هل من شيم الاسلام اخماد براءة الأطفال؟

بقلم: عباس الجمعة

علمنا مرارة وبشاعة ما ارتكبه الكيان الصهيوني منذ اغتصاب ارض فلسطين ، ولكن ما نراه اليوم من قبل ادوات الارهاب التي هي جزء من الحركة الصهيونية من ارتكاب مجازر وقتل وذبح واغتصاب وضرب لكل القيم والاخلاق في المنطقة ، نرى ان حروبهم الشعواء لا هدف لها إلا القتل من اجل القتل لإرضاء رغباتهم وشهواتهم وإرضاء أسيادهم الصهاينة ومعهم القوى الاستعمارية ، وما ارتكبوه بذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى من سكان حي باب السباع في مدينة حمص الا دليلا على اجرامهم وحقدهم الاسود ، فهم لا يعلمون ان اطفال فلسطين هم يحملون لواء عروبتهم وقوميتهم ولا يسمحون لهؤلاء الارهابيين من تنفيذ مشروعهم التفتيتي وضرب قوى المقاومة والصمود في المنطقة ، وان جريمتهم البشعة لا تختلف عن جريمة حرق الطفل محمد ابو خضير و الطفل الشهيد الرضيع علي دوابشة وعائلته ، وان هذه الجرائم الموصوفة والمعروفة والتي تعبر عن سرطان الكراهية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني ، تتطلب من العالم أجمع ان يتحمل مسؤولياته، لانه لا يجوز ان يبقى الصمت على هذه الجرائم، تتطلب موقفا عربيا ودوليا واضحا من الارهاب الصهيوني والتكفيري وادواتهم التي تدعي انها معتدلة وفي مقدمتها حركة "نور الدين الزنكي" ، فهذا الطفل الشهيد عبد الله عيسى الذي ذبح على مرآى ومسمع العالم كان يدافع عن حقه بالوجود وعن حبه لوطنه لانه كان يتطلع مع اهله للعودة الى فلسطين الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها ، كما كان يحلم باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ان هؤلاء الارهابيين المجرمين ليست لهم مشاعر إنسانيه بل يؤمنون بالقتل والارهاب لتنفيذ المخطط الصهيوني الاستعماري من خلال تقديمهم لأسيادهم أرقام من القتل و الذبح والحرق والصلب والاغتصاب، فلغة الارقام عند هؤلاء هي الهدف فهم حاولوا وما زالوا وسيبقون يسعون الى محو هذه الأمة من الخرائط الديمغرافية والجغرافية والعقائدية في هذا العالم الدموي والذي تحكمه الآن شريعة الغاب الامريكية الاستعمارية الصهيونية .

و اليوم بدافع من الضمير الحي الباقي في الأمة أقف لأكتب عن الطفل الشهيد عبد الله عيسى وعن اطفال فلسطين واطفال سوريا والعراق لإظهار جرم القوى الارهابية التكفيرية وما يسمون انفسهم بالمعتدلة... و سأحاول قدر الإمكان أن أجمع المرارة والمشاعر الإنسانية حول ما شهدته من قتل البراءة الإنسانية ، من قبل هؤلاء المرتزقة مغسولي الأدمغة الذين هم ليسوا من بني البشر إنّما حيوانات متوحشة بهياكل بشرية، وأسأل العالم أليس عارا عليهم أن يقتلوا هذه البراءة، أليس من العار أن يدمّروا مخيمات الشعب الفلسطيني التي لها عنوان واحد هو حق العودة إلى فلسطين ، حيث دمّروا اليرموك والست زينب وحندرات وغيرها من المخيمات وشردوا اهلهم بعد ارتكاب العديد من المجازر, ومنهم من مات جوعاً او دفن حيًّا .

أطفال فلسطين وسوريا والعراق اليوم ليسوا بحاجة إلى عطف المجتمع الدولي ولا لدموع التماسيح ، فاتركوا سوريا وقوى المقاومة تقاوم هؤلاء الذين جلبتموهم لتدمير المنطقة ، لأننا نعلم ان من يدافع عن كيان عنصري صهيوني اغتصب الارض ، هو من يدعم الارهاب، لأنه

لا يؤمن بالمشاعر ولا العواطف الإنسانية... في هذا العالم الذي أصبح محكومًا و مرهونًا بيد قوى استعمارية صهيونية تعتاش وتنمو على رؤية الأشلاء والجثث وانهار الدماء .

فماذا يقول من يسمون انفسهم الاسلامويون عن الخطف والقتل الذين صموا آذانهم ، وأغمضوا عيونهم عما يقترفه هؤلاء الارهابيون القتلة بحق اطفالنا ونسائنا الذين لن تدين قنواتهم مثل هذه العمليات الجبانة... فهل يغضون النظر عن هذه الجريمة الشنيعة ، مثلما كانوا يفعلون مع كل جريمة ارهابية من قبل أم سيبادرون الى إدانتها ، إلا اؤلئك الذين تلطخت أياديهم بدماء الشعوب العربية لا يميزون بين طفل وامرأة ، بين صبي وشيخ ، لانهم شذاذ آفاق، جمعهم حب القتل وسفك الدم ، يعيشون خارج هذا الزمن ، يعيشون في عهود الظلمة والتخلف ، ويحلمون في الفكر الصهيوني ، حيث تدفع الشعوب العربية ثمناً باهضاً للحروب بالوكالة التي تدور على الارض العربية ولكن لا يمكن لهذا الواقع أن يحجب رؤية امتدادات الارهاب الى مناطق اخرى مختلفة عن العالم، وخاصة الى المناطق التي كانت وما زالت أكثر دعماً للارهاب بمختلف الوسائل المادية والمالية والبشرية.

وإذا كان فقدان الصواب هذا قد اصاب هؤلاء المجرمين ، فقد أصاب كذلك من ينظر لهم ، ويدافع عن افعالهم الشنيعة تلك ، امام ما يتعرض له اطفالنا من اجرام وارهاب في المنطقة وفلسطين ، هدفه اشعال نار الفتنة فهل هذه الافعال التي يرتكبونها ليلاً ونهاراً تارةً بالتحريض والإثارة و تارةً أخرى بالقتل وإزهاق الأرواح هي من الدين،الذي يتشدقون بتمسكهم به في كل مجلس ومقيل فهل يعلمون أن ديننا الإسلامي يحرم على المسلم المجاهد أن يقتل طفلاً أو عجوزاً أو شيخاً كبيراً أو امرأة أو يقطع شجرة؟! فهم اليوم يقتلون بحقدهم ألاطفال ... أين هم اليوم من الدين الإسلامي؟ هل سيكونون متسلّحين برغبات القتل والانتقام والبحث عن إرواء الغرائز العدوانية والهمجية؟

فالقوى الارهابية التكفيرية تؤجج المشاعر المعادية للاسلام والمسلمين، وتساهم في تخفيف الضغط على كيان الاحتلال الذي يرتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، لدرجة انه جرى انتخاب اسرائيل كرئيس للجنة مكافحة الارهاب في الأمم المتحدة، علماً ان اسرائيل أكثر دولة ارهابية ووحشية في العالم.

ختاما : نقول لا بد أن تلعب الدول العربية دوراً فاعلاً ومؤثراً في التصدي لقوى الارهاب المجرمة، ويكون ذلك من خلال اجراءات فعالة ومؤثرة ، كما على جميع القوى العربية وشعوبها استنهاض الطاقات من خلال دعم قوى المقاومة والصمود لإنقاذ الطفولة من هول الجريمة المستمرّة بحقّها وحقّ المجتمع والمستقبل من قبل القوى الارهابية التكفيرية المدعومة من القوى الامبريالية والصهيونية التي تقتل بوحشية الطفولة ، حتى ننقذ الطفولة، التصدي للقوى العنصرية واليمينية المتشددة المعادية لحرية الشعوب وتقدمها. وان هذه الاجراءات هي التي تضعنا في مقدمة الدول التي تكافح الفكر الاجرامي التكفيري وتحمينا من اجراءات التمييز العنصري.

بقلم/ عباس الجمعة