هل بتنا أمام آمر غرفة عمليات لإحداث فوضى وانفلات امني لتمرير انقلاب ضد السلطة الوطنية

بقلم: علي ابوحبله

يبدوا من معطيات الأحداث في الضفة الغربية أننا بتنا أمام آمر غرفة عمليات لإحداث فوضى وفلتان امني تشمل الضفة الغربية وتمهد لتمرير المخطط الإسرائيلي لإيجاد البديل عن الرئيس محمود عباس وتنصيب من تراه إسرائيل مناسبا لها وفق خطتها لتصفية القضية الفلسطينية
الرئيس محمود عباس رفض لقاء نتنياهو في بروكسل مما عرضه للهجوم من قبل رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو ، هذا الهجوم له دوافعه ودلالاته لان إسرائيل في قفص الاتهام أمام المجتمع الدولي وان الاتحاد الأوروبي يعلم أن إسرائيل ما زالت مصره على ممارساتها وعدوانيتها واحتلالها لفلسطين .
البيان الصادر عن مكتب نتنياهو يؤكد الإمعان الحقيقي لرفض أي مبادرة للسلام بدليل إعلان الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلينمن فوق المنصة ذاتها، رفض بلاده القاطع للمبادرة الفرنسية ووصفها بالفاشلة. وهذا دليل على كذب الادعاءات والاتهامات الاسرائيليه والتي صدرت عن مكتب نتنياهو ، وزعم خلالها أن “أبو مازن أظهر وجهه الحقيقي أمام البرلمان الأوروبي”، وأنه من يرفض لقاء رئيس دولة إسرائيل أو رئيس حكومتها بهدف العمل من أجل إجراء مفاوضات مباشرة، وهو من ينشر شائعة فرية الدم أمام البرلمان الأوروبي، ويزعم أن حاخامات أصدروا فتوى بتسميم مياة الفلسطينيين.
وقد تعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحمله من الانتقادات والهجوم بفعل خطابه أمام البرلمان الأوروبي من قبل موشيه يعلون وزير الحرب المستقيل ، ومن سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون الذي شن هجوما حادا ضد رئيس السلطة الفلسطينية، على خلفية رفضه لقاء ريفلين، زاعما أن خطابه في بروكسل يحمل الكثير من الأكاذيب والتحريض ضد اليهود.
رسالة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحسب ما تدوالته بعض الصحف ووسائل الإعلام وما تضمنتها من نقاط خمس لا تعدوا كونها عن اشتراطات ليس إلا وهي بعيده عن جوهر تحقيق السلام المنشود ’
فقد جدد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهامه للسلطة الفلسطينية بممارسة التحريض ضد (إسرائيل).ودعا نتنياهو رئيس حكومة المستوطنين والتطرف ، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس إلى العمل لوقف ما سماه "التحريض"، وذلك عبر رسالة من خلال وسائل الإعلام، الجمعة 15-7-2016.
وخاطب نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائلا: "خلال السنوات الأخيرة رفضتَ الالتقاء معي للتفاوض من أجل تحقيق السلام وآمل أنك ستستمع إلى الرسالة التالية".
وتضمنت الرسالة اتهامات لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان أبو العينين بالتحريض وقال: "أطلب منك أن تقيل هذا المستشار"، كما اتهم حركة فتح ومنظمة التحرير بـ"التحريض على القتل".
وقال: "منظمة التحرير تدفع راتبا شهريا لكل من يقتل يهودا.. أطلب أن تتوقف عن دفع الرواتب لهؤلاء وبدلا من ذلك تصرف تلك الأموال على تمويل تعليم التعايش.. علّم التسامح وليس الإرهاب"، حسب تعبيره.
أن رسالة نتنياهو هي تسلط وتجبر إسرائيلي وان حكومة الاحتلال بتصورها أن سياسة الاملاءات والشروط تحقق لها مبتغاها لاستسلام الشعب الفلسطيني
تصريحات وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان الذي استهدف وبشكل مباشر الرئيس محمود عباس « ابو مازن" ووصفه من خلالها بانه عقبة على طريق السلام يجب التخلص منه .
هذه المواقف والتصريحات تجعلنا نتوقف امامها مليا لنحللها وفق معطيات الميدان لنجد ان هناك آمر غرفة عمليات لإحداث فوضى مقصوده تستهدف حركة فتح ووحدتها وان هناك قوى إقليميه تدفع بهذا الاتجاه لصالح أطراف فلسطينيه معروفه ومستعدة لتقديم تنازلات للكيان الإسرائيلي
نجاح حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني بإجراء انتخابات لحكم الهيئات المحلية بموعد استحقاقها ومشاركة جميع القوى والفصائل الوطنية وحماس والجهاد أربك المخططون وعجل في مشروع الفوضى والعبث الأمني بالضفة الغربية ضمن مخطط الانقلاب على السلطة الوطنية الفلسطينية لاستهداف الرئيس محمود عباس ضمن محاولات الاستهداف للاجهزه الامنيه وإضعافها عبر إثارة النعرات الطائفية والعشائرية وتمزيق وحدة حركة فتح والعمل للحيلولة دون إجراء الانتخابات لحكم الهيئات المحلية بموعد استحقاقها في محاولة للمراهنة على فشل السلطة في ضبط الشارع الفلسطيني .
سياسة الاحتلال الاستيطانيه والتوسعيه هو بتكريس الانقسام وفرض اجنده غير وطنيه ، حيث تجري محاولات حثيثة وممنهجة لتشويه وتغييب دور المؤسسات التاريخية والشرعية والوطنية : منظمة التحرير الفلسطينية وأحزابها ، وتدمير حركة فتح مؤسِسة المشروع الوطني وحاميته وموضع رهان الشعب الفلسطيني ، والتشكيك بجدوى مقاومة الاحتلال حتى وإن كانت سلمية ، وتقزيم دور الحكومة ومكانتها في صناعة القرار الوطني داخليا ودوليا بحيث يصبح دورها خدماتي فقط ، وتجاوز والتحايل على القانون الأساسي والمجلس التشريعي . محاولات ليس فقط لتدمير وتشويه هذه المؤسسات بل والانقلاب على مجمل التاريخ الوطني وتشويهه ، وهو نفس الهدف الذي تشتغل عليه إسرائيل .
إسرائيل تدرك أنه لا يمكنها الانتصار على الشعب الفلسطيني عسكريا ، فإنها تعمل على تحطيمه وتدميره من داخله بضرب مقومات استمرار يته كشعب طوال أكثر من أربعة آلاف سنة ، واستمراره صامدا في وجه المشروع الصهيوني طوال مائة سنة ، وهذا لن يتأتى في نظرها إلا من خلال تفكيك وحدة الشعب الفلسطيني وتشكيكه بعدالة قضيته وبتاريخه النضالي والثقافي ضمن مسعى يهدف لإسقاط حق العودة وهذا لا يتأتى إلا بخلق حالة الفوضى المدمرة
، وحتى تحقق حكومة الاحتلال هدفها ومبتغاها تحتاج لأدوات داخلية تساعدها على القيام بهذه المهمة ، ومن هنا وبتنسيق أمريكي إسرائيلي تجري عملية صناعة قيادة فلسطينية جديدة بصمت .
صناعة قياده جديدة هي ضمن تهيئة الأجواء لتنصيب نخبه جديدة يتم تقديمها على أنها المنقذ للوضع الفلسطيني وهي تستمد شرعية وجودها من ارتباطاتها الخارجية ، ستقود الحالة السياسية في المرحلة القادمة حيث ستتولى إدارة روابط القرى فيما سيتبقى من الضفة الغربية ، وستشكل إدارة مشتركة لقطاع غزة ، بعد أن تُمعن في تمزيق وتفتيت وحدة المجتمع وتفتيته وتفريغه من قيمه الوطنية ، وبعد أن تمعن تدميرا وخرابا بحركة فتح ، وبعد أن يتم إزالة الرئيس أبو مازن كما تريد وتسعى إسرائيل.
بتنا أمام آمر غرفة عمليات لإحداث الفوضى وإثارة النعرات بحيث تغرقنا جميعا بفوضى خلاقه وفلتان امني تمهد لعملية الانقلاب تحت حجة إنقاذ الوضع الفلسطيني ، مما يتطلب منا جميعا الوقوف في وجه المخطط التآمري الإسرائيلي والإقليمي وإفشاله لنكون دعما وسندا للاجهزه الامنيه وأجهزة السلطة الوطنية ودعم توجهات حكومة الوفاق الوطني في سعيها الدءوب لتوحيد الجغرافية الفلسطينية ودعم موقفها بإجراء انتخابات حكم الهيئات المحلية وأعمار غزه والسعي لانفكاك الاقتصاد الفلسطيني عن إسرائيل والتحلل من اتفاقية باريس ألاقتصاديه وإحداث تنميه مستدامة تمهد لتحقيق شعبنا الفلسطيني لأهدافه الوطنية والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي والإثبات على الوعي الفلسطيني بإفشال مخطط البديل وفرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني ضمن مخطط تدميري يقود لتدمير مشروعنا الوطني

المحامي علي ابوحبله