يحل علينا عيد الفطر هذا العام وشعبنا الفلسطينيى , وخاصة في قطاع غزة , لا يزال يعيش أجواء الحصار والدمار , بعد تسعة أعوام من الانقسام , وأربعة حروب وما خلفته من آثار القتل والتدمير .. عشرة أعياد مرت في ظل أجواء تزداد تفاقما في أزماتها , وفي مقدمة ذلك انقطاع الكهرباء لساعات تصل العشرين ساعة في اليوم في بعض الأوقات , وفي ظل إغلاق للمعابر , وحالات الفقر الشديدة بسبب البطالة المستفحلة وعدم ايجاد فرص العمل , وضيق ذات اليد لعشرات الآلاف من الأسر التي لم تستطع شراء ملابس العيد لاطفالها .
وأما في ضفتنا المحتلة والقدس , فالأقصى يدنس كل يوم على أيدى قوات الاحتلال ومستوطنيه , بينما الخليل تخضع للحصار والاغلاق , وعمليات القتل تتواصل يوميا لشبابنا وفتياتنا , بحجج واهية من الاحتلال , عن قيام أولئك الشبان والفتيات بمحاولات طعن الجنود والمستوطنين بالسكاكين. وما زاد هذا العيد كآبة وحزنا , وقوع عدة أحداث من القتل في شهر رمضان في مناطق نابلس وجنين , بسبب شجارات بين العائلات , أو بسبب الفلتان الأمني من بعض المسلحين الخارجين عن القانون والزعران , والتي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص , وجرح العشرات , ووقوع أعمال حرق وتخريب للمنازل والمحلات .
أما في محيط عالمنا العربي والاسلامي , فلا شيء يسر على الاطلاق , فمظاهر القتل والدمار والارهاب تضرب في كل مكان في سوريا والعراق ولبنان والأردن وليبيا واليمن ¸في سوريا والعراق ولبنان والأردن وليبيا واليمن , إلى أن وصلت يد الارهاب عشية العيد إلى المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة , فأي عيد هذا الذي نحتقل به ؟!!
ولم أر في مثل هذا اليوم أنسب من أبيات قصيدة ( العيد ) للشاعر اللبناني الراحل ايليا أبو ماضي يصف حال الاحتفال بالعيد , كان قد كتبها قبل 75 عاما , وهي تنطبق علينا الآن , وكأنه يكتبها اليوم :
أَقبَلَ العيدُ وَلَكِن لَيسَ في الناسِ المَسَرَه
لا أَرى إِلّا وُجوهاً كالِحاتٍ مُكفَهِرَّه
وَخُدوداً باهِتاتٍ قَد كَساها الهَمُّ صُفرَه
وَشِفاهاً تَحذُرُ الضِحكَ كَأَنَّ الضِحكَ جَمرَه
لَيسَ لِلقَومِ حَديثٌ غَيرُ شَكوى مُستَمِرَّه
قَد تَساوى عِندَهُم لِليَأسِ نَفعٌ وَمَضَرَّه
لا تَسَل ماذا عَراهُم كُلُّهُم يَجهَلُ أَمرَه
حائِرٌ كَالطائِرِ الخائِفِ قَد ضَيَّعَ وَكرَه
كُلُّهُم يَبكي عَلى الأَمسِ وَيَخشى شَرَّ بُكرَه
فَهُم مِثلُ عَجوزٍ فَقَدَت في البَحرِ إِبرَه
د. عبد القادر فارس