الجودة الأصلية للصحة النفسية في أعيدانا

بقلم: أحمد عليان عيد

إن رب الأسرة الناجح هو الذي ينشر داخل مجتمعه الأسري عبير الهدوء، وعطر الاستقرار، وعِبق الأمان وخَلق الرفق ، ونبع الحب وخاصة في أعيدانا ، فالأضواء الدافئة الهادئة هي التي تضفي للأسرة معاني راقية في تجاوز العقبات والمشاكل الأسرية التي تتمثل في الكلمة الطيبة.... كطائر جميل حين تطلق سراحه من لسانك سيغرد في صدور الآخرين، لذلك لابد أن تكن أخلاقنا باقة من زهور الحياة نهديها لمن حولنا، فهذه رسالة بريدها: الصفاء، وطابعها: الإخاء، وعنوانها: الإشفاق، أرسلها إلى كل أبٍ وإلى كل أم رزقهما الله البنين أو البنات؛ لكي يعلموا خطورة الأمر وعِظم المهمة، قال -تعالى-: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ) (التحريم: 6.(
سأضع بين ايديكم في هذا الموضوع سر من أسرار السعادة في الحياة ! فهو بمثابة الجودة الأصلية للصحة النفسية في أعيدانا (إنــه التفاؤل) .. تفاءلوا لكي تشعروا بالرضا والثقة بالنفس!
فاطلبوا التفاؤل وخاصة في العيد حتى يضيء لكم بريق الأمل ولكي تتمتعوا بالعمل وتصنعوا قصص النجاح ولتسعدوا في الحياة، فدواعي الحياة المختلفة تجعل الإنسان دائماً في دوامة وعراك مستمر ، وقد يحطم الإنسان نفسه بسبب ضغوطات الحياة ، أو يعايش الإحباط ، وقد يطغى صوت البكاء و يصاب الفرد بحالة نفسية شديدة الحزن تصل إلى الاكتئاب المعروف لدى علم النفس وهذا المرض معروف لدى الكثير من الناس.
فمن اجل تجنب ذلك عليكم بالتفاؤل وخاصة هذه الأيام.... لكي تسيطروا على مشاعركم وأفكاركم السلبية ! فالسعيد هو الذي ينسج أفكاره !! فإذا كان متفائلاً أصبح ناجحاً وأفكاره كلها إيجابية!!وإذا كان متشائماً فقد يفشل ، وحينئذٍ لا يجيد التكيف مع الأوضاع الجديدة لأن موقفه سلبي يُعميه عن رؤية الحلول الممكنة ! والشخص المتفائل أكثر سعادة ، وأوفر صحة ، وأقدر على إيجاد حلول للمشاكل وإن الإصرار على التفاؤل يصنع الذي ما كان مستحيلاً ، فحينما نتفاءل بتحسن أوضاع المجتمع وأوضاع الأسر وعلاقاتها ، فإننا سنصنع يوماً جواً حميماً من الألفة والمحبة ! فمن أجل ذلك لا ترفع صراخك بالشتم والصياح عند حصول المشكلة أو المصيبة فالكلمات البذيئة، والشتائم الحمقاء، لا تدعوها تعكر صفو الجو العائلي ، واهجروا العُبوس ، ودعوا الابتسامة تتراقص على الشفتين، ودعوا الكلمات الحلوة العذبة تغمركم جميعاً داخل الأسرة، فلا تدعوا الهمومَ التي تنمو خارج أسوار البيت تتسرب إلى داخل الأسرة، فتتراكم على الهموم الداخلية لتشكل معاً معول الهدم في كيان أسرتك التي تريدها أن تحيا سعيدة رغيدة هانئة فالأسرة هي المحضن الأول الذي ينشأ فيه الأبناء، ورب الأسرة وزوجته كلاهما شريك الآخر في تلك المؤسسة الاجتماعية التي أمر الإسلام برعايتها والحفاظ عليها، ولا يمكن أن يتحقق النجاح للأسرة إلا إذا تعاون كل من الرجل والمرأة في تربية الأولاد، فالأبناء يتأثرون بآبائهم في أخلاقهم وسلوكهم وتصرفاتهم واتجاهاتهم الدينية والعقائدية.

تم بحمد الله تعالى وكل عام وأنتم بخير

بقلم: أ. أحمد عليان عيد، طالب ماجستير صحة نفسية ومجتمعية