قدمته للقراء وأسميته حنظلة كرمز للمرارة في البداية ، قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كونيّ وإنساني. أما عن سبب إدارة ظهره للقراء، فتلك قصة تروي في المراحل الأولى رسمته ملتقياً وجهاً لوجه مع الناس وكان يحمل الكلاشينكوف وكان أيضا دائم الحركة وفاعلا وله دور حقيقي . يناقش باللغة العربية والإنكليزية بل أكثر من ذلك ، فقد كان يلعب الكاراتيه..... يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة .
أبرز أقوال ناجي العلي
نشأته :
ناجي سليم حسين العلي مواليد 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة ، بعد اغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة اضطر لمغادرة الوطن فلسطين و الذي قدم روحه لها وبداية نزوحه كانت إلى لبنان إلى قرية بنت جبيل وانتقل منها ليحط رحاله هو وعائلته في مدينة صيدا اللبنانية في مخيم عين الحلوة بالقرب من بستان أبو جميل قرب الجميزة " عرب الغوير " ، ليبدء مسيرته التعليمية في مدرسة " اتحاد الكنائس المسيحية " وبقي فيها حتى حصوله على شهادة ( السرتيفكا اللبنانية ) وحين اضطرته ظروفه الى ترك الدراسة ليتجه للعمل في البساتين في قطف الحمضيات والزيتون وبعد فترة وجيزة انتقل هو وصديقه محمد نصر شقيق زوجته إلى طرابلس ليتعلم صنعة في المدرسة المهنية التابعة للرهبان البيض لمدة سنتين ليغادر بعدها حيث بدأ في العمل في ورش صناعية في بيروت ، ومن ثم ليسافر عام 1957 إلى السعودية ليعمل في مهنته ويقيم فيها سنتين ليعود بعدها الى لبنان .
حاول أن ينتمي إلى حركة القوميين العرب ، أبعد أربع مرات عن التنظيم ، بسبب عدم انضباطه في العمل الحزبي . وفي عام1960 - 1961 أصدر نشرة سياسية بخط اليد مع بعض رفاقه في حركة القوميين العرب تدعى " الصرخة " . كما أنه في عام 1960م دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم ( أليكسي بطرس) لمدة سنة ، إلا أنه ونتيجة ملاحقته من قبل الشرطة اللبنانية لم يداوم إلا شهراً أو نحو ذلك ، وما تبقى من العام الدراسي أمضاه في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية ، حيث ( .. أصبح متواجدا دائماً في معظم السجون ، تارة يضعونه في سجن المخيم ، وأخرى ينقلونه إلى السجن الأثري في المدينة القريبة (سجن القلعة في صيدا – القشلة ) ، وأحياناً فإنهم كانوا ينقلونه إلى سجن العاصمة أو المناطق الأخرى بعد ذلك ذهب إلى مدينة صور ودرس الرسم في الكلية الجعفرية لمدة ثلاث سنوات .
وفي عام 1963م سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية رساماً ومخرجاً ومحرراً صحافياً ، وكان هدفه أن يجمع المال ليدرس الفن في القاهرة أو في إيطاليا ، وفي عام 1968م عمل في جريدة السياسة الكويتية لغاية العام 1975 ، و مع بداية العام 1974 عمل في جريدة السفير ، وقد استمر فيها حتى العام 1983، هذا وقد انتخب رئيس رابطة الكاريكاتيرالعرب في عام 1979م وفي عام 1983م عمل في جريدة القبس الكويتية وبقي فيها حتى أكتوبر 1985 . وبعد العديد من الضغوطات على الكويت نتيجة لرسوماته ، ترك الكويت وتوجه إلى لندن حيث عمل في" القبس" الدولية وذلك عام 1985 م
متزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينية وله منها أربعة أبناء وهم خالد وأسامة وليال وجودي .
أبرز أعماله :
• أصدر ثلاث كتب في الأعوام ( 1976 ، 1983 ، 1985 ) ضمت مجموعة من رسوماته المختارة
• كان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن الرصاص الغادر حال دون ذلك .
• حصلت أعماله على الجوائز الأولى في معرضي الكريكاتير للفنانين العرب أقيما في دمشق في ( 1979 ، 1982 ) .
• عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين والفلسطينيين .
• نشر أكثر من 40 ألف لوحة كريكاتورية طيلة حياته ، عدا عن المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج ،
• اختارته صحيفة أساهي اليابانية كواحد من بين أشهر عشرة رسامي كريكاتور في العالم .
لحظة الإغتيال :
قصة اغتياله تبدأ في ظهيرة 22 تموز 1987 عندما عندما وصل ناجي العلي إلى شارع آيفز حيث يقع مكتب صحيفة القبس الدولية ، وبينما كان متوجها" إلى مقر الصحيفة اقترب منه شاب مجهول وأطلق عليه رصاصة أصابته قريب أنفه من مسدس ، سقط بعدها ناجي على الأرض فيما فر الجاني ، الذي فتح صفحة جديدة في تاريخ الاغتيالات ، حيث كان ناجي أول فنان رسام كريكاتير يقتل من أجل خطوط بسيطة بالأبيض و الأسود ،معبرا" فيها عن قضيته ومأساة شعبه الفلسطيني .
هذا وقد كتب ناجي في وصيته أن يدفن إلى جانب والديه في مخيم عين الحلوة في صيدا حيث نشأ وترعرع فيها ولكنه دفن في لندن في مقبرة بروك وود الاسلامية ليحمل قبره الرقم 230191 ليصبح حنظلة رمز للصمود والاعتراض على ما يحدث وبقي بعد اغتيال ناجي العلي ليذكر الناس بناجي العلي .
بقلم الأستاذ وسيم وني " اتحاد الصحافة العربية"