الإمارات من أكثر الدول عوناً لفلسطين.

بقلم: هشام أبو يونس

دعم إماراتي لا محدود للشعب الفلسطيني منذ قيام مؤسس اتحاد الإمارات العربية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله فالحقيقة التي تعيشها الشعوب جمعاء والتي لا يختلف اثنان عليها ان الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم القضية الفلسطينية هى جهود انطلقت انطلاقاً من إيمانها الكامل بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف وفق قرارات الشرعية الدولية التي تدعم هذا الحق وتؤكد رفض إسرائيل التزامها وتعمدها انتهاكها بشكل مستمر.

فدولة الإمارات تاريخياً كانت ولازالت وستبقي تسارع للقيام بدورها العربي الأصيل المنوط بها في دعم القضية الفلسطينية الذي يعتبر بعداً ثابتاً في السياسة الخارجية الإماراتية و يعبر بشكل واضح وملموس علي ارض الواقع إستراتيجية لا تتغير واتجاه داعم بكل المقاييس الإنسانية و ليس هذا فقط وإنما رؤية ثاقبة لأولويات القضية الفلسطينية خلال المرحلة الحالية وما يترتب علية من إرهاصات في المستقبل.
ولم يتوقف الدعم ألا محدود بعد تولي خير خلف لخير سلف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان فأستلم العطاء المتأصل من خلفه المغفور له الشيخ زايد أل نهيان الذي يعبر عن الشهامة العربية حيث أكد سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان علي دعم القضية الفلسطينية في كافة النواحي ويؤكد التاريخ الطويل أن دعم الإمارات لقضية فلسطين لا يتوقف على الجانب السياسي فقط وإنما يمتد إلى الجوانب الاقتصادية التي تتصل بحياة الشعب الفلسطيني ومعاناته المعيشية اليومية فخير دليل الذي يزور غزة لأول مرة يجد ويشاهد " مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان " في جنوب قطاع غزة التي وضع حجر أساسها عام 2005 وتتسع لسكن ( 25 ) ألف شخص إضافة إلى " مدينة الشيخ زايد السكنية " في شمال القطاع التي أمر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ببنائها بتكلفة (250) مليون دولار لإسكان الفلسطينيين الذين دمرت بيوتهم على أيدي إسرائيل وأن الإمارات كانت منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه داعماً أساسياً للقضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني والذي تواصل بقوة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، فهذه المشروعات والانجازات تلامس حياة الشعب الفلسطيني من كل مناحيه علاوة على ان دولة الأمارات تسعي إلي تحقيق التنمية المستدامة على أرض فلسطين.
وان دل هذا علي شيء إنما يدل علي دور دولة الإمارات العربية في فلسطين لبناء الدولة وكسب احترام العالم لها، كما يؤكد حرص الإمارات العربية على تهيئة المناخ الاستثماري المتطور وإحداث تنمية اقتصادية مؤثرة ليعتمد الفلسطينيين على انتاجهم المحلى و تتقوي مواردهم الذاتية , وكما تسعي دولة الإمارات إلي إمكانية دفع الاقتصاد الفلسطيني إلى الأمام من خلال حشد التأييد الحكومي والقطاع الخاص في دول العالم والدخول في استثمارات وإقامة مشاريع إنتاجية في الأراضي الفلسطينية تساعد الشعب الفلسطيني على تخطي الظروف الصعبة التي يمر بها, وتدعو دولة الإمارات دائماً أحرار العالم إلى حشد الدعم والتأييد الدولي خاصة رجال الأعمال والمستثمرين في القطاع الخاص لمؤازرة الاقتصاد الفلسطيني ومشاركة رجال الأعمال الفلسطينيين في تأسيس المشروعات الاقتصادية التي تفيد الفلسطينيين والتخفيف من البطالة المنتشرة بينهم وكذلك إيجاد فرص عمل بديلة لهم عن الاعتماد على العمل في مرافق الإنتاج الإسرائيلية ,لهذا تسعي الإمارات بدعم السلطة الوطنية الفلسطينية وصولاً لإقامة اقتصاد وطني قوي يعتمد على سواعد أبنائه ويحقق إنتاجاً مهماً لمصلحة الشعب الفلسطيني.
وأن دعم دولة الإمارات للقضية الفلسطينية يتسم بالثبات والإيجابية وينطلق من عدة اعتبارات أساسية عدة منها ضرورة حل هذه القضية و اقامة الدولة الفلسطينية لأن بقاء الفلسطينيين دون دولة و بقاء قضيتهم دون حل عادل سيجعل منطقة الشرق الأوسط تعاني عدم الاستقرار والتوتر والاحتقان مما يعيق التعايش المشترك ويجعل المستقبل مفتوحاً دائماً على سيناريوهات خطرة بينما ستقود تسويتها المنطقة كلها إلى عصر جديد من السلام و الامن والاستقرار.
أن الإمارات العربية تشعر ما يشعر به إخوانهم في فلسطين و تتوجع لأوجاعهم لإدراكهم العميق أن قضية فلسطين هي قضية كل العرب والمسلمين لما تنطوي عليه من بعد ديني مهم يتمثل في القدس التي تعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين التي يجب أن يعمل العالم كله على منع تهويدها وفرض الأمر الواقع فيها من قبل إسرائيل لما ينطوي عليه ذلك من خطر كبير على أمن المنطقة بأسرها .
ويؤكد الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية دائماً تقدير دولة الإمارات لكفاح الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة والمستمرة على مر التاريخ في مواجهة البطش الإسرائيلي المستمر من دون توقف ودوره في حماية الأماكن المقدسة من المتطرفين اليهود الذين لا يكفون عن محاولات النيل منها , وهذا ما جعل دولة الإمارات تساهم في إسناد و دعم صمود أهل القدس من خلال العديد من المشاريع التي تنفذها مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد و مؤسسة الهلال الاحمر الإماراتي مثل المدن الإسكانية في بيت حنينا " مدين الشيخ زايد " و مشاريع رعاية الشؤون الصحية و الإنسانية لأهل وسكان القدس.
وعلي الصعيد الداخلي الفلسطيني تسعي دولة الإمارات العربية دائماً منذ بداية الانقسام الفلسطيني لحث القوى الفلسطينية المختلفة فيما بينها لتحقيق المصالحة وطي صفحة الخلاف لأنها قد أضرت بخلافاتها بمستوي الاهتمام العربي و الدولي بالقضية الفلسطينية وقدمت خدمات مجانية إلى إسرائيل, و التي على أثرها اعتبرت إسرائيل الانقسام استحقاق سياسي لتتفرد بالشعب الفلسطيني و قيادته و مقاومته, ولعل سعي دولة الإمارات إلي وحدة الشعب الفلسطيني لتمكينه من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة هو سعي عربي مسؤول يعي مدركات و متطلبات المرحلة الدقيقة في تاريخ الأمة العربية و يعي المتطلبات الفلسطينية لبقاء الفلسطينيين ثابتين على ترابهم الوطني .


د.هشام صدقي ابو يونس
كاتب ومحلل سياسي
نائب الأمين العام للشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام