هل بات الفراق والإنقسام شيئا اساسيا وأمرا مستعصيا او مرضا لا يوجد له علاج؟
بدء الصراع تحت مسميات كثيرة من شأنها الإصلاح والتغيير ، متهمة حماس السلطة الفلسطينية بالفساد والرشوة والمحسوبيات وغيرها من الإتهامات اللامنتهية،كمواطن فلسطيني أتفق معكم في كثير من إتهاماتكم ولكن أنتم علاجكم للخطأ كان بخطأ أكبر فعمقتم الإنقسام وإرتكبتم العديد من الجرائم بل وأكثر من ذلك بكثير
في السابق كنتم تتهمون السلطة الفلسطينية بأنها سلطة حماية للمستوطنات وللكيان الاسرائيلي وسلطة التنسيق الأمني وأن طاولة الحوار والمفاوضات لم تحقق شيئا، كان يستوجب علي السلطة الفلسطينية بموجب الاتفاقيات الدولية أن تحقق السلام وأمن الحدود جزء من تلك الاتفاقيات بحيت أن تستكمل المفاوضات وفقا لما هو متفق علية والتعامل مع المجتمع الدولي جزء من دبلوماسيتها الدولية كان هذا الأمر مرفوض من قبل حماس معتقدين ان السلطة تنفذ إملاءات أمريكية وكان هدف السلطة بالنهاية هو تحرير الارض الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود1967م وعاصمتها القدس الشرقية،لم يعجب حركة حماس مشروع المفاوضات وكانت في كل اتفاقية تقوم بوسائل عديدة من شأنها عرقلة المفاوضات من خلال إطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات.
السؤال الذي يطرح نفسة وهو بعد تمرد حركة حماس أثناء سيطرتها علي ثلثي المجلس التشريعي الفلسطيني من خلال الإنقلاب الغاشم الذي قامت بة وهو :هل إختلفت حركة حماس عن السلطة الفلسطينية في سياستها المتبعة؟
حماس لم تختلف كثيرا عن ممارسات السلطة فقد حافظت علي الحدود مع قطاع غزة أشد حفاظ ولا يجرؤ أحد علي إطلاق أي صاروخ مقاومة بدون موافقتها وحماس قدمت مبادرة من شأنها أن تقدم هدنة مع إسرائيل لفترة زمنية مداها عشرين عام وحماس تتلقي إملاءات إيرانية شيعية ،تعتقد حركة حماس انها تختلف عن السلطة الفلسطينية من خلال المقاومة والرد علي الهجمات الصهونية الشرسة علي قطاع غزة فأقول لكم أيضا كان هناك من أبناء السلطة ذاتها يعملون في حركات المقاومة وكانوا جزء من حركة فتح والسلطة وهم ما يعرفوا بكتائب شهداء الأقصي اللذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي أثناء الممارسات الاسرائيلية وتصعيدهم وكانت تلك الكتائب تقاوم وتنفذ العمليات أيضا.
إذا مجمل الحديث هو أن من يجلس علي رأس الهرم ويمثل السلطة سواء من فتح أو حماس يجب علية أن يتقيد بسياسات لا تختلف في مضمونها وإنما تختلف في جوهرها الخارجي فقط .
فلسطين اليوم أصبحت عبارة عن فتح وحماس وكلاهما منافق لا يهمة الوطن كثيرا والشعب بين قوسين هو ضحيتهم ،إن كنتم حقا تحترمون أنفسكم وتحترمون وطنكم فلسطين فيجب علي كلا منكم أن يقدم التنازلات لصالح فلسطين ولصالح شعب فلسطين الذي خرج علي عكس الشعوب العربية وطالب كلاكما بإنهاء الإنقسام ،أما الشعوب العربية فخرجت الي الشوارع العربية في العديد من العواصم العربية في ليبيا واليمن والبحرين ومصر وتونس تطالب بتغيير النظام ، منها من نجح ومنها مازال يطالب وينتظر تحقيق النجاح.
فهل نكون نحن الفلسطينيين كما يعرفنا العالم بأننا شعب عريق شعب مناضل شعب صاحب قضية عادلة ونحقق رغبة أبناء شعبنا وننهي الإنقسام؟ هل سنحترم إرادة أسرانا خلف قضبان الجلاد الإسرائيلي وسننهي الإنقسام؟
هل سنكون الأوفياء لدماء شهدانا اللذين ناضلوا من أجل فلسطين وقدموا أرواحهم في سبيل فلسطين؟
فلسطين أم الجميع وأكبر من فتح وحماس وإرادة الشعب يجب أن تتحقق وعلي كلاكما تقديم التنازلات وتخطي أمور كثيرة والإتفاق بشكل عاجل علي إنهاء الإنقسام والبدء الفوري في تعميق الوحدة تحت مظلة القانون ذلك من أجل فلسطين.
كاتب المقال / هاني زهير مصبح
[email protected]