أنور عشقي ضابط التطبيع مع الكيان " الإسرائيلي " اعتقد واهماً ، أن في ذهابه للقاء المسؤولين الصهاينة في فلسطين المحتلة ، إنما يعكس توجهات وخيارات الأشقاء في السعودية ودول الخليج العربي برمته ، ليأتيه الجواب الصادم له ولأمثاله من المطبعين ، أولاً من العريضة التي وقعها المئات من الكتاب والباحثين والطلبة في دول الخليج العربي ، والتي حملت عنوان " الخليج العربي يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني " ، في إشارة بالغة الوضوح إلى رفض الزيارة الأخيرة للواء المتقاعد في المخابرات السعوديّة ، أنور عشقي . وقد جاء في العريضة " إنها خطوة مستنكرة ومرفوضة إذ أن فيها خرق لموقف المملكة التاريخي الرافض لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني " . مطالبةً الحكومات الخليجية ، بالمحافظة على مواقفها المقاطعة للكيان الصهيوني ، بمنع كافة أشكال التطبيع وعلى رأسها المقابلات الرسمية والغير رسمية مع مسؤولي العدو ، ومعاقبة كل من يقوم بمخالفة ذلك بناء على قوانين مقاطعة العدو الصهيوني في دول الخليج العربي . إضافة لمطالبتهم باتخاذ كافة الخطوات اللازمة لتشجيع مقاطعة " إسرائيل " وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ضمن سياق حملة BDS العالمية . أما ثانياً فهو تعمد انسحاب اللاعبة العربية السعودية " جودى فهمي " من منافسات لعبة الجودو بأولمبياد " ريو دى جانيرو " لعدم رغبتها فى لقاء " الإسرائيلية جيلى كاهن " بوزن 52 كيلو ، على الرغم أنها الأفضل . وقد أتى هذا الحدث بالتزامن مع موقف مشرف كان قد اتخذه الوفد الرياضي اللبناني الشقيق ورئيسه سليم الحاج نقولا ، الذي رفض السماح للوفد الرياضي " الإسرائيلي " الصعود إلى الحافلة التي تقل الوفد اللبناني من المدينة الأولمبية في ريو إلى ستاد " ماراكانا " لحضور حفل الافتتاح .
هرولة المطبعين مع الكيان من نظم ونخب ومثقفين بالاستفادة من الانحدار الذي يعيشه المشهد العربي في ظل الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة ، يقابله في المقلب الآخر مزيد من التمسك بقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
رامز مصطفى