ارحب بموافقه حركة حماس للموافقة لا جراء الانتخابات المحليه. لن اخوض في التكهنات عن اسباب موافقه حماس، وان كان سيكون اجراءها سهلا في ظل وجود القطاع تحت القبضة الأمنية لحماس، وما هي فرص فوز حماس في قطاع غزه الذي عاني كل انواع الحصار والدمار بسبب تهور حماس بالانقلاب. المهم عندي ان تعود الامور لصوابها فيرجع للمواطن حقه المسلوب مذ عام 2011 في انتخاب قيادته بشكل ديمقراطي سليم. واتمنى ان نذهب لانتخابات تشريعيه ورئاسيه ايضا بدون وضع شروط تعجيزيه ومعضلات كالتي وضعت في طريق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتتولى حكومة الوحدة الوطنية المشكلة بعد الانتخابات بعد ذلك توحيد الوطن. بل اتمنى ان تجرى انتخابات او استفتاء حول استلام معبر رفح فيختار الشعب من يمثله، وهنا لن تجد مصر بد من قبول الممثل الشرعي لفتح المعبر وحتما سيكون وجود لحرس الرئيس عليه.
من الغرابة ان نسمع ان حماس ستختار كفاءات في قوائمها. وسأعلق على هذه النقطة تحديدا . هل وضعت حركة حماس يوما كفاءات في قوائمها وكانوا غير موالين لها بشكل تام. والأمثلة لذلك لا تعد ولا تحصى كالدكتور زياد الظاظا الذي شغل وزارة المالية في حكومة حماس ويشغل اليوم رئيس حكومة الظل ويقف حجره عثره امام تمكين حكومة الوفاق وتطبيق خططهم في توحيد المؤسسات وتحقيق المصالحة من خلال اشتراط اعتماد موظفي حماس المسبق وبدون عوده الموظفين القدامى الا وفق شروط حماس خلافا لاتفاق الشاطيء، هذا بالإضافة لجهوده الحثيثة في توزيع الاراضي على موظفيهم بدل استحقاقاتهم. ومثال اخر جمال الخضري الذي شغل رئيس امناء الجامعة الإسلامية وملا الجامعة الإسلامية باكاديميين من حركه حماس حصرا من دون باقي فئات الشعب وانا ابرز ضحايا سياسه الجامعة العنصرية. ثم اكمل جهوده في وزاره الاتصالات اذ مكن لحركة حماس بمجرد قومه فقام بسلسلة تعيينات لمناصب عليا مما سهل الانقلاب فيما بعد. وقس على ذلك معظم وكلاء الوزارات هم كفاءات عالية المستوى لا يستهان بها وبخبراتها الا ان ولاءها الاول والاخير لحركة حماس فلا تستطيع ان تخرج عن قراراتها، وابرزهم وكيل وزاره التربية والتعليم في غزه قد قام بتغيير ادارات كافة الجامعات والكليات والمدارس لعناصر مواليه من حماس ويقف حجر عثره امام حل ملف جامعه الاقصى، بل قام بسحب جدول تدريس لي بكليه خان يونس للعلوم والتكنلوجيا فقط لانني غير مواليه لحماس. هذا بالإضافة للكفاءات الذين يديرون لنا سلطة الطاقة وشركة الكهرباء للتوزيع وقامت بتعيينهم الحركة فتسببوا لنا بنكبه كبيره في الكهرباء وبتنا لا نحصل على 5 ساعات كهرباء باليوم بعد ان قررت ادارتها توفير اموال الجباية وعدم شراء الوقود بحجج لا تنطلي على الشعب مع ضمت الجهات المعنيه.
ثم سؤالي الاخر لحركة حماس، هل تحترم هي بدورها الكفاءات وقد اعمتها العنصريه فباتت لا تعترف الا بالكفاءات الموالية لها بينما تقوم بأقصاء وتهميش باقي كفاءات الوطن وعرقله طريقهم بكافة الطرق وتغلق الابواب في أوجههم لدى شكواهم في المجلس التشريعي، ولا يسال عنهم الا الأجهزة الأمنية بعد ان اصبحوا نشطاء ومعارضين من كم الفساد الذي يرونه في المجتمع بدون اي افق للاصلاح.
هذا الكلام ليس لحركة حماس، بل انه لأي فصيل يريد ان يخدعنا بأسطوانة الكفاءات. ولا اعرف كيف هي الاوضاع في الضفة لا حكم على الامور، لكن نعرف ان السلطة تستوعب الجميع ولا تغلق الابواب في وجه المواطنين كما لم تعرض المواطنين للحصار والحروب وفتحت ابوابها للمصالحة والانتخابات. ببساطه لا يوجد كفاءات غير مواليه بشكل جذري لفصيلها وتأتمر بأوامرها بشكل مطلق.
الكلمة الفصل ان ارض غزه لأهلها فقط وليس حكرا لأي فصيل يستفرد به ويجره لأجنداته المتهورة ابتداء من الانقلاب الذي جاء بالحصار واغلاق المعابر ثم تلاه الحروب بدون أي نتائج عمليه لرفع الحصار مع تعطيل الانتخابات تحت حجه الانقسام للاستفراد بالسلطة في شقي الوطن. المواطن يذهب للانتخاب لاختيار قياده لمده 4 سنوات فقط وهو يعلم ان بإمكانه تغييرها لو لم تعجبه ، ولا يذهب لاختيار قيادات تأتي بانقسام لتستفرد بالسلطة وتجره لأجنداتها وتمارس نفوذها وفسادها المطلق بدون محاسبه لاجل غير مسمى . وقد تعلم اهل غزه درسا موجعا منذ عوده السلطة للقطاع ان الفصائل هم سبب معاناته، وهو ان كان مواليا لهذا وذاك اليوم فذلك لان فرض ذلك عليه الاختيار من قبل الفصائل على اثر صراعهم على السلطة. فاعيدوا السلطات لشعبها.
ختاما اتمنى ان تأتونا برؤساء بلديات يستحقون مناصبهم يكونون متخصصين بالهندسة المدنية والتخطيط الاستراتيجي لمصلحه الوطن والمواطن وليس مصلحه فصيلهم ومزاجاتهم، والاهم من ذلك ان يتسموا بالعدل الذي نفتقده.
سهيله عمر
[email protected]