كثر الحديث هذي الأيام في الأوساط الشعبية الفلسطينية،عن الانتخابات البلدية التي قررت حكومة الحمد الله الفلسطينية إجراءها في الضفة وغزة في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول القادم..لم يكن الحديث عن الانتخابات من قبل الجمهور من باب الاهتمام.. أو القشة التي تصور الغريق أنها قد تمكنه من الإنقاذ وسط أمواج البحر المسعورة،و قبل التقاط أنفاسه الأخيرة .. وإنما لأن المجتمعات بصورة عامة لا حديث لها سوى عن خبر الساعة ..صحيح أن إجراء مثل تلك الانتخابات هو خطوة في الاتجاه الصحيح إن تمت ..لكن الخوف كل الخوف هو أن تسفر نتائجها عن تعميق الانقسام الفلسطيني ،وتعكير الأجواء السياسية أكثر فأكثر ولا يمكن أن نستثني دور الاحتلال الإسرائيلي كعامل حفاز والذي له دوره و أهميته في الكيمياء ،وعلم الأحياء ذاك العامل الذي يعرف بأنه قادر على تغيير معدل التفاعل تسريعه أو إبطائه دون أن يـُستهلك ولكن الفرق هو ليس تنشيط للتفاعلات الحيوية كما جرت العادة وإنما التدمير والتخريب والإفشال لأي مشروع ٍ يهدف للتقارب السياسي أو الديمقراطي الفلسطيني إذا العامل هنا دوره الرئيسي هو .. صب الزيت على النار محاولة لإفشال تنفيذ مثل تلك الانتخابات ..الصحيح هي أن الصورة العامة في الأوساط الشعبية الفلسطينية ،رغم كثرة الحديث والدعاية الإعلامية عن خوض مثل تلك الانتخابات هي عدم الاكتراث ، وفقدان الثقة رغم الخلاف بين مؤيد ومعارض أومشارك وغير مشارك ..لكن التساؤل الذي يمكن أن يثيرني كما الآخرين هو ..هل أن الوقت أو الموسم الانتخابي ملائم فعلا خاصة في مثل تلك الأجواء وسط الفقر المدقع ،والبطالة المتفشية وإغلاق السلم الوظيفي واقتصاره فقط على فئات معينة، و صعوبة العيش.. والحياة الخانقة ، وفقدان الأمل لدى الكثيرين من تغير الأحوال.. وان الأوضاع تعود للوراء نحو الهاوية.. بل وبسرعة فائقة..كنت أتمنى وبرأيي الغير ملزم ورؤيتي الضيقة جدا .. أن تكون التربة خصبة لتنمو النبتة،فيستفيد الجميع من جني ثمارها بعدما ثبتت وامتدت جذورها بأغوار الأرض التي تحتضن الجميع لكن بكل أسف لطالما انه ليست هناك أي ملامح ٍ للتوافق السياسي أو التصالح السياسي فلا يمكن أن تنجح مثل تلك الانتخابات ولا غيرها ..ليس من باب التشاؤم ما أقول وإنما الحقيقة دائما مرة وصعبة ..كم اشتقت لسماع تلك الأغنية ،والتي يتقشعر لها كل كياني كلما سمعتها رغم اعتزالي سماع الغناء تلك الأغنية التي لاقت قبولا ورواجا شائعا في الأوساط الشعبية العربية فترة الثمانينات وبداية التسعينات ،والتي مطلعها..سلامات سلامات سلامات ..ياحبيبنا يابلديات ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة