جميعنا يجب أن يتحرّك، أن يركض، يجب أن نستولي على مزيد من التلال، يجب أن نوسّع بقعة الأرض التي نعيش عليها. فكل ما بين أيدينا لنا، وما ليس بأيدينا يصبح لهم في أبرز خطاب له عبر الإذاعة الإسرائيلية. 5 نوفمبر 1998
النشأة الحافلة بالانجازات الدموية من 1928حتى 2014 :
ولد في قرية كفار ملال بفلسطين أيام الانتداب البريطاني كان اسم عائلته الأصلي شاينرمان وكان والداه من اليهود الأشكناز الذين هاجروا من شرقي أوروبا. إذ ولد أبوه في بولندا بينما ولدت أمه في روسيا
ترسانته بالعمل السياسي والعسكري :
يعدّ هذا الرجل من السياسيين والعسكريين المخضرمين على الساحة الإسرائيلية. والرئيس الحادي عشر للحكومة الإسرائيلية وهو شخصية مثيرة للجدل في داخل إسرائيل وخارجها وبينما يراه المجتمع الاسرائيلي كبطل قومي والمخلص لهم وفيما يلي أبرز أعماله التي يندى لها جبين الإنسانية :
- شارك في معركة "القدس" ضد الجيش الأردني ووقع أسيراً في معارك "اللطرون" عام 1948، وقد أسره يومها النقيب "حابس المجالي" – المشير فيما بعد.
- في الخمسينيات تولى قيادة مجموعة من القوات الخاصة أطلق عليها "الوحدة 101"، كان هدفها شن هجمات انتقامية للرد على العمليات التي يقوم بها الفدائيون الفلسطينيون عبر الحدود، إلا أن وحدته العسكرية أثارت الجدل بعد مذبحة "قبية" في خريف 1953، والتي راح ضحيتها 170 من المدنيين الأردنيين، وقام بمجزرة بشعة في "اللد" عام 1948 استشهد على إثرها 426 فلسطينياً بعد أن اعتقلهم داخل المساجد.
- وبرز كمخطط استراتيجي، وقاد كتيبة مظليين في حرب "السويس" عام 1956 وترقى إلى رتبة جنرال، وفي حرب جوان 1967 تولى قيادة قطاع في "سيناء" ولعب دوراً هاماً في احتلالها.
- بعد ست سنوات قامت مصر وسوريا بحرب أكتوبر عام 1973 لتحرير "سيناء" و"الجولان" المحتل، وقاد فرقة إسرائيلية لفتح الثغرة التي تسببت بمحاصرة الجيش الثالث في "سيناء".
- تولى منصب المستشار الأمني لـ"إسحاق رابين"، ثم عاد للكنيست عام 1977، وشغل منصب وزير الدفاع في حكومة "مناحيم بيغن" عام 1981، وفي 1982 خطط ونفذ عملية غزو لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وتسبب في قتل مئات الفلسطينيين في مخيمي "صبرا" و"شاتيلا" للاجئين الفلسطينيين في لبنان في أبشع مجزرة عرفها التاريخ.
- تولى منصب وزير الإسكان في بداية التسعينيات، وقاد أكبر عملية بناء مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع "غزة" منذ عام 1967.
- وفي عام 2000 قام بصورة مفاجئة بزيارة للمسجد الأقصى، وهو ما أدى لإطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتسببت هذه الخطوة في حصوله على شعبية كبيرة بين اليهود، فحقق فوزاً ساحقاً في انتخابات عام 2001، حين تعهد بضمان أمن إسرائيل والوصول لسلام حقيقي، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه غير ملتزم بما وصلت إليه المفاوضات السابقة مع الفلسطينيين، كما اقترح بناء الجدار العازل في الضفة الغربية.
- وآخر انجازاته الدموية كانت مذبحة جنين 2002م.
نهاية هذا الشيطان :
فقد صنف الأطباء مرضه على أنه مصاب بالحالة الخضرية الدائمة وهي حالة طبية معروفة، تختلف عن الغيبوبة Coma في إمكانية وجود اليقظة والنوم والاحساس والمشاعر والتعبير وفتح العينين والكلام غير المفهوم او الصراخ ، فقد أصيب يوم الأربعاء 4 يناير 2006 بجلطة سببها نزيف دماغي حاد سبب له فقدان وعيه أدخل على أثره إلى مستشفى هداسا عين كرم في القدس حيث أجريت له عملية أولى دامت 6 ساعات ورغم استقرار حالته الصحية نتيجة العملية، فلم يعد إلى هذا المجرم وعيه ،حيث اضطر الأطباء إلى إعادته لغرفة العمليات بضع مرات ومرات بعد أن اكتشفوا وجود مناطق أخرى في الدماغ تعاني من النزيف، ومشاكل طبية أخرى تميز حالة عدم الوعي ، و في 28 مايو 2006 نـُقل إلى مستشفى "شيبا" في رمات غان بجانب تل الربيع وهنا ازدادت حالته سوءً حيث بات يعاني من حالة "الوعي الأدنى" حيث يحس بالألم ويرد ردًا أساسيًا على سماع صوت أقربائه، ولكنه ما زال في حالة خطيرة دون أن يطرأ تحسن ملموس في حالته الصحية منذ نقله إلى المستشفى.
وفي يوم 12 نوفمبر، 2010 تم نقله إلى منزله في مزرعة الجميز لمدة 48 ساعة كبداية لسلسلة من الزيارات لأجل إعادته إلى منزله ضمن الخطة النهائية هي إعادته بشكل دائم إلى المنزل مع توفير التسهيلات المناسبة والرعاية الطبية وهنا حالته ازدات سوءً وبدأت رحلة العذاب الذي لايشكل قيد أنملة مما سببه للبشرية جمعاء وسأذكر لك صديقي القارىء بعض مما نزل بهذا المجرم الذي يستحق أكثر من ذلك :
- 1 فبراير2006 ، تم إدخال أنبوب تغذية في معدته ، مشيرا إلى أن الأطباء يعملون على تهيئته لرعاية طويلة الأجل بحكم وضعه الصحي.
- في 11 فبراير 2006، أجرى الأطباء جراحة طارئة لإزالة 50 سم من الأمعاء الغليظة التي أصبحت نخرية أي ميتة، وفتح الانسداد .
- يوم 22 فبراير ، خضع لإجراء عملية إضافية لتصريف السوائل الزائدة من بطنه، اكتشفت أثناء الفحص .
- في 28 مايو 2006، نقل من عين كرم إلى مستشفى الرعاية الطويلة الأجل. وقال نائب رئيس وحدة أخرى من الرعاية الطويلة الأجل للاذاعة الإسرائيلية أن فرص الاستيقاظ بعد الغيبوبة ضئيلة جدا.
- في 23 تموز 2006، أعلن متحدث باسم المستشفى ان حالته تتدهور ، مع تغيير في أنسجة المخ ، وظائف الكلى تزداد سوءا ، و تراكم السوائل في الجسم حيث تم العثور على عدوى بكتيرية في الدم.
- في 26 يوليو 2006 ، تلقى ترشيحا لدمه وعلاجا بالمضادات الحيوية.
- في 14 أغسطس 2006، أفاد الأطباء إن حالته تدهورت بشكل كبير و كان يعاني من التهاب رئوي مزدوج. في 29 آب 2006،عولج الالتهاب الرئوي بنجاح، وغادر وحدة العناية المركزة إلى وحدة الرعاية طويلة الأجل.
- في 3 نوفمبر 2006 ، تم نقله إلى العناية المركزة بسبب عدوى بكتيرية في القلب.
- في 6 نوفمبر 2006 . ذكر الأطباء أن "وظيفة قلبه تحسنت بعد ان عولج من العدوى و استقرت حالته". حيث بقي في مركز الرعاية الطويلة الأجل وقد أشار الخبراء الطبيين أن القدرات المعرفية تدمرت عبر الزمن، وأنه في حالة غيبوبة مستمرة مع فرصة جد ضئيلة لاستعادة وعيه.
- في 13 نيسان 2007، أفيد أن حالة شارون قد تحسنت قليلا، وذالك من حيث التحسس، القدرة على متابعة الأشياء بعينيه و تعزيز يديه و مشاهدة التلفزيون في السرير.
- 27 أكتوبر 2009 . وقال طبيبه انه لا يزال في غيبوبة ولكن في حالة مستقرة .
- في 2010 ، مدير المستشفى المشارك في رعايته قال انه ليس لديه فرصة للانتعاش ، مضيفا أن " كونه على قيد الحياة إعطاء نظري لامل فرصة الاستيقاظ ، لكنه لن يحدث عمليا". وقال الطبيب أن دماغه صار في " حجم ثمرة الجريب فروت "وان اجزاء دماغية كثيرة اضمحلت وصارت مادة خام سائلة" .
- في 12 نوفمبر2010، تم نقله من إقامة الرعاية الطويلة الأجل في المنزل لمدة 48 ساعة ، وهو الأول من خمسة زيارات منزلية مخطط لها. كانت الزيارة للتأكد من أن تم تثبيت المعدات الطبية للعمل بشكل صحيح . لكنه في نهاية المطاف اعيد إلى الوحدة الرعاية طويلة المدى ، لان العلاج كان مكلفا جدا .
- يوم 27 يناير عام 2013، أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (IRMF ) نشاط " كبير " في الدماغ ، حتى و لو أن اختبارات أخرى لا تبين ذلك.
وأخيرا طي صفحة هذا المجرم :
توفي هذا السفاح في تمام الساعة الثانية مساءً بتوقيت فلسطين من يوم السبت الموافق 11 يناير 2014 في مستشفى شيبا تال هاشومِر نتيجة الفشل الكلوي الذي أصابه وهو سبب تدهور حالته الصحية فهل عرفت عزيزي القارىء من هو سفاح اسرائيل الدموي ؟؟؟
إنه المجرم إرييل شاروون .
بقلم الأستاذ وسيم وني " اتحاد الصحافة العربية"