لحيفا بحرٌ لا يَنامْ
بحرٌ .. يَسّكنُ قلبَ المدينة، هَديرُ الموجِ
يأخذكَ .. إلى موشحٍ باكٍ..
يردده صوتٌ مذبوحٌ يَسقيكَ العلقم
تِلّكَ هي أولى البدايات
عَنّ بَحّرٍ .. سرقه الجيش والعسكر ..!!
حيفا التي ..
تَسكُنها الأمِنيات
ظِّلُ الروحِ الذي لا يُفارِقُنا
بحرٌ مِنْ مرمر، شَواطئٌ مَرَ عنها العابِرونْ
تركوا أخبارهم منقوشةً على جدرانها العتيقة
حيفا التي ..
تَرَبَعَتْ .. فوق مَروجِ البَوّح
فَتاهتْ قَصائِدُنا.. وضلّت أمانينا
وَزَمجَرَ بَحرُها الُلجِيّ .. بكل المعاني
صَدَحَتْ أَغانينا
أيا .. حيفا يا مَدينةَ البَحر
أناديكِ نِداءَ المتيم .. يسمو النِداءُ بِصِدقِ قوافيناْ
ليَّلَكِ السهر..
فَجَّرَكِ الضياء ..
ضِياؤكِ المرح ..
روحكِ الحياة..
وما بين روحي .. وروحكِ
عقدٌ من اللُؤلؤ، مُزَيَنٌ بِعَبير الذِكريات
لن يُقّطع..
حيفا التي ..
نَسَجَتْ مِن خَيالاتِ اغترابنا .. في المنافي
طيفاً متمرداً، يرافقنا أينما كنا..
أَنْا وَلَيّلُكِ، صَقيعٌ يخترقُ الروح
حُبٌ مُؤَجلٌ يُرَطِبُ ماضي الذِكريات
على ألواحِ التاريخ نَنقُشُ معانينا.
في مداراتِك .. نَكتَوي بنار البعدْ
ولوعَةِ الفقد ..
نَحّتَرِق .. خلفَ جدارٍ أصَم
قلبان توحدا في العشق..
أسلاكٌ شائكةٌ تَجرَح الروح
تُبكي مآقينا ..!!
بقلم/ سامح عوده