واللجنة التنفيذية اتخاذ إجراءات وقرارات بحق الذين حضروا لمؤتمر هرتسيليا ضمن موقف فلسطيني يعبر عن الرفض الفلسطيني لأي تطبيع مجاني مع الاحتلال الإسرائيلي
وان الحضور العربي يعيدنا إلى تصريحات حمد ابن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية السابق في مؤتمر وزراء الخارجية العرب لبحث عدوان إسرائيل على غزه في 2012 نقتبس من الخطاب في اجتماع وزراء الخارجية العرب
" قال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني إن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى صراحة تامة من قبل الدول العربية إزاء ما يمكن أو لا يمكن عمله لدعمهم، مشدداً على أن تكون هناك أفعال حقيقية، وليس الاكتفاء بالوعود والأقوال فقط ،واعتبر رئيس الوزراء القطري، خلال كلمته السبت 2012/11/17 أمام الاجتماع الوزاري القاهرة، أن ما يجري في غزة لا يمكن أن يقبله أي عربي أو مسلم، مضيفا "فلسطين تحتاج إلى أفعال، وغزة تحتاج إلى وعود تنفذ لدعمها وتقوية صمودها ، علما ان غزه ما زالت تنتظر بعد عدوان 2015 .
وتابع "إسرائيل ليست ذئبًا لكن بعضنا نعاج "
وها هي الأيام تثبت صحة تصريحات وأقوال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية السابق بان النظام العربي أمام إسرائيل هم أشبه بالنعاج إذ ليس بمقدور النظام العربي التصدي لإسرائيل ووقف عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، في زمن تغيرت فيه كل الأقوال والأولويات وأصبحت إسرائيل حليف العرب وجزء من منظومة التآمر على ألامه العربية وأمنها القومي ، دول الخليج العربي تقدم السلاح للمعارضة السورية و ألجامعه العربية أقدمت على تجميد عضوية سوريا في ألجامعه العربية وفرض ألمقاطعه ألاقتصاديه العربية على سوريا وتوجهت للأمم المتحدة مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإخضاع سوريا تحت الفصل السابع
وحين نستعرض المواقف العربية والقوه العربية التي استعملت في اليمن وسوريا والعراق لو استغلت هذه القوه لتحرير فلسطين لتحررنا من الاحتلال الإسرائيلي وتحررت القدس والأقصى
لكن للأسف تزداد قناعتنا يوم عن يوم أن النظام العربي هو كالنعاج أمام المشروع الصهيوني وان هذا النظام العربي بمثابة أدوات تنفيذ للمشروع الصهيوني
وان الحضور الفلسطيني والقطري والعربي يعيدنا بالفعل لتصريحات حمد بن جاسم في ألجامعه العربية ووصفه النظام العربي كالنعاج
فهل وصل بنا الحال لان نفتقد كرامتنا وكبريائنا لمشاركة الكيان الإسرائيلي في مؤتمرات هرتسيليا والتي بموجبها تستخلص إسرائيل العبر لوضع إستراتجيتها لإخضاع ألامه العربية والهيمنة عليها وعلى مقدراتها وتسخيرها لتامين وحماية امن إسرائيل
وهل أصبح النظام العربي في خدمة المشروع الصهيوني ، للأسف كل الدلائل تشير إلى ذلك ، هي الخسارة الكبرى لامه تفتقد لكرامتها وتهرول لمن يحتل أرضها ويسعى قادتها لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات بهذه المشاركة الفلسطينية والعربية في صنع ألاستراتجيه الصهيونية لإخضاع وإذلال ألامه العربية ، وهذا الكيان الإسرائيلي الذي يسعى لفك ألعزله الدولية عنه يعد عدته للحرب على لبنان ويتدخل في سوريا ويضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقات ويشرع بقتل الفلسطيني لمجرد الاشتباه ومستمر في مشروعه الاستيطاني وهو بالفعل يضع إستراتجيته ليكون احد أهم المحاور في التحالف السني
وحسرتاه على امة خنعت واستسلمت وفقدت كرامتها وهي تسير بركب المخطط لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشر في بزوغه شمعون بيرس

المحامي علي ابوحبله