كيف يجري تطويع الفضاء الإجتماعي العام للمجتمعات ؟ ... فلسطين ليست استثناء

بقلم: يوسف شرقاوي

من المجدي بمكان هنا التكثيف والتركيز لتسليط الضوء على كيفية تطويع الفضاء الاجتماعي العام للمجتمعات عامة وفلسطين خاصة،حيث تتسارع المستجدات هنا في فلسطين وقد نشهد مستقبلا ان بقيت الأمور على حالها "صوملة" للمجتمع الفلسطيني في ظل الغياب اللافت لقيادة يومية حقيقة هنا في فلسطين واقتصار اداء القيادة على ادارة علاقات عامة اقرب الى الاحتفالية منها الى ادارة مجتمع يرزح تحت نير احتلال استعماري اجلائي.
وأود هنا تلخيص الموضوع بنقاط عامة محددة مااستطعت لايصال الفكرة,
-تصفية مراكز الخطر المعارضة والمحتملة كذلك على بنية النظام الاقرب الى النظام القمعي البوليسي، حيث ان النظام دؤوب ومثابر في انتاج نظام بوليسي قمعي ،لتسهيل تصفية ماتبقى من ثوابت القضية الفلسطينية،واخطاع الجماهير بالقوة للقبول بتلك التصفية،وذلك عبر ترسيخ وتعميق الآتي:
-السيطرة على معظم مناحي الحياة في المجتمع اقتصاد، امن ،اعلام، ثقافة
-ضرب الأمن الوظيفي ،والإجتماعي ،والإقتصادي للمجتمع.
-الإذلال المبرمج والمتدرج للشعب ،عبر تعيين مسؤولين بلا تاريخ او ثقافة او خبرة في مفاصل المجتمع "القهر الإجتماعي" المبرمج للمجتمع،واطلاق العنان لهؤلاء باستغلال ولائهم ونفوذهم للثراء السريع،ودعم طبقة اجتماعية معينة لتسهيل سيطرة وتحالف الأمن والمال.
-السيطرة على وسائل الاعلام المحلية ،وتطويع وسائل الاعلام الخارجية عبر تسهيل وصول اعلاميين مغمورين الى مراكز القرار في تلك الوسائل،ومن ثم تعيينهم كمستشارين لدى صناع القرار.
-تعيين شخصيات ضعيفة موالية في واجهة الحزب الحاكم لتسهيل اتخاذ لقرارات من قبل رأس لنظام بطريقة سلسة وبدون معارضة.
-ضرب الوعيّ العام المجتمعي باشاعة تقوية ازعاج المجتمع عبر تعيين اكبر عدد ممكن من مايسمى ب"المندوبين" وهذا يعني التخريب الممنهج وهز اسس المجتمع وضرب السلم الأهلي مستقبلا،عبر استغلال هؤلاء والذين هم ابناء المجتمع اساسا لهدم قيم المجتمع بأيديهم "التدمير الذاتي" لقيم المجتمع.
-انتاج مجتمع مرتجف رعديد يخشى ويهاب العمل السياسي للدفاع عن نفسه امام مايرتكب من موبقات بحقة،وهذا يعزز من ديكتاتورية وعجرفة النظم السياسي،والاستخفاف بالرأي العام،وتمرير مايحلو لهذا النظام من قرارت تمس بكرامة المواطن والوطن.
-مسخ الثقافة الشعبية للمجتمع بتعيين شريحة من الموالين من سياسيين واقتصاديين ومهنيين ،ورجال دين ودعاة بلا خلفية فقهية،لقتل الأمل في صفوف المجتمع وابادة مشاعر المواطنين،وترسيخ الانقسام المجتمعي.
-شل الاقتصاد العام "العمود الفقري" للمجتمع ولاستحواذ على المال بأيدي قلة في المجتمع تتحالف من النفوذ والامن لدعم واستمرار النظام السياسي وترسيخ نفوذه،اي تماسك تلك الشرائح بوجه المجتمع.
-التحالف مع المحيط الاقليمي لضمان استمرار الدعم الخارجي للنظام السياسي،السعودية،مصر،الخليج،الاردن .
-تسمين قاعدة "السحيجة" والمنافقين بوجه القاعدة الجماهيرية الحقيقة "تزييف المجتمع"ن
-تعطيل الانتخابت الدورية الرئاسية ،التشريعية، المجلس الوطني.
تعطيل عمل السلطة التشريعية.
-اخضاع التوظيف العمومي للمسح الأمني.
-عدم اجراء اصلاحات تذكر على مناحي هي الأهم في المجتمع " تعليم ،صحة، قضاء"
-عدم اجراء صلاحات ادارية في السلك الدبلوماسي وتركه خاضعا لنفوذ مراكز القوى والعائلية.
-ابقاء متنفذين على رأس مفاصل هامة من الحياة السياسية "التنفيذية" و"رئاسة المجلس الوطني" و"الصندوق القومي".
هذه ابرز عوامل تطويع الفضاء الإجتماعي العام للمجتمعات.

يوسف شرقاوي