حبا ً بأردوغان أوبغضاً به .. هل سنزيد إنقسامنا تعقيداً ..!!!؟

بقلم: منذر ارشيد


في موضوع الإنقلاب التركي ...علينا أن نأخذ بعض الدروس والعبر
وقد رأينا هذا التباين والخلاف في الاراء حول مؤيدين ومعارضين ...
وهذا أمراً طبيعاً وليس شاذاً..
نعم إختلفنا على آردوجان ولم نختلف على تركيا ..فتركيا وشعب تركيا وأبطالهم الشهداء
ما زالت دمائهم ماثلة أمامنا على شواطيء غزة (سفينة مرمريت )
فلا نستهجن تصريح من قال ...نحن مستعدون أن نموت على شواطي تركيا ..!
كثيرٌ منا لا يريد أن يرى الحقائق سواءً محبوا آردوغان أوكارهوه
ودائماً نتعامل كالمثل الشعبي المصري ....
حبيبك يبلع لك الزلط ....وعدوك يوقف لك عالغلط
رغم ذلك علينا أن نحترم بعضنا خاصة أننا كفلسطينيين نفتقد القائد والرمز
وكأننا نبحث عنه بين أنقاض وحطام المنطقة
فبعد غياب ياسر عرفات وأحمد ياسين وشعبنا منقسم وقد أصابه ما أصابه من ويلات
حتى فقدنا الأمل في كل شيء .
فمنذ عقود ونحن تائهون, فمنا من وجد في نصر الله ذلك الرمز, ومنا من كانوا عكس ذلك
الزعامة والشعبية تأتي من خلال موقف قوي وفعل أقوى .. فبعد الحرب الأخيرة على لبنان ومع ما أكده حسن نصر الله وقد صدق في موقفه , وفعل مقاتليه ما فعلوه ...
صعد نجم نصر الله ..فحصل على تأييد عارم حتى من شعبنا وممن كانوا يكرهونه ..
ولكن بعد فترة ومع توالي الأحداث التي مرت في سوريا تغير الحال وما عاد نصر الله كما كان سابقاً ...هذه هي السياسة لا تتجمد عند أحد مهما علا شأنه .
اليوم البعض وجد في آردوغان القائد الرمز بالرغم أنه لم يخوض حرباً ضد إسرائيل ولم يساعدنا في أي أزمة من أزماتنا مع حليفته إسرائيل" لابل علاقته تتوثق أكثر وأكثر وبكل وضوح رغم ما فعلوه بأبناء شعبه هو من الأتراك على شواطيء غزة ..!
سيقول قائل أنتم من فرط بقضيته وهذا ليس شأنكم يا أصحاب القضية يا من وضعتم أنفسكم تحت رحمة بطشهم وإستيطانهم ...!
نعم ...هناك مصالح وعلاقات تربط الناس ببعضها
وبعضنا الاخر يرى فيه عدواً مستقبلياً ويعتبره يخطط لإعادة الهيمنة العثمانية .
هنا لا أريد أن أدخل في التفاصيل الكثيرة والمعقدة ولكن علينا أن نكون حذرين وأكثر وعياً
فتجاربنا مع القادة والزعامات ما زالت ماثله أمامنا منذ عبد الناصر مروراً بصدام وإنتهاءً بياسر عرفات ...وهنا أيضاً علينا أن لا نتشنج كثيراً فالغباء السياسي تجلى في كل شيء
نترحم عليهم جميعاً ...ولكننا نتوقف عند محطات مفصلية نتسائل حولها ..!
آردوغان زعيم وقائد للدولة التركية .. وإذا كان هناك من يجب أن يحبه فعلاً هم الشعب التركي .. لأنه قدم لهم الكثير" وقد كانت تركيا قبله دولة فقيرة لاوزن لها ..
فأخرجها من الحضيض إلى القمة إقتصاديا واجتماعيا ً وتعليميا وصناعياً
ليس مهماً أن نرى هذا التأييد الكبير لآردوغان ونقف في وجه مؤيديه
وليس مهما أن نرى هذا البغض للرجل ونتصارع من أجله ....
المهم أن نعترف أولاً أننا بالأصل منقسمين ولدينا مشكلة مستعصية
وهذا الإختلاف حول آردوغان ليس هو المشكلة ....
( أللهم إلاإذا أراد البعض أن يجعل منه مشكلة جديدة )
المهم والأهم لنا نحن الفلسطينيين أن نأخذ دروساً وعبر مما جرى وما يجري ..!
العواطف شيء والواقع شيء ولا نفترض بأصحاب الرأيين الغباء أو الإبتلاء
هي وجهات نظر منها ما يعتمد على رؤية الجماعة أو الفصيل أو الرأي الشخصي
فدعونا لا نختلف ونتباعد ونفترق أكثر وأكثر أمام حب شخص أوبغضه
فالأشخاص زائلون وقضايا الأمة باقية ...لا تنتهي إلابإنتهاء الدنيا وما فيها.
العجيب في وجهات النظر أن هناك من أغلق عقله وأخذ الأمور بشكل عاطفي واعتبر الرأي الاخر معادياً له ولجماعته ..
وبدأنا نرى السجال العقيم وكأننا في حملة إنتخابات رئاسية
نقول لهؤلاء إصحوا نحن في فلسطين (والي فينا مكفينا )
وبخصوص ما حصل مؤخراً في تركيا .. هناك من اعتبر الإنقلاب إنقلاباً حقيقياً
وآخرين إعتبروه مسرحية من ألفها إلى يائها ....فاليكن ...
فالحقائق مع كل يوم تتكشف ولن يبقى السر سراً لأن الكل يتربص بالكل
فاليراعي كلٌ منا مشاعر الاخر وحرية التعبير
فمن أعتبروه حقيقياً لم يخطئوا لان المشهد كان على شاشات التلفاز..
والامور رغم تعقيداتها إلا أنه لا أحد لديه معلومات ولا أحد "يعلم بالغيب."..
وأكتمل المشهد بخروج الشعب التركي الذي هو صاحب القرار ..رائع
ومن إعتبروه مسرحية لم يخطئوا أيضاً.. لأنهم إستندوا إلا معطيات ووقائع غير منطقية...
ورغم هذا إكتمل المشهد دون مجزرة رهيبه وكأن ما حصل كان حُلماً..
بين هاذين الرأيين أقول التالي ...
وهنا إسمحو لي أن أنوه بأن مقالي هذا ليس لفتح السجال من جديد ..
مسرحية ..لا مش مسرحية ...وهات وخذ ( رُب وزيت وزيت ورُب)
خلاص إنتهينا من هذا ... (والعروس للعريس والدبك للمتاعيس )
فهدفي خالصاً لوجه الله تعالى حتى نتوقف عن أي نزاع بهدا الخصوص فنحن إخوة
فالنحصر خلافاتنا فيما نحن فيه ونحاول أن نخرج من أزماتنا الداخلية
كل الاحترام لكم جميعا من يحب ومن يكره .. فجميعكم ينطلق من منطلق واحد
وهو حبكم لوطنكم ولقضايا الأمه العربية والاسلامية وإنعكاساتها على القضية الفلسطينيه...
جميعنا على إختلاف آرائنا نحب شعب تركيا الشقيق ونتمى لهم السلامة والتقدم والإزدهار وأن يجنبهم الله ويلات الحروب والكوارث
فمهما حصل أوسيحصل ..فهذه ليس نهاية الدنيا ..
ومهما حدث فنحن لسنا طرفاً ويكفينا مشاكلنا وقضيتنا وتداعيتها
فالشعب الفلسطين أكثر شعوب الأرض معاناة
وأنتم إخواني على اختلاف وجهات نظركم أنتم جميعكم إخوان أحبه
وطنيون بامتياز
حياكم الله على اختلاف إنتمائاتكم الفصائلية
فأولا وأخيرا ً جميعنا ننتمي لفلسطين الوطن والقضية المقدسه
والله من وراء القصد

بقلم : منذر ارشيد