اتركوا طلبه جامعه الاقصى يسجلوا باطمئنان

بقلم: سهيله عمر

يؤسفنا ما وصلت اليه المناكفات في جامعه الاقصى والتي وصلت الى ان تدعوا وزارة التربية والتعليم العالي في رام الله الطلبة الجدد لعدم التسجيل في جامعه الاقصى كونها لن تعترف بأي شهادة بعد اليوم صادرة عن الطلبة الجدد. وقابلت وزارة التربية والتعليم العالي في غزه القرار بالرفض ودعا د. زياد ثابت الطلاب إلى التسجيل بالجامعة، لأن لها ترخيص وبرامجها معتمدة وأي طالب سيسجل بها سيُعترف بشهادته، منوهاً إلى أن البيان يأتي فقط من باب المناكفات السياسية.

قرات قبل ذلك تصريح ايجابي من وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في غزه انهم موافقون على تغيير رئيس جامعه الاقصى وان بدا لي ان الموافقة مشروطه بان يتم الالتزام في الحقوق الوظيفية للموظفين الذين قامت بتعيينهم حكومة حماس. لا اعرف أي تفاصيل عن ماهيه الخلاف بين الوزارتين بالنسبة لجامعه الاقصى، لكن بدى لي من خلال تصريحه ان لب الخلاف بين وزارة التربية والتعليم العالي في غزه ووزارة التربية والتعليم العالي في رام الله هو خوف الوزارة في غزه على المستقبل الوظيفي للموظفين الذين قامت تعيينهم حركة حماس لو قبلت بتغيير رئيس الجامعة حسب قرارات حكومة الوفاق وانها تريد ضمانات بحفظ كامل حقوقهم لدى تغيير رئيس الجامعة. ولأكون منصفه ارى ان مخاوف وزارة التربية والتعليم العالي في غزه مشروعه بهذا الصدد لكن هذا الامر ممكن التوافق عليه بين الوزارتين بسهوله بان يتم الاتفاق على عدم الاستغناء عن أي موظف قامت بتعيينه حركة حماس بالجامعة كما هو الحال مع الموظفين في باقي الوزارات حتى يتم اتمام المصالحه ودمج الموظفين في غزه والضفه.

الجامعة هو صرح اكاديمي قبل ان يكون أي شيء. عندما يحصل الطالب على شهاده، لا يتم تدوين اسم المدرس او العميد او رئيس الجامعة فيها. لذا الصراعات الإدارية التي تتمركز حول من يجب ان يكون رئيس الجامعة الذي يتحكم بدوره في تعيين النواب والعمداء ورؤساء الاقسام لا يجب ان تتدخل في الجانب الاكاديمي. الطالب يدرسه المدرس ثم تعتمد الدرجة من رئيس القسم ثم القبول والتسجيل والشئون الأكاديمية ويأخذ الشهادة من القبول والتسجيل لدى التخرج، ومن حقه ان تعتمد بعد مجهوده الدراسي في الحصول عليها. وهو لا يعنيه من عين المدرس ان كان حماس او فتح ومن هو رئيس الجامعة. اصل الدرجة هو الطالب والمدرس، فما علاقه ادارة الجامعة بوجوب اعتماد الدرجة من عدمه ؟؟

وان كان الخلاف حول ماهيه النواب والعمداء في الجامعة بما انهم يتحكمون في الكليات، فقد اعجبني نظام احدى الجامعات الاجنبيه التي قمت بالتدريس بها. كانت تعتمد نظام انتخاب العميد من خلال الهيئة الأكاديمية بالكلية كل سنتين بعد ان يرشحوا انفسهم من يرون انهم مؤهلين للعمادة . ويقوم العميد بترشيح رؤساء الجامعة بالتوافق مع ادارة الجامعة كل سنتين. اما النواب كان يتم تعيينهم بالإعلان عن وظيفه شاغره تحت مسمى نائب اكاديمي او نائب اداري او يتم تعيينهم بالترشيح من خلال مجلس امناء الجامعة.

لذا ادعو ان يتم ترك الطلبة يسجلوا باطمئنان واتركوا الجانب الاكاديمي جانبا. خاصه انني لاحظت من خلال تجربتي بتدريسهم مادتين صعبتين في الكمبيوتر بنظام الساعة لطلبة تخرج في عام 2003 انهم من اكثر الطلبة المجتهدين والتزاما من بين طلبة جميع الجامعات التي قمت بالتدريس فيها سواء في الضفة او الجامعات العربية او الأجنبية في الخارج. وكانت نقطة ضعفهم التي يجب الانتباه اليها هو ضعفهم باللغة الإنجليزية مما اضطرني لترجمه المنهج لهم حينها.
سهيله عمر
[email protected]