استطاع دحلان ان يفهم طبيعة المعادلات في داخل فتح واستطاع ان يأخذ تجربته بين الحيتان واسماك القرش ""وهو ابن المخيم"" والتي افرزتها مناخات الثورة بعد الخروج من بيروت من تكالب على المصالح في ظل فوضى سياسية بل سياسات هلامية كانت تنجذب نحو مغناطيسية التجاوب للحفاظ على الوجود الذاتي فقط ولو كان ذلك بالتفريط عن ما اعتاد عليه وفهمه الشعب الفلسطيني عن الثوابت الوطنية .
كيف حقق دحلان ذاته الحركية والوطنية والوظيفية في داخل هذا الكوكتيل الذي يحتوي على كم من التعقيدات وفي ظل توازنات لا وحدة عضوية وبحضور وحياة بعض التاريخيين للحركة مثل ابو عمار وابو جهاد وابو اياد وابو مازن ولكن كان همه الارض المحتلة فكان له النصيب وما اراد بان يعمل في الغربي مع امير الشهداء ابو جهاد ، بلاشك ليس كل من ضرب بالفأس يزرع وليس كل من زرع ينتج ولكن المعادلة تختلف مع الشاب محمد دحلان ، وما اجمع عليه الكثيرين من ذكاء حاد وبساطة الطرح وقوة الحركة والعمل والفعل والقدرة على الاستقراء وفهم الواقع والاستفادة منه اي يمتلك كاريزما تختلف عن كل من حوله من سمك القرش والحيتان التي ترى بعين واحدة وتستخدم ادوات العنف اذا تهددت مصالحها .
الكثيرون لم يفهموا محمد دحلان ومن تبقى منهم للان ومنهم من فهمه بعد وقت .... دحلان المهذب ذو الاخلاق الرفيعة عندما تفرض المناخات بعد خروجه مبعدا من غزة ان يختلط مع هذا الواقع الموبوء في الوجود في العواصم العربية ، اعتقد محمد دحلان لم يكن سعيدا بما يشاهده ويلمسه من انحراف سلوكي وبرمجي يبتعد رويدا رويدا عن متطلبات الشعب الفلسطيني الوطنية ، وقد اغوص في اعماق التفكير لمحمد دحلان عندما يرى دكتاتوريات تتحكم في المستقبل الوطني للكادر او الافراد ، وهنا تأـي البراعة الغير صدامية بتحقيق الذات والطموح الوطني من خلال فهم دقيق للمعادلة الوطنية والاقليمية والدولية .
هوذاك الفتى الذي اسس الشبيبة في الداخل وتحمل الاعتقالات المتكررة من الاحتلال وهو اكثر فهما لسلوك الاحتلال سيكولوجيا وهنا دقة الفهم بكيفية التعامل مع الاحتلال والفهم الدقيق لفهم القيادة الفلسطينية الى اين تسير وتتجه ، لم يكن مقررا في برنامج سياسة سمك القرش ولكن كان ذو رؤية ثاقبة استطاعت ان تحافظ على وجوده من ردات فعل استخدمتها الوبيات في في فتح لاقصاء كل من ترى انه يهدد مصالحها .
لم يكن شريكا في اوسلو ولكن قبل ما كلف به مرحليا ولا نستطيع ان نقول انه كان على قناعة بهذا النهج ولكن لاخيارات ولا ممرات الا من خلال هذا الطريق والذي استطاع بجدارة ان يحقق جزءا من طموحات الشباب الوطنية والتي هي طموحاته الوطنية في نفس الوقت ، ولذلك كان له اعداء كثر ..... ولذلك كان هدفا للتامر عليه من اكثر من محور وجبهة .
استخدمت ضدة ماكينة اعلامية ضخمة في حين هم المفاوضين وهم من دخلوا اوسلو وهم من فتتوا فتح وهم من سرقوا وهم من نهبوا والى ما تبقى وسمي صندوق الاستثمار والاراضي والشركات الخاصة وغيره من استنفاذ ارصدة الشعب وارصدة فتح.
بعد فصلة من المركزية حاولوا ان يغتالوه سياسيا واستخدموا كل الادوات الاخلاقية واللاخلاقية ، وهناك اخوة شرفاء وقفوا بكل صلابة مع القائد الشاب ، وكانت ايام عصيبة لا يثبت فيها الا الرجال الرجال فمن يناصر محمد دحلان وطموحاته العادلة كأنه قابض على جمرة من النار ....دحلان كان اقوى من كل الاعاصير والمشوشات والمحبطات ولانه يحمل هدفا وطنيا ساميا من اجل الحقوق ومحاربة الفساد والمخاتير وما تفرضه من سلوكيات في داخل فتح والمؤسسات الفلسطينية .
بعد فصله من المركزية دحلان ينتشر حيث يصبح حالة وطنية شعبية ، ينتشر على المستوى الاقليمي ..... ينتشر على المستوى الدولي ...... يحقق ذاته الوطنية والانسانية بالوقوف الى جانب فقراء شعبه ..... يقف مسندا للعجلة التعليمية ودعمها يقف مع المرضى والجرحى واحلام الشباب ..... يقول عنه الاعداء قبل الاصدقاء انه سيدخل الى قيادة الشعب الفلسطيني من اوسع الابواب .
اخوة دحلان ورفاقه من فتح والحركة الوطنية وجدوا من سلوك محمد دحلان تيارا اصلاحيا قاعدة القاعدة الشعبية العريضة في الوطن ، حلم الجميع في الاصلاح بعد تراكمات خلفتها اوسلو سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا وبشكل وركيزة اساسية ذاك التشويه الثقافي للثقتفة الوطنية ، المهمة صعبة ولكن ليس هناك شيئا مستحيلا المهم نقطقة الانطلاق نحو الاصلاح وان تنتقل الحالة من الحالة الشعبية التي تتسم بالفوضى وعدم الانضباط الى حالة الترتيب والنظام والانطلاق وتكريسا للرؤية الاصلاحية نحو وحدة فتح واعادة انبعاثها الثقافي والادبي تبويبا للوحدة الوطنية والاسلامية التي تحقق ثقافة وطنية واعية وبرنامج سياسي واحد يستطيع ان يجابه سياسة الاحتلال ولانبعاث جديد للبرنامج الوطني
بقلم/ سميح خلف